اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

نقص فيتامين D لدى الطفل هو من المشكلات الصحية الشائعة التي تؤثر على نمو وتطور الطفل بشكل عام. يُعد فيتامين D أحد الفيتامينات الأساسية التي تلعب دورًا محوريًا في تنظيم مستويات الكالسيوم والفوسفور في الجسم، وهو ما يعزز صحة العظام والأسنان. يساعد فيتامين D أيضًا في دعم الجهاز المناعي والحفاظ على صحة العضلات. لكن عندما يكون هناك نقص في هذا الفيتامين لدى الطفل، يمكن أن تحدث العديد من المشكلات الصحية التي قد تؤثر على نموه الجسدي والنفسي.

يعود نقص فيتامين D لدى الأطفال إلى عدة عوامل، أبرزها عدم التعرض الكافي لأشعة الشمس، خاصة في المناطق ذات الطقس البارد أو الملبد بالغيوم، أو بسبب قضاء وقت طويل داخل المنازل. كما يمكن أن يسهم النظام الغذائي الفقير بالفيتامينات والمعادن الأساسية في تفاقم هذه المشكلة، خصوصًا في حال عدم تناول الطفل مصادر غذائية غنية بفيتامين D مثل الأسماك الدهنية، صفار البيض، والأطعمة المدعمة بالفيتامين. وبالإضافة إلى ذلك، قد يكون الأطفال الذين يعانون من مشكلات في الجهاز الهضمي أو أمراض الكبد والكلى أكثر عرضة لنقص هذا الفيتامين.

وفي هذا الصدد، يشير الدكتور "فيتشسلاف فيتيسكين" أخصائي طب الاطفال، إلى أن عملية التمثيل الغذائي لهذين العنصرين تؤثر بصورة مباشرة على عمل الجهازين العصبي والهضمي ومنظومة المناعة وحالة العظام والعضلات والجلد والأغشية المخاطية. ويحدث نقص فيتامين D تدريجيا وقد يظهر في البداية على شكل أعراض عامة.

ووفقا له، من بين هذه الأعراض تقلب المزاج، التهيج، اضطراب النوم، والخمول وانخفاض النجاح في مرحلة ما قبل الدراسة وفي مرحلة الدراسة وفرط التعرق وفقدان الشهية وبطء زيادة الوزن وتأخر التطور الحركي لدى الطفل (القدرة على التحكم بوضعية الرأس، الجلوس والوقوف والزحف والمشي) وحكة جلدية.

ويقول: "يشير الكساح إلى النقص الحاد والمستمر في نقص فيتامين D. ويحدث هذا عادة لدى الأطفال الذين أعمارهم بين شهرين وعامين، ويؤدي إلى اضطراب عملية تكوين الأنسجة العظمية- تشوه العظام وحتى انكسارها. وبالإضافة إلى ذلك يعاني أيضا من نقص الفيتامين الجهازين العصبي والهضمي".

ووفقا للطبيب، عند تطور الكساح يلاحظ تباطؤ النمو وتسطح مؤخرة الرأس وليونة حواف اليافوخ وتقوس تحت الأضلاع (اخدود هاريسون) وتشوه العظام في منطقة مفاصل الرسغ والأصابع وتقوس الساقين وتحدب وتشوه الجمجمة. ويعتمد علاج هذه الحالات على مرحلة تطور الكساح. لذلك عند ملاحظة أي تغير في حالة ومظهر الطفل يجب استشارة الطبيب المختص لتشخيص السبب ومنع تطور الحالة.

إنّ الوقاية من نقص فيتامين D لدى الطفل تعتبر خطوة حيوية للحفاظ على صحته العامة وتطوره السليم، وذلك لأن فيتامين D يلعب دورًا محوريًا في بناء العظام وتعزيز مناعة الجسم. تتضمن الوقاية عدة جوانب أساسية يمكن أن تساعد في تجنب هذا النقص. أولاً، التعرض المنتظم لأشعة الشمس يعد المصدر الأساسي للحصول على فيتامين D، حيث يُنصح بتعريض الطفل لأشعة الشمس لمدة تتراوح بين 10 إلى 30 دقيقة يوميًا في ساعات الصباح أو بعد الظهر، مع ترك جزء من الجلد مكشوفًا، مثل الذراعين أو الساقين، دون استخدام واقي الشمس في هذه الفترة القصيرة. ثانيًا، يجب أن يتضمن النظام الغذائي للطفل مصادر غنية بفيتامين D، مثل الأسماك الدهنية (كالسلمون والتونة)، صفار البيض، المنتجات المدعمة كالحليب والحبوب، وزيت كبد السمك.

وفي حال عدم القدرة على تأمين ما يكفي من الفيتامين من هذه المصادر الطبيعية، قد يُوصى باستخدام مكملات فيتامين D تحت إشراف طبي، خاصة في المناطق التي يقل فيها التعرض للشمس أو لدى الأطفال الذين يعانون من أمراض تؤثر على امتصاص الفيتامين. الفحوصات الدورية لمستويات فيتامين D ضرورية للكشف المبكر عن أي نقص محتمل، مما يسهل عملية العلاج والوقاية من المضاعفات. بالإضافة إلى ذلك، يجب الانتباه إلى الحالات الصحية الخاصة التي تؤثر على امتصاص الفيتامينات، مثل مشاكل الجهاز الهضمي أو اتباع أنظمة غذائية صارمة كالأنظمة النباتية، حيث يمكن أن يكون هؤلاء الأطفال أكثر عرضة لنقص فيتامين D. بالتالي، الوقاية تعتمد بشكل أساسي على التعرض الكافي لأشعة الشمس، تناول الأطعمة الغنية بالفيتامين، والفحص الدوري لتحديد الحاجة إلى المكملات الغذائية، مما يساهم في تعزيز صحة الطفل ونموه بشكل سليم.


الأكثر قراءة

رئيس آخر لجمهوريّة أخرى