اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

توافد ملايين الأميركيين على مراكز الاقتراع في مختلف أنحاء الولايات المتحدة الأميركية، والتي كانت قد فتحت أبوابها في حدود الساعة العاشرة بتوقيت غرينتش امس، للإدلاء بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية لعام 2024، لاختيار رئيسهم السابع والأربعين بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب في نهاية حملة زاخرة بالأحداث والتوترـ حيث من المستحيل معرفة ما إذا كان صدور النتيجة سيستغرق ساعات أو أياما لتحديد هوية الفائز بين نائبة الرئيس الديمقراطية كامالا هاريس البالغة 60 عاما، والرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب البالغ 78 عاما، المختلفين تماما إن على صعيد الشخصية أو الرؤية السياسية.

ويبلغ عدد من يحق لهم التصويت 230 مليون ناخب، ولكن نحو 160 مليونا منهم فقط مسجلون، ومع ذلك، تسمح نصف الولايات الـ50 تقريبا في الولايات المتحدة بالتسجيل في يوم الانتخابات، في حين يستطيع المواطنون التصويت دون تسجيل في ولاية داكوتا الشمالية. كما صوت أكثر من 70 مليون شخص بالفعل من خلال صناديق الاقتراع البريدية أو في مراكز الاقتراع المبكرة.

وتمتد الولايات المتحدة عبر 6 مناطق زمنية. وباستخدام توقيت الساحل الشرقي للولايات المتحدة، سيبدأ التصويت في وقت مبكر من الساعة 5 صباحًا (10:00 بتوقيت غرينتش) الثلاثاء ويستمر حتى الساعة 1 صباحًا (06:00 بتوقيت غرينتش) الأربعاء.

وإضافة للانتخابات الرئاسية، يصوت الناخبون أيضا لاختيار 34 عضوا بمجلس الشيوخ الأميركي (من أصل 100) وجميع أعضاء مجلس النواب الأميركي البالغ عددهم 435 عضوا. وبالإضافة إلى ذلك، ستجرى انتخابات حاكم الولاية في 11 ولاية ومنطقتين (بورتوريكو وساموا الأميركية).

وقالت المرشّحة الديمقراطية، في مدينة فيلادلفيا في ولاية بنسلفانيا قبل ساعات قليلة من فتح مراكز الاقتراع، إن «هذه قد تكون واحدة من أكثر الانتخابات تقاربا في النتائج في التاريخ. كلّ صوت مهمّ».

فيما تعهد ترامب في ولاية ميشيغان المتأرجحة «قيادة الولايات المتحدة والعالم» نحو «قمم مجد جديدة».

منافسة محمومة

ومهما تكن هوية الفائز، ستكون النتيجة غير مسبوقة. فإما أن ينتخب الأميركيون للمرة الأولى امرأة إلى البيت الأبيض أو مرشحا شعبويا مدانا في قضايا جنائية ومستهدفا بملاحقات قضائية عدة أدخلت ولايته الأولى بين العامين 2017 و2021 البلاد والعالم في سلسلة متواصلة من التقلبات والهزات.

وتظهر آخر استطلاعات الرأي تعادلا شبه تام بين المرشحين في الولايات الحاسمة التي ستمنح المرشحة الديموقراطية أو المرشح الجمهوري في هذا الاقتراع غير المباشر، عددا كافيا من الناخبين الكبار لتحقيق عتبة 270 ناخبا كبيرا من أصل 538 الضرورية للفوز.

وتقيم هاريس المولودة لأب جامايكي وأم هندية، أمسيتها الانتخابية في «جامعة هاورد» في واشنطن المخصصة للطلاب السود عموما، والتي تلقت دروسها العليا فيها.أما دونالد ترامب فسيكون في بالم بيتش في ولاية فلوريدا حيث مقر إقامته.

وكانت بدأت عمليات الاقتراع في قرية «ديكسفيل نوتش» الصغيرة في غابات ولاية «نيوهامبشر» عند حدود الولايات المتحدة الشمالية مع كندا على جري العادة منذ العام 1960، ما يجعلها تحمل لقب «الأولى في الأمة - First in the Nation».

واستغرقت عمليات التصويت دقائق معدودة فقط، وكذلك فرز الأصوات وإعلان النتائج، مع 3 أصوات للمرشحة الديمقراطية كامالا هاريس و3 أخرى لمنافسها الجمهوري دونالد ترامب.

وتسمح القوانين الانتخابية في هذه الولاية الصغيرة الواقعة في شمال شرق البلاد للبلديات التي يقل عدد سكانها عن مئة نسمة بفتح مراكز الاقتراع اعتباراً من منتصف الليل، وإغلاقها عندما يدلي جميع المسجلين على اللوائح، بأصواتهم.

وبالإضافة إلى الرئيس، سيختار الناخبون نائب الرئيس وأعضاء من الكونغرس الأميركي، بما في ذلك مجلس النواب وأجزاء من مجلس الشيوخ.

وتستمر العملية الانتخابية في المناطق الغربية مثل ألاسكا وهاواي حتى وقت متأخر، بسبب فروق التوقيت.

وفي جميع أنحاء البلاد، ستغلق صناديق الاقتراع الأولى في الساعة الـ18:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (23:00 بتوقيت غرينتش) مساء الثلاثاء، وستغلق آخر مراكز الاقتراع في الساعة الـ01:00 بتوقيت شرق الولايات المتحدة (06:00 بتوقيت غرينتش) في وقت مبكر من يوم الأربعاء، فيما يبدأ فرز الأصوات فوراً بعد إغلاق المراكز، ليعلن عن النتائج الأولية بعدها بفترة قصيرة.

