اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

فيتامين ب12 هو أحد الفيتامينات الأساسية التي تلعب دورًا حيويًا في تكوين خلايا الدم الحمراء، الحفاظ على صحة الأعصاب، وتعزيز وظيفة الدماغ. يُعد نقص هذا الفيتامين مشكلة شائعة قد تؤدي إلى العديد من الأعراض مثل التعب، فقر الدم، وفقدان الذاكرة. على الرغم من أهمية الفيتامين ب12، إلا أن بعض الأدوية يمكن أن تعيق امتصاصه في الجسم، مما يزيد من خطر نقصه لدى الأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية لفترات طويلة.

من بين هذه الأدوية مثبطات مضخة البروتون (PPIs) مثل الأوميبرازول واللانسوبرازول، التي تُستخدم لعلاج حرقة المعدة وارتجاع المريء، حيث تقلل من حموضة المعدة الضرورية لتحرير الفيتامين ب12 من البروتينات الموجودة في الطعام. كذلك، أدوية الميتفورمين المستخدمة في علاج مرض السكري قد تؤثر سلبًا على امتصاص فيتامين ب12 عن طريق التداخل مع عملية امتصاصه في الأمعاء الدقيقة. أدوية أخرى مثل مضادات الحموضة مثل رانيتيدين والفاموتيدين، بالإضافة إلى بعض المضادات الحيوية والأدوية المدرة للبول، قد تؤدي أيضًا إلى تقليل مستويات الفيتامين ب12 في الجسم.

هذا وقد يتسبب نقص فيتامين ب12 في أعراض خفيفة في البداية مثل التعب والإرهاق، ولكنه قد يتطور إلى مضاعفات خطيرة إذا لم يتم علاجه. فقر الدم الخبيث هو أحد أبرز نتائج هذا النقص، وهو حالة تحدث نتيجة عدم قدرة الجسم على إنتاج خلايا دم حمراء كافية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي نقص الفيتامين ب12 إلى مشكلات عصبية تشمل التنميل والوخز في الأطراف، فقدان الذاكرة، والاكتئاب.

ولتجنب نقص فيتامين ب12 لدى الأشخاص الذين يتناولون الأدوية التي تعيق امتصاصه، يُنصح باتباع بعض الإجراءات الوقائية التي تشمل فحص مستويات الفيتامين بانتظام، خاصة للأشخاص الذين يتناولون هذه الأدوية لفترات طويلة، حيث يمكن أن تساعد الفحوصات الدورية في الكشف المبكر عن أي نقص والتدخل في الوقت المناسب. كذلك، قد يوصي الأطباء بتناول مكملات الفيتامين ب12 لتعويض أي نقص محتمل ناتج عن تأثير الأدوية على امتصاص الفيتامين. من المهم أيضًا التحدث مع الطبيب إذا كنت تتناول أي دواء قد يؤثر على امتصاص الفيتامين ب12، حيث يمكن للطبيب تحديد ما إذا كان هناك حاجة لإجراء تغييرات في العلاج أو إضافة مكملات غذائية للحفاظ على مستويات الفيتامين في الجسم ضمن النطاق الصحي.

على الرغم من أن الأدوية مثل مثبطات مضخة البروتون، الميتفورمين، ومضادات الحموضة تلعب دورًا حيويا في علاج العديد من الحالات الصحية مثل حرقة المعدة، ارتجاع المريء، وداء السكري، فإن الاستخدام الطويل لهذه الأدوية قد يتسبب في إعاقة امتصاص الفيتامين ب12، مما يزيد من خطر نقصه في الجسم. إن تداعيات نقص فيتامين ب12 لا تقتصر على الأعراض الخفيفة كالإرهاق، بل يمكن أن تتفاقم لتؤدي إلى مشكلات صحية خطيرة مثل فقر الدم الخبيث والاضطرابات العصبية. لذلك، من الضروري اتخاذ التدابير الوقائية للحفاظ على مستويات هذا الفيتامين الحيوي، من خلال الفحوصات الدورية، تناول المكملات الغذائية عند الحاجة، والتواصل المستمر مع الأطباء لمراقبة الحالة الصحية بشكل عام. الوقاية والتدخل المبكر يساهمان في الحد من الأعراض والمضاعفات المرتبطة بنقص الفيتامين ب12، مما يضمن تحقيق التوازن بين الفوائد العلاجية للأدوية والحفاظ على صحة الجسم على المدى الطويل. 

الأكثر قراءة

حزب الله يُحبط مُخطط تصفيته وعودة ملحميّة للأهالي القرار 1701 بين النسختين: فروقات لغوية ستون يوماً مفصلية: انتخاب رئيس ووقف النار في غزة على طاولة التحديات