اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

من خلال ما يعلنه الموفدون الغربيون والعرب الذين زاروا بيروت في الأيام الماضية، يتبدّى أن ما من مؤشرات على قرب الإتفاق على وقف لإطلاق النار في المدى الزمني المنظور، ما ينبئ بفترة صعبة لا تخلو من المخاطر، بحيث يعتبر النائب «التغييري» ياسين ياسين في حديث لـ "الديار" أن «المرحلة التي نمر بها تذكرنا ببداية الحرب الفعلية على لبنان، فمجلس النواب لا يعمل اليوم، بدلاً من أن يكون إلى جانب الحكومة كخلية نحل من أجل مواكبة المرحلة، والمشاركة في لجنة الطوارئ الإغاثية التي يفترض أن تضم الجميع، بالإضافة إلى لجنة طوارئ إقتصادية تعمل من أجل تحقيق، ولو الحد الأدنى المطلوب».

ويضيف: «لكننا اليوم لا نقوم بهذه المهمة رغم الوضع الخطر، حيث أن ربع الشعب اللبناني نازح، ولكن ما من خطة لاستيعاب هذا النزوح، رغم أننا نسمع منذ عام عن خطة الطوارئ الحكومية، إنما تبين أن جزءاً منها هو مجرد حبر على ورق، والجزء الثاني ليس حتى مجرد حبر على ورق، واليوم لا نستطيع أن نعرف حجم قدرة النازحين على التحمّل، كما قدرة اللبنانيين الآخرين على التحمّل، كما قدرة الدولة على العمل، في ظل انعدام الإيرادات من القطاع الخاص، لأن ما من مؤسسة تعمل باستثناء المؤسسات الغذائية والإستشفائية والدوائية، فالشعب اللبناني جبار وقادر على تحمّل كل أنواع الإنهيارات، ولكن إلى متى بإمكاننا التحمّل، هذا هو السؤال المخيف».

وعن التحركات الديبلوماسية لوقف إطلاق النار، يرى أن «هذه الزيارات تذكرنا بمرحلة ما قبل الأزمات الكبرى، حيث ان هذا الحراك كان إيجابياً من حيث الشكل، ولكن في المضمون كان من دون نتيجة، فهناك إصرار من قبل نتنياهو على هذه الحرب التي لا تشبه أي حرب سابقة، حيث هناك اغتيالات عامودية وأفقية تحصل، أي على مستوى المسؤولين والعناصر، وهي بمثابة رسائل إلى اللبنانيين. ومن اللافت أنه بعد 8 تشرين 2023، كان حديث عن القرار 1701، وعندها قال الرئيس نبيه بري أنه من الأسهل نقل نهر الليطاني من الجنوب، ولكن للأسف لم يحصل أي تجاوب، إذ كان من المفروض في حينه أن نحصِّن بيتنا الداخلي، وأن نواجه نتنياهو الذي لا يحمل فقط سلاح النار والبارود، بل الديبلوماسية والإعلام، وأي شيء آخر تستعمله «إسرائيل» في الدعاية، ذلك أن بيتنا الداخلي منقسم ضد بعضه البعض، فالموفدون الدوليون ينقلون الرسائل التي لا نعرف مضمونها، والتي تبقى من دون أي ترجمة على الأرض».

وعما إذا كانت هناك أي فرصة للإنقاذ، يجيب بأنه «قد يكون لدينا فرصة، من خلال الإنتخابات الرئاسية الأميركية، من أجل الضغط على العدو الصهيوني لإيقاف هذا الوحش نتنياهو عن المضي قدماً، وإلا فإن ما نسمعه على لسان الديبلوماسيين هو أن الحرب ستكون طويلة، وقد تمتد سنة».

وعن المواجهة، يقول: «إذا كنا نريد رئيساً للجمهورية غير محسوب على أي طرف، فإن المجلس النيابي قادر، وعند اتفاق القوى السياسية الكبرى، على انتخاب رئيس توافقي وغير تابع لفريق دون آخر، وهذا الأمر لا يستلزم وقفاً لإطلاق النار، لأننا نريد فقط رئيساً للجمهورية من أجل سدّ الشغور في الجمهورية وتأمين انتظام عمل المؤسسات، وباستطاعة القوى السياسية انتخاب الرئيس قبل وقف إطلاق النار، إنما الوضع اليوم يشكل خطراً وجودياً على كل اللبنانيين، ما يستدعي التفكير بطريقة اخرى، حيث لن يكون هناك أي داعٍ لانتظار وقف النار قبل انتخاب الرئيس».

وعن المرحلة المقبلة بعد هدوء الميدان، يقول ياسين، إنه «من المفروض أن يكون اتفاق داخلي وتسوية، حيث أنه من الصعب أن يكون اتفاق دولي على غرار ما حصل في العام 2006، ولكننا نعرف شكل هذا الإتفاق الذي سيحصل، لذلك فإن الحل الوحيد أمام القوى السياسية في لبنان أن تتفق على رئيس للجمهورية، على أن يضمن هذا الرئيس انتظام عمل المؤسسات، وعلى تشكيل حكومة، وأن تكون مقاومتنا الديبلوماسية أقوى مما هي عليه اليوم».

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين