اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

النقرس، المعروف تاريخيا باسم «داء الملوك»، هو شكل معقد من أشكال التهاب المفاصل الذي ينتج عن تراكم حمض اليوريك في الجسم. على الرغم من أنه كان يُعتقد قديمًا أنه مرتبط فقط بنمط الحياة المترف والغذاء الغني باللحوم والمأكولات البحرية، إلا أن الأبحاث الطبية الحديثة أظهرت أن النقرس ليس مجرد مرض يتعلق بالنظام الغذائي، بل هو اضطراب أيضي ناتج عن خلل في معالجة الجسم لحمض اليوريك. يتميز النقرس بنوبات حادة ومفاجئة من الألم الشديد، والتورم، والاحمرار في المفاصل، خاصة في إصبع القدم الكبير، ولكن يمكن أن يؤثر أيضًا على مفاصل أخرى مثل الكاحلين، الركبتين، والمعصمين.

تتزايد نسبة الإصابة بالنقرس على مستوى العالم مع انتشار أنماط الحياة الحديثة وزيادة معدلات السمنة وأمراض مثل ارتفاع ضغط الدم والسكري. في هذا السياق، أصبح النقرس قضية صحية عامة تستدعي تسليط الضوء على أساليب الوقاية والعلاج الفعّالة للتخفيف من تأثيراته الضارة على جودة الحياة.

يرتبط النقرس عادة بالإفراط في الشرب أو النظام الغذائي الغني باللحوم الحمراء، لكن دراسات جديدة تشير إلى أن هناك عوامل أخرى يمكنها أن تسهم في الإصابة بالمرض.

وفحصت الدراسة الجديدة التي أجراها فريق دولي من العلماء، البيانات الوراثية التي تم جمعها من 2.6 مليون شخص عبر 13 مجموعة مختلفة من بيانات الحمض النووي. وشمل هذا 120295 شخصا مصابا بالنقرس. ومن خلال مقارنة الشفرات الوراثية للمصابين بالنقرس بالأشخاص غير المصابين به، وجد الفريق 377 منطقة محددة في الحمض النووي، حيث كانت هناك اختلافات خاصة بوجود الحالة، 149 منها لم تكن مرتبطة سابقا بالنقرس.

وفي حين أن عوامل نمط الحياة والبيئة ما تزال تلعب دورا بالتأكيد، تشير النتائج إلى أن العوامل الوراثية تلعب دورا رئيسيا في تحديد ما إذا كان شخص ما سيصاب بالنقرس أم لا. ويعتقد العلماء أنه قد يكون هناك المزيد من الروابط الوراثية التي لم يتم اكتشافها بعد أيضا.

ويقول عالم الأوبئة توني ميرمان من جامعة أوتاغو في نيوزيلندا: «النقرس مرض مزمن له أساس وراثي وليس بسبب خطأ من المصاب. يجب تفنيد الأسطورة القائلة بأن النقرس ناتج عن نمط الحياة أو النظام الغذائي».

ويبدأ النقرس عندما تكون هناك مستويات عالية من حمض البوليك في الدم، والتي تشكل بعد ذلك إبرا بلورية حادة في المفاصل. وعندما يبدأ الجهاز المناعي للجسم في مهاجمة تلك البلورات، يؤدي ذلك إلى ألم وانزعاج كبيرين.

ويقترح الباحثون أن علم الوراثة مهم في كل مرحلة من مراحل هذه العملية. ويؤثر بشكل خاص على احتمالية مهاجمة الجهاز المناعي للبلورات، وفي الطريقة التي يتم بها نقل حمض البوليك في جميع أنحاء الجسم.

ويقول ميرمان إنه بالإضافة إلى منحنا فهما أفضل لأسباب النقرس، تمنح الدراسة الجديدة العلماء المزيد من الخيارات لاستكشافها عندما يتعلق الأمر بالعلاجات، وخاصة فيما يتعلق بإدارة استجابة الجسم المناعية لتراكم حمض البوليك. وفي الواقع، يمكن إعادة استخدام الأدوية الموجودة لهذه المهمة.

جدير بالذكر أنه كانت هناك بعض القيود على الدراسة، مثل أن غالبية البيانات كانت من أشخاص من أصل أوروبي، واعتمدت بعض السجلات على الإبلاغ الذاتي عن النقرس بدلا من التشخيص السريري.  

الأكثر قراءة

أن ينطق نتنياهو بوقف النار