اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

"ونظر موسى الى الشمال، نحو جبال لبنان وقال: وهذا الجبل؟ اجاب الله وقال: اغمض عينيك. هذا الجبل هو وقف لي. لن تطأه قدماك لا انت ولا الذي سيأتي من بعدك".

لبنان، هذا البلد الصغير بحجمه والكبير بتاريخه، مرّ عبر العصور بتحديات وصعوبات لا تحصى. من الحروب الأهلية إلى الاحتلالات الأجنبية، ومن الأزمات الاقتصادية إلى الكوارث الطبيعية، ظلّ لبنان صامدا، رافعا رأسه بشموخ.

في عالم مليء بالتحديات والصراعات، تبرز أهمية الوحدة والتضامن كأدوات أساسية لمواجهة الأعداء وتحقيق الأهداف المشتركة. إن التاريخ مليء بالأمثلة التي تُظهر كيف أن التعاون والتكاتف بين الأفراد والجماعات يمكن أن يؤدي إلى تحقيق انتصارات عظيمة وتجاوز العقبات الصعبة.

على مرّ السنوات، أثبت اللبنانيون أنهم قادرون على التكيف مع أصعب الظروف. في كل مرة يظن العالم أن لبنان قد انهار، ينبعث من جديد كطائر الفينيق من تحت الرماد. هذا الصمود ليس مجرد شعار، بل هو واقع يعيشه كل لبناني يوميا. من شمال لبنان إلى جنوبه ومن ساحله الى جبله تجد قصصا لا تُحصى عن أناس تحدوا الصعاب وواصلوا حياتهم بإصرار وعزيمة بل تجذروا بارضهم وصنعوا امجادهم. لن ننسى كيف ان اللبنانيين على مر العصور وعلى مختلف انتماءاتهم السياسية قاوموا المحتلين ودافعوا عن وطنهم وحموه.

فالوحدة هي القوة التي تجمع الأفراد حول هدف مشترك، وتساعدهم على تجاوز الخلافات والعمل معا لتحقيق النجاح. عندما يتحد الناس، يمكنهم تبادل الأفكار والخبرات، بل واكثر تبادل الهموم والصعاب، مما يعزز من قدرتهم على الابتكار والتكيف مع الظروف المتغيرة. الوحدة تعني أيضا تقديم الدعم المتبادل في الأوقات الصعبة، مما يزيد من قدرة المجتمع على الصمود أمام التحديات. ومن أهم وجوه الوحدة بيت افراد المجتمع هو التضامن على كافة انواعه، فالتضامن هو التعبير العملي عن الوحدة، حيث يتعاون الأفراد والجماعات لمواجهة العدو المشترك. هذا العدو قد يكون خارجيا، مثل قوى الاحتلال أو العدوان، أو داخليا، مثل الفقر والجهل والفساد. من خلال التضامن، يمكن للمجتمعات أن تبني جبهة قوية تقف في وجه التحديات وتحقق العدالة والحرية.

رغم التنوع الطائفي والسياسي، يبقى اللبنانيون متحدين في حبهم لوطنهم. في الأزمات، تتلاشى الفروقات وتظهر الوحدة الوطنية بأبهى صورها. هذا التضامن هو ما يجعل لبنان قويا، وهو ما يمنحه القدرة على مواجهة التحديات. وقد تجلت هذه الصورة عدة مرات خلال الاعتداءات "الاسرائيلية" على لبنان منذ عام ١٩٤٨ حتى يومنا هذا.

ما نشهده هذه الفترة من احتضان لأهل المناطق المستهدفة للعدوان، ما هو إلا جزء من ثقافة اجدادنا «العونة»، وبالتأكيد هو في صلب ايماننا بالله عز وجل وبموطىء قدميه.

رغم كل ما مرّ ويمرّ به لبنان، يبقى الأمل في المستقبل حاضرا من خلال الشباب اللبناني المقيم والمغترب، بطموحهم وإبداعهم، يمثلون الأمل في غد أفضل. إنهم يعملون بجد لبناء مستقبل مشرق، مستفيدين من تجارب الماضي ومصممين على عدم تكرار الأخطاء.

نعم، لبنان لم ولن يقع، لأنه بلد الأرز الذي يتحدى الرياح والعواصف. سيظل لبنان صامدا، بفضل شعبه الذي لا يعرف الاستسلام.

ولأن لبنان في قلب الله وجماله من جمال الله وقوته من قوة الله، لن يقع لبنان بإذن الله.


الأكثر قراءة

نتائج زيارة هوكشتاين لاسرائيل: تقدم وايجابية ومجازر وتدمير؟! نتانياهو يراهن على الوقت لفرض هدنة مؤقتة مرفوضة لبنانيا الجيش الاسرائيلي منهك... ولا بحث بتجريد المقاومة من سلاحها