اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

من التراب وإلى التراب نعود هي حقيقة ثابتة يقينية لا يمكن تغييرها أو استبدالها حتى بالذكاء الاصطناعي.

زمن الذكاء الاصطناعي، والبيانات الضخمة، والتعلم الآلي والتواصل الفرضي والرقمي بُتِر قبل أن يصل الى مرحلة الرشد. إنتهى على أياديكم القابضة الحازمة الحريصة على الإنسانية وقيَمِها. كم هو صعب أن يدير حياة الإنسان آلة ونحن مجبولون بالفطرة على الرحمة والرأفة والمشاعر.

زمن التقدم التكنولوجي والطبي ولكنه زمن غربة الانسانية شُرِّع فيه الموت الرحيم والقتل والهمجية وبات الانسان الأصيل بقيمه وأخلاقه ورُقيّه يشعر بأنه غريب وحيد في هذه الأرض. الأرض التي أهداها الله للإنسان ليكون خليفته وأستأمنه عليها ليعمّرها بالخير والبركة. واذا بها تُدار من قبل وحوش مفترسة وآلات جامدة. كيف لمثل هذه الحياة أن تدوم وهي معاكسة لمنظومة الكون السماوية التي خلقها العزيز الحكيم؟

أنتم يا خليفة الله على الأرض تكتبون الفصل الأخير من هذا الزمن المشؤوم. الزمن الذي انقرضت فيه فصيلة الانسان وبقيتم انتم بإنسانيتكم الصافية بحفظ الرحمن الرحيم. يا مهد الحضارة القادمة لا بد لفطرتكم الترابية الطاهرة أن تعيد الأرض العزيزة الى الذين يستحقون حكمها وإدارتها.

أنتم بسواعدكم وأجسادكم وأرواحكم وإيمانكم اليقيني...أنتم لا أحد سواكم...لا دول ولا منظمات ولا جمعيات ولا رؤوساء...القادرون على جبر خاطر المستضعفين...فقط أنتم لا غيركم من ميدانكم ترسمون خريطة الأرض الجديدة وتكتبون الزمن القادم الجميل.

يا أغلى ما نملك. نحن زهدنا بالدنيا ومقتنياتها ومادياتها ومأكلها ومشربها وبات غذائنا أنتم. نصبح ونمسي على جرعات فخر وعزة وكرامة وشرف ويقين وطمأنينة وسكينة بالنصر القادم. وما ثروتنا وحياتنا إلا بكم ومنكم. نتابع الأخبار على أحرّ من الجمر لنستمع إلى رسائلكم التي غدت معشوقتنا القدسية. أنتم لا تثأرون فقط بل أنتم العلاج الجذري لسرطان تعمّق وتغلغل بكل خلايا الإنسانية التي كادت أن تلفظ أنفاسها الأخيرة حتى قضى الله أمرا كان مفعولا لتكونوا خلاصاً للبشرية.

يا أهل التراب، وهل أغلى من التراب التي منها خُلقنا، نحن لنا الشرف اذ حظينا بشباب مثلكم وعشنا في زمانكم لنشهد على نهاية مجد عظيمة للتاريخ البشري. نهاية سطّرها وسيسطّرها عظماء مثلكم. أنتم تختمون التاريخ الوحشي الآلي بالشمع الأحمر لتنقلوا الأمة إلى رُقي الانسانية...إلى أصلها...إلى جوهرها... إلى فطرتها...إلى خالقها...وإنا لله وإنّا اليه راجعون.

مع كل رمشة عين أنتم في دعواتنا يا أغلى من عيوننا. 

الأكثر قراءة

من الكهوف الى الملاهي الليلية