اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


شيئا فشيئا تثبت عدم صحة المزاعم الدولية في ملف النازحين السوريين، التي كانت تؤكد ان النزوح السوري، الذي تمده المنظمات الدولية بالمال والمساعدات لبقاء النازحين السوريين في لبنان هو بسبب حرب سوريا، التي أجبرتهم للانتقال الى لبنان، فإذا بحرب لبنان تكشف عدم صحة الرواية الدولية، مع عودة ما يقارب خمسمائة الف نازح سوري الى بلادهم، الأمر الذي يشير الى حقيقة لا لبس فيها، وهي ان المجتمع الدولي كان ولا يزال يتطلع لبقاء السوريين في لبنان، اما لمنع انتقالهم الى دول الغرب او من اجل مخطط التوطين المشبوه.

في تقرير منظمة دولية نشر قبل أسبوعين، تبين ان أكثر من ٢٥٠ سوريا قتلوا في لبنان، وأصيب ألفين منذ طوفان الأقصى ،وفي التقرير نفسه تم اعتقال ٢٦ سوريا عادوا الى بلادهم من بداية الحرب من أصل ٣٥٠ ألفا، وهذا الرقم يؤكد كما تقول مصادر سياسية ان سوريا أكثر أمانا من لبنان اليوم، وان ما ما يقال عن توقيفات وانتقام يجري في سوريا هو بهدف خربطة العودة إليها، فالحكومة السورية قدمت تسهيلات من بداية الحرب تتعلق برسم الدخول، ولم يتم توثيق إلا عدد قليل جدا من حالات التوقيف لأسباب امنية فقط، مما يدل على ان موضوع العودة غير الآمنة مفبرك وملفق لعرقلة العودة.

فمنذ بداية الحرب، بدأت عملية إعتراض وتخويف النازحين السوريين من قبل منظمات دولية معروفة بعدائها لسوريا من العودة غير الآمنة، عبر بث أخبار مضللة عن تعرض العائدين لمضايقات ثبت بالمتابعة ومع الوقت عدم صحتها.

من جهة اخرى، فان عودة النازحين السوريين انعكست ارتياحا في المجتمع اللبناني المثقل بالهجرة الداخلية، من مناطق العدوان الإسرائيلي في البقاع والجنوب والضاحية، فالمجتمع اللبناني صار يواجه تحديا اضافيا مع أزمة النزوح المتعدد الأوجه من المخيمات الفلسطينية والسورية، فهذا الخليط من النزوح يهدد بقنبلة إجتماعية واقتصادية، بسبب الضغوط وتهجر نصف سكان لبنان زائد السوريين، وقد أظهر الاحتضان المناطقي ان الأولوية من قبل الدولة ومنظمات الإغاثة والهيئات الصحية هي للمهجرين اللبنانيين .

ومع تسجيل رقم مقبول من العودة الى سوريا، حيث وصل عدد النازحين السوريين الذين غادروا لبنان بسبب الحرب الى ٥٠٠ الف سوري تقريبا، مع ذلك يتريث القسم الأكبر من السوريين في لبنان (يبقى مليون ونصف تقريبا) باتخاذ قرار العودة لأسباب مختلفة ،وهذا الأمر من شأنه ان يضيف أزمات خانقة على أزمة الحرب والمواطنين، الذين تهجروا من قراهم وبلداتهم المدمرة أصلا، وتتخوف مصادر مطلعة من انفلاش الأزمة بعد وقت قصير في حال طال أمد الحرب، كما تتخوف المصادر من ظاهرة مغادرة العائلات السورية وبقاء الشباب مع تسجيل دخول مجموعات شبابية مؤخرا.

ملف النزوح السوري من دون شك هو واحد من أزمات الحرب، وهو بالأساس شهد تقلبات كثيرة. فقبل العدوان "الاسرائيلي" اقفل الملف على جدل عقيم حول تسليم الداتا بين مفوضية اللاجئين وجهات حكومية، على خلفية رفض المفوضية تسليم لبنان داتا النزوح كاملة. وكان ملف النزوح شهد نزاعا طويلا بين لبنان الرسمي والمفوضية الأوروبية بتجاهل المفوضية مطالب لبنان، والانحياز الى تنفيذ قرارات ورغبة الدول الاوروبية على حساب الدولة اللبنانية، لمنع انتقال النازحين الى أوروبا.

المفارقة اليوم كما تقول المصادر ان ما لم يتحقق في السلم بدأ يتحقق تحت ضغط الحرب والضغط في المجتمع اللبناني، فلبنان أصلا لم يعد يحتمل عدد المهجرين المقيمين على أرضه، فهناك أكثر من مليونين ونصف مليون سوري وفق الاحصاءات التقريبية قبل الحرب، وهي نسبة كبيرة مقارنة مع عدد سكان لبنان، مما يطرح اشكالية كبيرة في تأمين الغذاء والمحروقات والاستشفاء، في ظل توجه لعدم علاج مصابي الحرب من السوريين على عاتق وزارة الصحة اللبنانية.

الأكثر قراءة

خاص "الديار": أول عملية استشهادية في الخيام ومعارك عنيفة مستمرة