هناك مبدأ سيكولوجي اصبح بديهياً، اذ ان السنين الأولى في حياة الطفل هي الاهم بالنسبة الى التطور النفسي، وبناء الشخصية السليمة، انها السنوات الخمس الاولى وبخاصة السنتان الاوليان، ولنوعية التربية المتمثلة في العلاقات العاطفية مع الطفل الاهمية القصوى ان في ايجابياتها او في سلبياتها، فكثير من الاطفال فقدوا أمهاتهم في الحرب، والخطر يكمن في ترك الولد عند غياب امه مع بديل غير مناسب، فقبل عمر 3 سنوات يحتاج الطفل الى رعاية مستمرة، واذا توفيت الأم فلا بد من بديلة تتمتع بصوت الامومة (الجدة، الخالة، العمة او المربية او الخادمة) الاهتمام بالطفل بصفات الامومة الحق، المحبة الصادقة، تأمين الشعور بالطمأنينة، مع تدريبه بشتى الوسائل للاعتماد على نفسه اي نظامه السيكولوجي بشكل تدريجي، فالتربية ككل تتمثل في هذه الفترة بمبدأين أساسيين:
اولا: اعطاء الطفل القدر الكافي من المحبة والحنان، حتى تكون ثقته بنفسه وبالعالم، ثقة متينة غير قابلة للانهيار امام كل عقبة تعترضه.
ثانياً: وفي الوقت عينه توفير المجالات للطفل كي يقوم باختبارات ويحقق خبرات شخصية تقوده الى الاعتماد التدريجي على النفس. فنفسيات الاطفال تغيرت في الزمن الحالي (أولاد عنيدون عصبيون) والولد اليوم لا يعامل بالقسوة بل باللين وبطرائق معينة مع مراقبة عاداته وتصرفاته، ومساعدته في الاقلاع عنها، يجب الا يتمسك الولد على هواه، المطلوب ان يراقب بدقة وعناية (في البيت والمدرسة والشارع) فيتم تدريبه وترويضه ثم تحضيره لدخول المجتمع، فلا ننسى انه رجل الغد.
أطفال اليوم ليسوا كأطفال الأمس، لانهم ابتعدوا في حياتهم عن الطفولة والبراءة. فالطفل اليوم يفكر كالشباب في واقعه، في مستقبله باهتمام كبير. ففي الوقت الذي منعت بعض البلدان تصنيع الالعاب الحربية وحظرت طرحها في يد الاطفال نلاحظ الاسلحة الحقيقية نسمعها ونرى القتل والتشرد والدمار والخراب فالطفل ما زال يعيش ويراها بأم العين، عوضاً ان يكون الطفل بين العابه وتأمين حدائق وساحات للعب الفردي او الجماعي وفي الهواء الطلق. وينبغي ادخال تغييرات اساسية في بنية التعليم واهدافه ومحتواه والاهتمام بالواقع النفسي للتلميذ. وذلك بايجاد موجه تربوي ملم بعلم النفس يقيم في المدرسة في اثناء الدوام ليساعد في حل مشاكل التلاميذ ولا سيما من هم في سن المراهقة.
وهناك اساليب عديدة يمكن ان تتبع في محو اليأس من نفسية الاطفال الابرياء كأن يقدم لهم الأهل الهدايا شرط الا تكون الالعاب التي تذكر بالحرب وعنفها. وعلى المربية في هذه المرحلة بالذات انتشال الاطفال من الجو القاتم. وان يعيدوا اليهم اكبر طاقة ممكنة من البراءة التي افتقدوها. عسى أن تمر هذه الايام الصعبة الى سلام.
يتم قراءة الآن
-
قلق اوروبي من تصعيد «اسرائيلي»: احذروا نتانياهو! الطائفية تجهض التعديلات... والرهان على وطنية «البيارتة» المطالب المعيشية الى الشارع... وجولة اميركية جنوبا
-
ما سر الحملة الاميركية على جنبلاط؟ محمود عباس في بيروت ودمشق لبحث السلاح الفلسطيني تحسينات على الأجور الاثنين والعام الدراسي «مبتور» ونفق المطار بلا إنارة
-
السوبرمان "اليهودي" الذي يُنقذ البشريّة
-
غزة ولبنان يتشابهان في إنهاء المقاومة وتسليم سلاحها وإخراجها من السلطة عباس يتخذ من المجلس المركزي الفلسطيني منصّة ضد "حماس" ويُطالبها بالتنازل
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
22:23
المبعوث الأممي إلى سوريا: على مجلس الأمن تحميل "إسرائيل" مسؤولية وعودها بأن أفعالها في سوريا مؤقتة.
-
22:22
وكالة الأنباء العراقية: رئيس جهاز المخابرات العراقي والرئيس السوري بحثا مكافحة الإرهاب وتأمين الشريط الحدودي.
-
22:22
المبعوث الأممي إلى سوريا: الخطوات "الإسرائيلية" تشكل خطرا على العملية الانتقالية ويجب أن تتوقف فوراً، والوقت حان لانسحاب "إسرائيل" والعودة إلى احترام اتفاقية عام ١٩٧٤.
-
22:21
فايننشال تايمز: لندن حذرت محامين بريطانيين من تعرضهم لعقوبات أمريكية لتقديمهم مشورات للجنائية الدولية بشأن غزة.
-
21:46
الرئيس الأميركي دونالد ترامب: إن لم نتوصل إلى اتفاق مع إيران فسأنضم إلى "إسرائيل" في هجومها وسأكون في مقدمته.
-
21:40
زيلنسكي: نأمل بشدة أن تكون أي ضمانات أميركية محتملة بنفس قوة مستوى الاتفاق بين الولايات المتحدة و"إسرائيل"، وعضويتنا في النيتو لا تعتمد على رغبات روسيا وليس لديها حق النقض الذي تحاول فرضه.
