في غزة، حيث تختنق الحياة تحت وطأة الحصار والقصف وتتعالى أصوات المعاناة يوميًا، وقع مشهد مفجع سيظل محفورًا في ذاكرة كل من شهده. في غمرة التصعيد الأخير، اجتاح جيش الاحتلال الإسرائيلي الأحياء، مصطحبًا معه دباباته، ليترك خلفه كارثة لا تصفها الكلمات. تلك الدبابات الضخمة كانت تجوب الشوارع بلا هوادة، تبحث عن هدف بلا تمييز. في وسط هذا الخراب، كان الهدف هذه المرة الأطفال الفلسطينيين الأبرياء.
أُجبر الجميع على التحرك. انتُزِع الأطفال من أحضان أمهاتهم، ودُفع بهم إلى حفر تشبه القبور، وسط غبار كثيف يعمي الأبصار، فيما دارت الدبابات حولهم مرارًا، وكأنها تصطاد أرواحهم الصغيرة. ارتفع الصراخ والبكاء من كل حدب وصوب؛ أطفال يبكون، وأمهات يصرخن بحثًا عن أبنائهن.
ثم فرض جنود الاحتلال على الأمهات أن يحملن الاطفال حتى لو لم يكن طفلهم والا مصيره الاختناق والموت. كانت تلك اللحظة هي الأقسى؛ أم تلتقط طفلًا بين ذراعيها، وهي لا تعرف إن كان طفلها أو طفل غريب. لم يكن هناك وقت للشك أو الاختيار؛ كان الأمر مسألة حياة أو موت.
انتشرت الأمهات في الأرض يبحثن عن أبنائهن وسط بحر من الأطفال، كل واحدة منهن تحضن طفلًا غريبًا. في أجواء مشحونة بالألم والضياع، أمهات يبحثن عن أطفالهن في يد نساء أخريات، ونساء يحملن أطفالًا ينتظرن لحظة العثور على أمهاتهم الحقيقات.
هذه الحكاية نُقِلت على لسان إحدى النساء في جباليا، التي روت تفاصيلها بمرارة وأسى للصحفي الفلسطيني يوسف لبد. لم يكن أمامها سوى أن تختم كلامها بجملة تحمل الغضب والأمل بعدالة السماء بين حروفها:
"حسبنا الله ونعم الوكيل".
هكذا تلخّص هذه القصة المأساة التي عاشها أطفال غزة وأمهاتهم تحت نيران الاحتلال؛ جريمة أخرى تُضاف إلى سجل طويل من المعاناة، حيث الأمل في الله وحده هو السبيل للنجاة، في انتظار يوم تتحقق فيه العدالة.
يتم قراءة الآن
-
معالم الردّ على ورقة برّاك تتبلور... وحزب الله سلّم موقفه إجهاض مُحاصرة «الثنائي» انتخابياً... والمواجهة مفتوحة الأمن العام فكّك خليّة لتنظيم «داعش» تتعاون مع «الموساد»؟!
-
الهجوم على مدرسة» شارل ديغول»: هجوم على «الجسور»؟ أم لإخراج سوريا من هذا الكوكب؟
-
هل انكسرت الجرة بين "التيّار الوطني الحر" وحزب الله؟
-
زمن التسويات الثقيلة: لبنان يستعد لصفقة كبرى على حافة الانهيار؟ القوات تخسر معركة المغتربين... مخاوف من تعطيل المجلس
الأكثر قراءة
-
حسين السلامة بين التطبيع والتصفية: لماذا اختارت تل أبيب قصف قلب دمشق؟
-
المخرج للسلاح بالتوافق بين عون وبري وقاسم وسلام بري لصحافيين :وليد جنبلاط أقرب سياسي لي زعيم المختارة يرفض عزل حزب الله و"الدق" برئيس المجلس
-
المفتي دريان يجتمع مع الشرع السبت... ماذا على الطاولة؟ عريمط لـ "الديار": أهل السنّة في لبنان ليسوا بحاجة لحماية من أحد أياً كان!
عاجل 24/7
-
00:08
الحكمة يفوز على بيروت بنتيجة 78-77 ويتأهل إلى نهائي "ديكاتلون" بطولة لبنان لكرة السلة
-
23:37
القاضية دورا الخازن قررت توقيف رئيس مجلس إدارة كازينو لبنان رولان الخوري في ملف المقامرة الإلكترونية بتهم الفساد وتبييض الأموال
-
23:36
٤ دقائق على انتهاء المباراة بين فريق الحكمة وبيروت وتقدم للحكمة ب ٩ نقاط
-
22:13
برلماني إيراني بلجنة الأمن القومي: سنخصب اليورانيوم بقدر الحاجة ومن دون شروط
-
22:05
تمشيط بالأسلحة الرشاشة للجيش الإسرائيلي من موقع الراهب باتجاه أطراف عيتا الشعب جنوبي لبنان
-
22:04
تمشيط بالأسلحة الرشاشة للجيش الإسرائيلي من موقع الراهب باتجاه أطراف عيتا الشعب جنوبي لبنان
