اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

نقيب المحامين السابق في بيروت

وأنت تتابع أخبار الفايسبوك والمجموعات وما تم اختراعه في العصر الحديث، تصل الى قناعة ثابتة، ان من اخترع هذه الوسائل، كان عليه إجراء الدورات التدريبية المكثفة قبل وضعها في متناول الناس والعامة ممن لا يفقهون مدى خطورة ما يكتبون، ومدى إمكان ملاحقتهم جزائياً، وفي مؤسسات ونقابات وادارات معينة، مسلكياً ايضاً. وسبق وكتبت ان بعضهم يجلسون وراء الشاشة ويكتبون و "يتمرجلون" ويقدحون ويذمون بالآخرين غير آبهين بالقوانين والانظمة المرعية الاجراء، وغير آبهين بصيت الآخرين ولا بكرامتهم ولا بمسيرتهم الحياتية والاجتماعية والمهنية والادارية المشرفة. لدرجة ان البعض يكتبون ما يكتبون ولدى مجابهتم ينكشفون على حقيقتهم بالخوف والجبن والتراجع، وسبق وشبهتهم بما قاله المتنبي:

إذا ما خلا الجبان بأرض

طلب العراك وحده والنزالا.

مناسبة كتابة هذه الاسطر اليوم، هي ما نقرؤه لدى البعض من إطلاق عبارات الذم والقدح والتشهير بمعالي وزير التربية القاضي عباس الحلبي.

ولمن لا يعرف معاليه ابن العائلة العريقة في المتن الاعلى، عليه ان يعرف انه خريج كلية الحقوق في جامعة القديس يوسف –اليسوعية. ورئيس جمعية متخرجي تلك الكلية منذ عدة سنوات، والتي لي الشرف بأن اكون عضواً في هيئتها الادارية. والجميع يشهد على "آدميته" وعلى اعتداله وهو العضو الفعال في هيئة الحوار المسيحي الاسلامي.

كتبنا هذه المقدمة قبل الدخول في موضوع تبوئه وزارة التربية.

في الوزارة، يشهد الجميع انه يتابع جميع الملفات بتقنية عالية جداً، لا يغيب عن وزارته، ويقوم بما يمليه عليه عقله وضميره وموقعه. فلماذا استعمال الالفاظ المسيئة بحقه وخصوصاً في المرحلة الاخيرة حيث نزح مليون واربعمئة الف مواطن، والحكومة غير مجهزة لمواكبتهم، لأن احداً لم يكن يتصور ان يكون العدد كبيراً الى هذا الحد؟ وماذا يفعل معالي الوزير في ظل التضارب بين مكونات المجتمع حيث تعتبر فئة ان الوضع مستتب في منطقتها وتصر على فتح ابواب المدارس امام تلامذتها، وفئة أخرى نازحة لا مكان تلجأ اليه الا المدارس وبعض الامكنة الاخرى وتصر في هذه الحالة هي ايضاً على ان يدرس اولادهم في تلك المدارس التي وجدت لتضيء امامهم طريق الحياة، لا الطريق الى الموت. فما هو الحل؟ ولو كان اي واحد منا مكانه، ما هو القرار الذي يمكن اتخاذه في ظل هذه المواقف المتناقضة؟

ازاء هذه المواقف المتضاربة، وهذه المشاكل المستعصية، يحاول معالي الوزير مع موظفي الوزارة والمستشارين وكل من لديه افكار للخروج من هذه المعضلة، متابعة الملف بدقة كمن يمشي بين الالغام، خصوصاً لدى صدور اصوات تتهمه بعدم الشفقة الرحمة - ونحاول تلطيف الالفاظ لانهم يستعملون كلمة إجرام وما شابه - وبالتالي فإن معالي الوزير يحاول قدر المستطاع إيجاد الحلول السريعة والمؤقتة في ظل هذه الازمة الحادة، ريثما تنجلي الامور وخصوصاً ان الوضع الامني على فوهة بركان، ولا احد يعلم ماذا ينتظر هذا البلد المعذب المتروك لقدر الله.

فمهلكم ايها السادة. انتقوا الفاظكم، واحترموا كرامات الناس، ولا تهينوا من يعمل بصدق ومحبة وشفافية وتقنية وحكمة.

الأكثر قراءة

كيف نجت المقاومة؟ ولماذ يراهن قاسم على الوقت؟