اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

يعمل الجسم كآلة معقدة حتى أثناء الراحة، حيث يحول الطعام إلى طاقة ويقوم بعمليات إصلاح وإعادة بناء. هذه العملية، المعروفة بالأيض، لا تؤثر فقط على وزنك، بل تلعب دورًا حاسمًا في صحتك العامة، حيث تؤثر على كيفية استجابة جسمك للأطعمة المختلفة وخطر إصابتك بأمراض مزمنة.

تقول سارة بيري، أستاذة التغذية في كينجز كوليدج لندن في المملكة المتحدة: «إن التمتع بصحة أيضية جيدة يقلل من خطر الإصابة بهذه الأمراض الأيضية».

بعبارة أخرى، إذا كان لديك عملية أيضية فعّالة، فسوف تعالج السكر والدهون بكفاءة وستكون أقل عرضة للإصابة بارتفاع نسبة الكوليسترول وارتفاع ضغط الدم ومشاكل حساسية الأنسولين المتعلقة بمدى كفاءة جسمك في استخدام الأنسولين لتنظيم مستويات السكر في الدم. وهذا ما نعنيه بكونك بصحة أيضية كما تشير الدكتورة بيري، وذلك في تقرير لماريا لالي نشر في صحيفة «تلغراف «البريطانية.

ما نأكله هو المفتاح لتحسين الصحة الأيضية وذلك بتناول وجبات متوازنة وغير معالجة وقائمة على النباتات وغنية بالألياف وتحتوي على زيوت صحية وبروتين، بالإضافة إلى الكربوهيدرات الكاملة الحبوب.

وفي هذا الصدد، تقول البروفيسورة بيري إنه لا توجد خلطة سحرية، ولكن هناك «4 ركائز» للصحة الأيضية الجيدة: «في علم التغذية، هذه الركائز هي النظام الغذائي، والنشاط البدني، وتقليل التوتر، والنوم».

هذا ووجدت دراسة نُشرت في مجلة «Sleep Medicine» أن فقدان ساعة واحدة فقط من النوم في الليل كان مرتبطا بزيادة الدهون الحشوية، وهي الدهون الموجودة في عمق تجويف البطن». بالإضافة إلى ذلك فإن التوتر يزيد من خطر الإصابة بالأمراض الأيضية مثل مرض السكري من النوع الثاني. ويلعب التوتر أيضا دورا في كيفية اختيارنا للطعام، وكيف يعالجه جسمنا، ومدى سرعة تناولنا للطعام، وتؤثر هرمونات الإجهاد على كيفية استقلاب الأنسولين والكربوهيدرات.

وتشرح بيري: «إذا كنت تشعر بالتوتر، فستكون لديك مستويات أعلى من الجلوكوز». وتضيف: «إن إدارة التوتر هي بداية جيدة لتحسين الصحة الأيضية». وتضيف «عندما نأكل شيئا ما، تحدث مجموعة من التغييرات القصيرة المدى في الجسم والتي تطلق سلسلة من الأحداث اللاحقة». على سبيل المثال، التغييرات في الالتهاب، وفي كيفية تجلط الدم، وكيف يتم توزيع الكوليسترول المختلف في الدم. وإذا تناولنا باستمرار نسبة عالية من السكر أو الأطعمة المصنعة، فإن ذلك يسبب تغييرات مفرطة في استجاباتنا الأيضية وبمرور الوقت يضع ذلك ضغطا إضافيا على صحتنا الأيضية، والتي يمكن أن تكون ضارة.

تنصح البروفيسورة بيري بجعل جميع وجباتك غير معالجة قدر الإمكان. وتشير إلى أنه يجب أيضا تضمين الدهون الصحية والزيوت والبروتينات، جنبا إلى جنب مع بعض الكربوهيدرات المصنوعة من الحبوب الكاملة. كما تنصح بدمج تمارين رفع الأثقال وتمارين القلب في روتين التمرين لتحسين صحة الأيض، حيث تساعد هذه التمارين على الحفاظ على كتلة العضلات وكثافة العظام وتقليل مخاطر الإصابة بمرض السكري.

الأكثر قراءة

كيف نجت المقاومة؟ ولماذ يراهن قاسم على الوقت؟