اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


خلال الأسبوع الماضي، صعد الخامان القياسيان بأكثر من واحد في المئة خلال الأسبوع.

وخلال آخر جلسات التداول ، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت 36 سنتا أي 0.45 في المئة إلى 79.04 دولارا للبرميل عند التسوية.

وخسرت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي 29 سنتا أي 0.38 في المئة إلى 75.56 دولارا للبرميل.

وارتفعت أسعار النفط الخام هذا الشهر بعد أن أطلقت إيران أكثر من 180 صاروخا على إسرائيل في الأول من تشرين الاول، مما أثار مخاوف كبيرة في اسواق النفط من احتمالات برد إسرائيلي على منشآت نفط إيرانية وهذا ما سيسبب ازمة كبيرة في ارتفاع اسعار النفط العالمية واضطرار اميركا الى استهلاك مخزونها لتغطية النقص المرجح ان يحصل في دول اواروبا.

.

وعلى جانب المعروض، قالت المؤسسة الوطنية للنفط في ليبيا إنها أعادت إنتاج الخام إلى مستويات ما قبل أزمة البنك المركزي في البلاد إذ بلغ 1.25 مليون برميل يوم الجمعة الفائت.

اسواق الطاقة العالمية

وفي خضم التصاعد المتسارع للصراع في الشرق الأوسط، يبرز تساؤل حيوي حول التداعيات المحتملة لهذا الوضع على أسواق الطاقة العالمية، ولا سيما أن المنطقة تعد مركزاً حيوياً لإمدادات النفط والغاز، وبالتالي فإن أي اضطرابات فيها يمكن أن تؤثر بشكل عميق في استقرار السوق.

شهدت المنطقة عديداً من التوترات في السنوات الماضية، ولكن الأحداث الأخيرة جعلت المخاوف تتزايد بشأن إمكان تعطيل الإمدادات، في وقت يحذر فيه محللون من أن تعرض البنية التحتية للطاقة لهجمات أو صراعات مسلحة قد يؤدي إلى اضطرابات خطرة في إمدادات النفط، مما يرفع الأسعار بشكل مفاجئ الى مستويات قياسية.

على سبيل المثال، توقع بنك غولدمان ساكس أن ترتفع أسعار النفط بنحو 20 دولاراً إذا تعرضت الحقول النفطية في إيران لضربة من قبل إسرائيل.

فيما تجدر الإشارة إلى أن الطاقة الفائضة لدى كبار المنتجين تعتبر عاملاً موازنًا في مواجهة مثل هذه الأزمات، إذ تحتفظ الدول الأعضاء في تحالف أوبك+ بقدرة عالية على زيادة إنتاجها، وهو ما يسهم في تقليل تأثير الارتفاع المفاجئ في الأسعار. ومع ذلك، فإن التوترات المتزايدة قد تؤدي إلى زيادة الضغوط على هذه القدرات الفائضة.

وفي ضوء ذلك، يبقى المشهد العام لأسواق الطاقة في حالة ترقب، في وقت تشكل فيه الأحداث الجارية في الشرق الأوسط تحديات كبيرة.

ارتفاع مخاطر العرض

وبحسب تحليل نشره مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية CSIS، يلفت برنامج أمن الطاقة وتغير المناخ التابع للمركز، كيفين بوك،" إن الأسواق النفطية تبدو وكأنها تتجاهل منذ عدة أشهر احتمال أن تؤدي المعركة متعددة الجبهات التي تخوضها إسرائيل ضد إيران وحلفائها الإقليميين إلى تعطيل الإمدادات العالمية."

وبحسب ما ذكره بوك، فإن التقديرات التقريبية لشركة "كلير فيو إنرجي بارتنرز"، تشير إلى أن العقوبات الجديدة المحتملة على إيران (أو التطبيق الصارم للعقوبات الحالية) قد تؤدي إلى تأثير يصل إلى نحو 7 دولارات للبرميل؛ في حين أن الهجمات على منشأة التصدير الرئيسية في جزيرة خرج الإيرانية قد يصل تأثيرها إلى نحو 13 دولاراً للبرميل؛ أما إذا قامت إيران بحصار مضاد لمضيق هرمز لمدة تتراوح بين ثلاثة إلى سبعة أيام، فقد يتراوح التأثير بين 13 إلى 28 دولاراً للبرميل.

من ناحية أخرى، قد تختار "إسرائيل" استهداف قدرة إيران على تكرير النفط. وفي هذا السياق، فمن الناحية النظرية، قد يؤدي ذلك إلى "تقليل إمدادات الوقود المكرّر داخل إيران دون التأثير بشكل كبير في الإمدادات العالمية من النفط الخام. في هذه الحالة، قد تعود إيران مؤقتاً إلى الاعتماد على واردات المنتجات المكرّرة."

وقد تختار "إسرائيل" أهدافاً أخرى؛ فقد قدّر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في تموز "أن إيران كانت على بُعد أسبوع أو أسبوعين فقط من الانطلاق نحو إنتاج سلاح نووي. وبالتالي فإن أي ضربة إسرائيلية للمواقع النووية الإيرانية قد تؤدي إلى انتقام مشابه يستهدف الإمدادات الإقليمية. ومن ثم قد تستمر احتمالات التصعيد والمخاطر المصاحبة للإنتاج والنقل في المنطقة، حتى لو هدأت التوترات الحادة."