اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



في ساعة متأخرة من الليل، بعد يوم طويل من الأخبار العاجلة والأصوات المدوية للانفجارات، يتصفح شاب لبناني هاتفه بحثًا عن أي تحذير من العدو "الإسرائيلي" بشأن ضرورة إخلاء المنطقة. فجأة، يظهر حساب الناطق باسم جيش العدو الإسرائيلي في قائمة التحديثات، يتحدث عن الأوضاع الأمنية في المنطقة ويقدّم معلومات حول مناطق القصف المحتملة.

بدافع الخوف والارتباك، يجد الشاب نفسه يكتب رسالة مباشرة لـ "أدرعي": "هل منطقتي آمنة؟ هل عليّ أن أغادر الآن؟" بحثًا عن الأمان، لم يفكر للحظة أن هذه الرسالة قد تضعه في خطر أكبر؛ فهو الآن في محادثة مع طرف معادٍ، وقد تكون كلماته هذه بابا مفتوحا إلى معلوماته الخاصة، وربما تصبح لاحقًا مصدر تهديد مباشر له.

إن اللجوء إلى التواصل مع مصادر غير موثوق بها يعطي إحساسا زائفا بالأمان، مما قد يؤدي إلى تضليل الأفراد وتوجيههم نحو معلومات خاطئة قد تعرض حياتهم للخطر. يستغل أفخاي أدرعي، كناطق باسم جيش العدو الإسرائيلي، هذا التواصل ليبث معلومات مشوهة أو لزيادة التوتر، حيث يتم تقديم رسائل مختلطة تهدف الى التلاعب النفسي. وهذا يجعل الأشخاص الذين يتواصلون معه ضحايا للتضليل الإعلامي، ويعرضون أنفسهم لمراقبة مباشرة، وقد يتم استدراجهم للحصول على معلومات شخصية يمكن استخدامها لاحقا ضدهم. كما يدخلهم في حالة من القلق المتزايد والشك المستمر، مما يزيد من تعقيد الوضع.

لكن ما هي المخاطر الحقيقية لهذا التواصل؟

تتزايد همجية العدوان الإسرائيلي، وتحت وطأة الخوف والقلق، يجد بعض الأفراد أنفسهم يبحثون عن أي مصدر يمكن أن يطمئنهم حول سلامتهم وأمانهم الشخصي. أحد هذه المصادر قد يكون حسابات الشخصيات العامة على وسائل التواصل الاجتماعي، مثل الناطق باسم جيش العدو الإسرائيلي. وبينما قد يبدو التواصل معه "مبررا" بالنسبة للبعض، إلا أن هذا الفعل ينطوي على عدة مخاطر حقيقية تتجاوز مسألة البحث عن المعلومة الآنية:

1. التعرض للمراقبة المباشرة واستغلال البيانات الشخصية

عند تواصل الشخص مع "أدرعي" أو أي شخصية مماثلة تمثل جهة معادية، يتم تلقائيا تسجيل بياناته الشخصية وأي معلومات قد يقدمها، مما يُعرض حساباته الاجتماعية لخطر المراقبة المستمرة. قد تقوم الجهة المعادية بتحديد موقعه الجغرافي أو تحليل البيانات الواردة في رسائله للحصول على مؤشرات تساعدها في فهم تحركاته أو مناطق وجوده، ما قد يؤدي إلى استهداف مباشر أو تهديد لاحق.

2. الدخول في لعبة الحرب النفسية: بث الرعب والتضليل

تلجأ بعض الشخصيات الدعائية للعدو الإسرائيلي إلى نشر معلومات توحي بأنها تطمئن الأفراد، لكنها في الواقع تهدف إلى بث رسائل نفسية لزرع الرعب أو إثارة الاضطراب. عند التواصل المباشر معه للحصول على تطمينات حول الوضع الأمني، يمكن أن تستخدم الرسائل الفردية كجزء من حملة أكبر تهدف إلى بث الرعب، مثل نشر معلومات غير دقيقة أو مضللة عن المناطق المعرضة للخطر، ما قد يؤدي إلى قرارات غير مدروسة من قبل الأفراد كالنزوح غير المبرر أو الشعور بتهديد دائم.

3. التعرض للمساءلة القانونية بتهمة التواصل مع جهة معادية

يُعتبر التواصل المباشر مع شخصية تمثل جهة معادية أو دولة عدوة أمراً يعرض الفرد للمساءلة القانونية، حتى وإن كان التواصل بنية "بريئة" أو بهدف البحث عن الأمان، إذ قد يُعتبر هذا النوع من التواصل محاولة للوصول إلى معلومات قد تعرض الأمن الوطني للخطر، وقد يعرض الشخص نفسه للاتهام بالتخابر أو تقديم بيانات غير مقصودة قد يتم استغلالها.

بالإضافة إلى ذلك، يُعد التواصل مع شخصية معادية كسراً للتوقعات الاجتماعية والولاء الوطني، مما قد ينعكس على الشخص بتعريضه لمساءلة اجتماعية من قبل أفراد المجتمع الذين قد يرون أن هذا الفعل تجاوز خطًا أحمر أخلاقيًا ومجتمعيًا.

الأكثر قراءة

«حبس انفاس» بانتظار نتائج الانتخابات الأميركيّة والردّ الإيراني صمود المقاومة براً يضع حكومة العدو أمام خيارات «أحلاها مرّ» قائد الجيش «مُستاء» ويكشف معطيات عن الإنزال: تعرّضنا للتشويش