اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

الخصيتان، تلك الغدتان التناسليتان لدى الذكور، تؤدي دوراً حيوياً في تحديد الهوية الجنسية الذكورية وصحة الرجل بشكل عام. فبالإضافة إلى إنتاج الحيوانات المنوية الضرورية للتكاثر، تؤدي الخصيتان دوراً هاماً في إفراز هرمون التستوستيرون الذي يؤثر في العديد من الوظائف الحيوية في الجسم، مثل نمو العضلات، كثافة العظام، الرغبة الجنسية، وإنتاج خلايا الدم الحمراء.

فالحفاظ على صحة الخصيتين يتطلب اهتمامًا خاصًا، لأن مشكلات صحية بسيطة مثل الالتهابات أو دوالي الخصية قد تؤثر في خصوبة الرجل وجودة حياته بشكل عام. الأمراض الشائعة مثل سرطان الخصية أو التواء الخصية قد تتطلب تدخلاً طبيًا فوريًا للحفاظ على الخصوبة والصحة العامة. علاوة على ذلك، تؤثر عوامل مثل التغذية السليمة، النشاط البدني، وتجنب السلوكيات الضارة مثل التدخين واستخدام المنشطات، بشكل مباشر في صحة الخصيتين. من خلال الفحوصات الدورية والاهتمام بنمط الحياة الصحي، يمكن للرجال تعزيز صحة الخصيتين والوقاية من العديد من المشكلات الصحية المحتملة.

هذا وتعتبر الخصيتان عادةً من الأعضاء التي تعمل بكفاءة عالية، ولكن هناك العديد من الحالات التي قد تؤدي إلى تدهور صحتهما، مما يستدعي الانتباه إلى العلامات التي قد تشير إلى وجود مشكلة صحية. أولى هذه العلامات هي الألم أو التورم في إحدى الخصيتين أو كليهما، والذي قد يكون ناتجا من التهابات مثل التهاب البربخ، أو حالات طارئة مثل التواء الخصية الذي يتطلب علاجًا فوريًا، أو دوالي الخصية التي تؤثر في الخصوبة إذا لم تُعالج. وجود كتل أو تغيرات في حجم الخصيتين قد يشير أيضا إلى مشاكل صحية مثل سرطان الخصية، الذي يُعد نادرا ولكنه يصيب الشباب بين 15 و35 عامًا، أو القيلة المائية التي تتمثل في تراكم السوائل حول الخصية.

انخفاض الرغبة الجنسية أو الطاقة قد يكون نتيجة لانخفاض مستويات هرمون التستوستيرون، الذي ينتج من قصور الغدد التناسلية أو أمراض مزمنة مثل السكري. كما أن العقم أو صعوبة الإنجاب بعد عام من المحاولة قد يكون إشارة إلى وجود مشكلة في الخصيتين تؤثر في إنتاج الحيوانات المنوية، وقد يكون السبب دوالي الخصية أو انسداد القنوات المنوية أو التعرض لعوامل بيئية مثل المواد الكيميائية أو الحرارة الزائدة، مما يؤثر سلبًا في جودة الحيوانات المنوية.

ولضمان صحة الخصيتين والوقاية من الأمراض، هناك عدة خطوات يمكن اتباعها. أولاً، يجب على الرجل القيام بفحوصات ذاتية للخصيتين بانتظام، وذلك للتأكد من عدم وجود كتل أو تغيرات في الحجم أو الشكل، ويفضل إجراء هذه الفحوصات أثناء الاستحمام عندما يكون الجلد دافئًا. ثانيًا، اتباع نمط حياة صحي يؤدي دورًا كبيرًا في الحفاظ على صحة الخصيتين، مثل تناول الأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن مثل فيتامين D والزنك التي تحسن إنتاج التستوستيرون، إلى جانب ممارسة التمارين الرياضية بانتظام التي تعزز تدفق الدم وتحافظ على مستويات الهرمون.

كما أن الابتعاد عن التدخين والكحول مهم لأنهما يؤثران سلبًا في إنتاج الحيوانات المنوية. ثالثًا، يجب الحفاظ على درجة حرارة الخصيتين، إذ إن إنتاج الحيوانات المنوية يتطلب درجة حرارة أقل من درجة حرارة الجسم العادية، ولذلك يُنصح بتجنب التعرض للحرارة المفرطة مثل الحمامات الساخنة أو ارتداء الملابس الضيقة لفترات طويلة. أخيرًا، استشارة الطبيب في حال ظهور أي أعراض مثل الألم أو التورم أو تغيرات غير طبيعية في الخصيتين ضرورية، فالكشف المبكر يسهم في علاج المشاكل الصحية بفعالية.

الأكثر قراءة

المقاومة استعادت قوة الردع... هل ستتغير معادلات الحرب مع «إسرائيل»؟ قاسم: لبنان يقع ضمن المشروع التوسّعي «الإسرائيلي» ولا يمكن فصل لبنان عن غزة باسيل يتحرك قطريا في الملف الرئاسي وقمة روحية تتبنى بيان عين التينة الثلاثي