اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


منذ تدهور الوضع الامني في لبنان بشكل غير مسبوق، بسبب الاعتداءات «الاسرائيلية» المتواصلة، والتي تشمل يومياً مختلف الاراضي اللبنانية بالقصف والغارات، مستهدفة المدنيين الآمنين، الامر الذي أسقط مئات الضحايا وآلاف الجرحى والمعوقين مع دمار هائل للمباني، ما ادى الى نزوح مئات آلاف اللبنانيين من الجنوب والبقاع والضاحية الجنوبية لبيروت، اي الاماكن التي تتعرّض يومياً للغارات وبشكل متواصل.

هذا النزوح بمعظمه يظهر بقوة في مراكز الايواء وأكثريتها من المدارس الرسمية، الى جانب بعض المؤسسات الرسمية والخاصة في كل المناطق اللبنانية، التي تضّم النازحين اللبنانيين ضمن تضامن وطني قلّ نظيره، حيث تلاقى اللبنانيون بمختلف طوائفهم على مصير واحد، يطرح تساؤلات حول توقيت انتهاء هذه الحرب الكارثية، التي يدفع ثمنها لبنان واللبنانيون عن كل القضايا العربية.

الى ذلك، تخطى عدد النازحين اللبنانيين المليون والمئتي الف، تفرّقوا على شقق سكنية ومراكز إيواء، وضعتها الدولة وبعض الجمعيات، وصلت الى ما يقارب 900 مركز باتت مليئة بالمواطنين اللبنانيين، بحيث لم تعد تتسع، وهي تضم أعداداً تتخطى قدرتها على الإستيعاب، بحيث تصل قدرة اي مدرسة رسمية الى إحتواء 400 نازح، فيما ونظراً للوضع الامني الخطر وصل العدد الى 600 شخص في كل مدرسة، حتى انّ بضعها تخطى وجود الالف شخص. مع الإشارة الى انها غير مجهزة للتدفئة، وهنالك مخاوف من إنتشار الأمراض، والمطلوب فتح المزيد من المراكز الرسمية والخاصة وفق ما يطالب النازحون، بحيث يفترش عدد كبير منهم الشوارع والنوم في العراء، خصوصاً في العاصمة بيروت، وسط معلومات بأنّ اكثرية هؤلاء من النازحين السوريين الذين فرّوا من القرى البقاعية.

هذه الاعداد الكبيرة تتلقى معظمها المساعدات من الجمعيات الأهلية اللبنانية، التي تقدّم الحاجات الغذائية للضيوف النازحين في المراكز، وافيد بأنّ معظمها تقدّم من مغتربين لبنانيين، إضافة الى التبرّعات المالية والادوية وكل ما يحتاجه النازحون، فيما تبقى مساعدات الدولة هزيلة وفق ما يشير بعض النازحين، الذي يطالبون بأدنى مقومات العيش اي الكهرباء والمياه، التي يعانون من شحّها خصوصاً في القرى البقاعية، حيث تنتشر الاوبئة في بعض البلدات بسبب غياب المياه منذ فترة طويلة، كما دعوا الدولة الى إعادة تأهيل خطتها لإيوائهم، بما يليق بتضحياتهم وصمودهم على مدى عقود من الزمن.

في السياق، تبرز أيضاً المساعدات العربية والغربية التي وصلت الى لبنان، لكن وصول عدد النازحين الى اكثر من مليون يتطلب المزيد من التقديمات، خصوصاً اننا على ابواب الشتاء، فماذا عن القاطنين في الشوارع اذا هطلت الامطار على غرار ما جرى منذ فترة؟

هذه المشاهد القاسية إستدعت نزوح اعداد كبيرة من اللبنانيين الى سوريا والعراق، وافيد في هذا الاطار بأنّ اكثر من مئة الف لبناني سافر الى سوريا، لانّ الوضع هناك اصبح آمناً، كما سافر اكثر من 15 الف نازح لبناني الى العراق، بالتزامن مع تسهيلات قدمتها الحكومة العراقية، شملت الدخول من دون فيزا او جواز سفر، والاكتفاء بالبطاقات التعريفية او جواز مرور صادر عن السفارة اللبنانية في دمشق، والسماح بدخول السيارات الخاصة والطلاب النازحين وتسجيلهم في المدارس العراقية، وتقديم المستلزمات الضرورية لهم والمساعدات الانسانية.

في غضون ذلك، إنتشرت صوتيات على مواقع التواصل الاجتماعي منذ أيام، من قبل لبنانيين يعملون على مساعدة النازحين للسفر الى جنوب العراق، فيدعون العائلات النازحة للسفر الى الشام، وتحديداً الى منطقة السيدة زينب للتجمّع في احد الفنادق، ومن هنالك يتم نقلهم الى العراق، حيث تؤمّن لهم المساكن مع كل ما يحتاجونه. وتنتهي الرسائل الصوتية بالقول: "لا تتردّدوا ابداً أيها الاخوة في المجيء الى العراق».

الأكثر قراءة

الاجواء ضبابية والكرة في الملعب الاسرائيلي ونتنياهو: لهدنة لـ٦٠ يوما قاسم: نقاتل ونفاوض... اسرائيل فشلت باهداء هوكشتاين احتلال الخيام هوكشتاين طرح مراقبة دولية للحدود بين لبنان وسوريا بمشاركة الجيش