اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

أصبح مرض السكري من أكثر الأمراض المزمنة انتشاراً حول العالم، حيث يؤثر في الملايين من الأشخاص ويشكل عبئاً صحياً واجتماعياً كبيراً. ومع تزايد نسبة الإصابة به، تبرز أهمية الوقاية كخطوة أساسية للتقليل من مخاطره والحد من انتشاره. في هذا السياق، يؤدي النشاط البدني دوراً محورياً في الوقاية من مرض السكري، إذ يُعتبر واحداً من العوامل الأكثر فعالية في الحفاظ على توازن مستويات السكر في الدم والحد من مقاومة الأنسولين.

النشاط البدني لا يقتصر على كونه وسيلة لحرق السعرات الحرارية والحفاظ على وزن صحي، بل يساهم أيضاً في تحسين وظائف القلب، تعزيز اللياقة البدنية، وتحسين الصحة النفسية. من خلال دمج الرياضة المنتظمة في نمط الحياة اليومي، يمكن للأفراد تقليل خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني، بخاصة لأولئك الذين يعانون من عوامل خطر مثل السمنة أو التاريخ العائلي للمرض. لذلك، يعد تعزيز النشاط البدني إحدى الاستراتيجيات الوقائية الأكثر فعالية لمواجهة هذا المرض المزمن والعيش حياة صحية ونشطة.

الآثار السلبية لمرض السكري في الصحة قد تكون خطرة في حال عدم التحكم به بشكل جيد، حيث يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات تؤثر سلباً في نوعية الحياة. تشمل هذه المضاعفات مشاكل في الأوعية الدموية، إذ يزيد السكري من خطر الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب والسكتات الدماغية، كما قد يتسبب بتلف الأعصاب أو ما يعرف بالاعتلال العصبي، مما يؤدي إلى ألم وخدر ومشاكل في الحركة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي السكري غير المنضبط إلى تلف الكلى، مما يزيد من احتمالية الإصابة بالفشل الكلوي.

من ناحية أخرى، يعاني العديد من مرضى السكري من مشاكل في الرؤية مثل اعتلال الشبكية السكري، الذي يمكن أن يؤدي في بعض الحالات إلى العمى. علاوة على ذلك، يساهم السكري في بطء التئام الجروح، مما يزيد من خطر العدوى وقد يتطلب في بعض الحالات الحادة بتر الأطراف. لمواجهة هذه المخاطر، يُنصح بدمج النشاط البدني في الحياة اليومية كوسيلة فعالة للوقاية من مرض السكري أو السيطرة عليه. يمكن تحقيق ذلك من خلال بدء ممارسة تمارين بسيطة مثل المشي أو السباحة، وممارسة تمارين القوة مثل رفع الأثقال أو التمارين التي تعتمد على وزن الجسم. يُفضل أيضاً تخصيص وقت يومي للنشاط البدني لمدة لا تقل عن 30 دقيقة، والانخراط في أنشطة ممتعة مثل الرقص أو الرياضات الجماعية، مما يسهم في الحفاظ على الالتزام بالنشاط البدني على المدى الطويل.

إنّ النشاط البدني لا يمثل مجرد وسيلة لتحسين اللياقة البدنية، بل هو ركيزة أساسية في الوقاية من مرض السكري والسيطرة عليه. إلى جانب النظام الغذائي المتوازن والعناية بالصحة العامة، فإن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام تساهم في تقليل خطر الإصابة بالسكري وتحسين نوعية الحياة لمن يعانون من هذا المرض. التعامل مع مرض السكري يتطلب التزاماً كاملاً باتباع نمط حياة صحي، حيث يصبح النشاط البدني جزءاً لا يتجزأ من خطة الوقاية والعلاج، بما يسهم في الحد من مضاعفاته والعيش بصحة أفضل.

الأكثر قراءة

ما قضيّة لبنان ما لبنان بعد الحرب ؟