الحرقة وأكثر... دليل شامل عن التهاب المريء!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

التهاب المريء هو حالة طبية تصيب المريء، وهو الأنبوب الذي ينقل الطعام والسوائل من الفم إلى المعدة. يحدث الالتهاب نتيجة لتهيج بطانة المريء بسبب عوامل متعددة، منها الارتجاع الحمضي المعدي أو العدوى الفيروسية والبكتيرية، أو حتى تناول بعض الأدوية التي تؤدي إلى تهيج المريء. يُعد التهاب المريء من الحالات الشائعة التي تؤثر على الجهاز الهضمي، ويمكن أن تتراوح أعراضه بين الحموضة والحرقة المستمرة، وصعوبة البلع، وحتى الألم في الصدر.

تتنوع أسباب التهاب المريء، وتتطلب التشخيص السريع والعلاج المناسب لتجنب المضاعفات، مثل تقرحات المريء أو تضييقه، مما قد يعيق تناول الطعام بشكل طبيعي ويؤثر سلبًا على جودة الحياة.

وتتفاوت الأعراض بناءً على شدة الحالة، وقد تشمل: حموضة وحرقان مستمر في الصدر أو خلف عظمة القص، صعوبة في البلع (عسر البلع)، حيث يشعر المريض بأن الطعام عالق في الحلق أو الصدر، ألم في الصدر، قد يزداد عند الأكل أو الشرب، الغثيان والقيء، خاصة عند تفاقم الحالة، وسعال مزمن أو شعور بطعم حمضي في الفم.

ومن بين الأسباب الشائعة لالتهاب المريء، يُعد الارتجاع المعدي المريئي (GERD) من أبرزها. يحدث الارتجاع عندما تعود أحماض المعدة إلى المريء بشكل متكرر، مما يؤدي إلى تهيج بطانة المريء والتسبب في التهابات مستمرة. بالإضافة إلى ذلك، قد يؤدي تناول بعض الأدوية، مثل المضادات الحيوية أو المسكنات، إلى التهاب المريء إذا لم تُستهلك مع كمية كافية من الماء أو إذا تم تناولها بشكل خاطئ، حيث يمكن أن تلتصق هذه الأدوية ببطانة المريء وتسبب تهيجا.

كما أن العدوى الفيروسية مثل فيروس الهربس البسيط أو فيروس نقص المناعة البشري (HIV) والعدوى الفطرية مثل المبيضات قد تكون من الأسباب الشائعة لالتهاب المريء، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من ضعف في جهاز المناعة. وفي بعض الحالات، يمكن أن تسبب بعض الأطعمة أو المكونات الغذائية التهابًا تحسسيًا في المريء، مما يؤدي إلى تهيج دائم وصعوبة في البلع.

أما إذا لم يتم علاج التهاب المريء بشكل مناسب، فقد تتطور عدة مضاعفات خطيرة. من أبرز هذه المضاعفات تضيق المريء، حيث يؤدي الالتهاب المزمن إلى تكوّن ندوب في بطانة المريء، مما يسبب تضيقًا شديدًا وصعوبة كبيرة في البلع. كما يمكن أن تتشكل تقرحات في المريء نتيجة للالتهاب المستمر، مما يزيد من الألم ويعرض المريء لخطر النزيف. بالإضافة إلى ذلك، قد يتطور مريء باريت، وهي حالة تحدث عند تلف بطانة المريء بسبب الارتجاع الحمضي المتكرر، مما يزيد من خطر الإصابة بسرطان المريء. وأخيرًا، يمكن أن يزيد التهاب المريء المزمن من احتمالية الإصابة بسرطان المريء، خاصة لدى الأشخاص الذين يعانون من مريء باريت.