اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تسعى «اسرائيل» الى تدمير حزب الله بعمليات عسكرية مباشرة، سواء في القصف الجوي لمخازن اسلحته، او في غزو بري للجنوب لاقامة منطقة عازلة، اضافة يريد الكيان اللقيط فرض شروطه في الجنوب وتحديدا على الحزب، انما الواقع اظهر العكس.

لقد واجهت القوات «الاسرائيلية» على الحدود الجنوبية اللبنانية مقاومة شرسة وعنيفة من حزب الله، الذي كبّد جيش الاحتلال خسائر كبيرة في صفوف جنوده، حيث قتل 31 جنديا «اسرائيليا» من بينهم ضباط كبار في غضون شهر واحد وهو تشرين الاول الحالي. فما بالكم عن الخسائر لدى جيش الاحتلال في الايام المقبلة او ربما الاشهر المقبلة في ظل استمرار الاشتباكات البرية بين المقاومة وبين الجيش «الاسرائيلي»؟

اما عن الهجمات الجوية التي ينفذها الطيران الحربي المعادي على الجنوب والضاحية والبقاع، فمن الواضح انها تحدث اضرارا جسيمة في المناطق المستهدفة، ناهيك عن حالة التهجير الهائلة هربا من نيران الحرب. انما في الوقت ذاته، القصف الجوي ورغم آثاره السلبية الكبيرة على لبنان برمته، غير ان هذا الامر لن يؤدي الى اضعاف قوة المقاومة القتالية، كما لن يخرجه من المعادلة العسكرية. وقد اختبر الكيان اللقيط هذه الاستراتيجية في حرب تموز، وقد ثبت فشلها بشكل واضح.

وعليه، لن تستطيع «اسرائيل» المفترسة والمتوحشة من الحاق الهزيمة بحزب الله، لان مقاتلي المقاومة يدافعون عن ارضهم بوجه عدو يريد اغتصاب واحتلال جزء من الجنوب، ولذلك يخوضون المعارك بشراسة كبيرة، نابعة من ايمان كبير وشجاعة قل نظيرها، وصلابة في كبح طموح الكيان العبري على قضم شبر واحد من ارض لبنانية.

وخير دليل على ذلك، انه مع وجود عدد كبير من قوات «اسرائيلية» على حدودنا الجنوبية، الا ان هذه القوات لم تتمكن من احتلال قرى جنوبية بالكامل، او بسط سيطرتها على احدى القرى، لا بل تلقت ضربات قاسية من حزب الله الى جانب مواصلة الحزب اطلاق صواريخ ومسيرات انقضاضية على مستوطنات في شمال فلسطين المحتلة، منها حيفا وصفد ونهاريا وقواعد عسكرية «اسرائيلية» في مناطق عدة في الشمال، دون ان يتمكن الكيان اللقيط من احباطها.

ورغم الحقائق الميدانية، تريد «اسرائيل» بقيادة نتنياهو المتطرف وحكومته المتشددة ابعاد حزب الله عن الحدود ونزع سلاحه باي ثمن و.... ولكن هل هذه المطالب واقعية؟ ام انها تصورات واهمة تنبع من غرور نتنياهو بانه يستطيع تحقيق كل ما يريده في المنطقة من بينها خلق «شرق اوسط جديد»؟

هذه الاستراتيجية التي يعتمدها نتنياهو الآتية من دعم اميركي مطلق له ولسياساته، ليس من الضروري ان تتحقق، خاصة اذا ادى التصعيد بين حزب الله وبين جيشه الى دخول اطراف اقليمية في هذا الصراع، يؤدي الى اشتعال المنطقة كلها.

بيد ان جنون نتنياهو والضوء الاخضر الاميركي له في تنفيذ مخططه، لن يدفعانه نحو الحل الديبلوماسي بل سيجر المنطقة الى مزيد من التدهور الامني والى مزيد من الحروب. ولكن حتى جنون نتنياهو واعتماده مبدأ سفك الدماء للوصول الى مبتغاه، لن يؤثرا على معنويات حزب الله، الذي انشأ لمحاربة هذا الكيان الصهيوني.

وقصارى القول، مهما قصفت «اسرائيل» في لبنان، ومهما ارتكبت من فظائع واجرام ووحشية، الا ان مقاتلي المقاومة لن يحبطهم وحشية الكيان اللقيط، بل سيزيد من عزيمتهم في مجابهة هذا العدو الذي لا يفهم الا لغة القوة. 

الأكثر قراءة

نتائج زيارة هوكشتاين لاسرائيل: تقدم وايجابية ومجازر وتدمير؟! نتانياهو يراهن على الوقت لفرض هدنة مؤقتة مرفوضة لبنانيا الجيش الاسرائيلي منهك... ولا بحث بتجريد المقاومة من سلاحها