الولايات الرئيسة الحاسمة
في تحديد هوية الفائز

1- جورجيا: ستغلق مراكز الاقتراع في «ولاية الخوخ» الساعة الـ19:00 بتوقيت الساحل الشرقي (00:00 بتوقيت غرينتش)، حيث سيتم احتساب بطاقات التصويت المبكر والبريد أولاً، قبل فرز الأصوات التي تم الإدلاء بها شخصياً.

2-  كارولاينا الشمالية: ستغلق مراكز الاقتراع بعد 30 دقيقة من جورجيا. ومن المتوقع الإعلان عن نتائج كارولاينا الشمالية قبل نهاية الليلة، لكن قد تظهر بعض الصعوبات في المناطق التي تعرضت لإعصار في أيلول الماضي.

3-  بنسلفانيا: ينتهي التصويت عند الساعة الـ20:00 بتوقيت الساحل الشرقي (01:00 بتوقيت غرينتش)، وتعدّ هذه الولاية هي الجوهرة الرئيسية للولايات المتأرجحة في هذه الدورة الانتخابية. مثل ولاية ويسكونسن، لا تسمح بنسلفانيا ببدء العد حتى صباح يوم الانتخابات، ممّا يؤدي إلى توقّع تأخير في النتائج.

4-  ميشيغن: ينتهي التصويت عند الساعة الـ21:00 بتوقيت الساحل الشرقي (02:00 بتوقيت غرينتش). تسمح ميشيغن للمسؤولين ببدء فرز الأصوات قبل أسبوع من يوم الانتخابات، ولكن لا يسمح لهم بالكشف عن النتائج حتى تغلق مراكز الاقتراع.

5-  ويسكونسن: من المتوقّع أن تظهر النتائج قريباً بعد إغلاق مراكز الاقتراع في الساعة الـ21:00 بتوقيت الساحل الشرقي للمقاطعات الصغيرة. ومع ذلك، غالباً ما يستغرق الأمر وقتاً أطول لتجميع الأصوات في المناطق ذات الكثافة السكانية العالية. ويعتقد الخبراء أنّ الولاية قد لا تعلن النتائج حتى الأربعاء على الأقل.

6-  أريزونا: قد تظهر النتائج الأولية في وقت مبكر يصل إلى الساعة الـ22:00 بتوقيت الساحل الشرقي (03:00 بتوقيت غرينتش)، لكنها لن تعطي صورة كاملة. وتقول أكبر مقاطعة في الولاية إنّه لا ينبغي توقّع النتائج قبل صباح الأربعاء. بالإضافة إلى ذلك، قد تستغرق بطاقات الاقتراع البريدية التي تمّ تسليمها يوم الانتخابات ما يصل إلى 13 يوماً للفرز.

7-  نيفادا: قد يستغرق فرز الأصوات هنا أياماً، لأنّ الولاية تسمح بقبول بطاقات الاقتراع البريدية طالما تم إرسالها يوم الانتخابات ووصولها في موعد أقصاه 9 تشرين الثاني الجاري.

مسيّرات وقنّاصة

وبذلك، تختتم حملة الانتخابات التي شهدت تقلبات وتطورات مفاجئة، وفي طليعتها تعرّض ترامب لمحاولتي اغتيال، وانسحاب الرئيس الديمقراطي جو بايدن من السباق بشكل مباغت لتحلّ مكانه كامالا هاريس.

لكن لا يقتصر الترقّب على الانتخابات نفسها، بل تطرح تساؤلات قلقة كذلك حول ما سيأتي بعدها، إذ باشر ترامب منذ الآن التشكيك في نزاهة الاقتراع.

وقد انخرط المعسكران من الآن في عشرات الشكاوى القضائية فيما يخشى أميركي من كل ثلاثة اندلاع أعمال عنف وشغب بعد الاقتراع.

وقد أُحيطت بعض مراكز الاقتراع بإجراءات أمنية مكثفة مع مراقبة بمسيّرات وقنّاصة على الأسطح.

وتابع موظفون معنيون بالانتخابات تدريبات شملت خصوصاً كيفية التحصن في قاعة أو استخدام عبوات مكافحة الحريق لصد مهاجمين محتملين.

وعمدت 3 ولايات على الأقل، هي واشنطن ونيفادا وأوريغن، إلى تعبئة احتياطي الحرس الوطني كإجراء احترازي. وفي جورجيا، وضعت أزرار إنذار في متناول موظفي الانتخابات لتنبيه السلطات في حال الخطر.

وفي العاصمة الفدرالية واشنطن، نصبت حواجز حديدية في محيط البيت الأبيض ومبنى «الكابيتول» ومواقع حساسة أخرى. ووضع عدد كبير جداً من المتاجر في وسط المدينة ألواحاً خشبية لحماية الواجهات.

فمشاهد وصور السادس من كانون الثاني 2021 لا تزال راسخة في الأذهان، عندما هاجم مناصرون لترامب مقر «الكونغرس» الأميركي لمنع المصادقة على النتائج.

انتخابات مجلس النواب

الى ذلك تضع انتخابات، قد تقلب كل الموازين، الهيمنة بالأغلبية على مجلسي النواب والشيوخ في الكونغرس الأميركي على المحك مع استمرار الانقسام في كابيتول هيل مقر الكونغرس بين الجمهوريين المؤيدين لدونالد ترامب والديمقراطيين المناصرين لكامالا هاريس.

وستلعب نتيجة تلك الانتخابات دوراً مهماً في تحديد مدى السهولة التي سيحكم بها من سيصل إلى البيت الأبيض إثر انتخابات اليوم الثلاثاء حتى انتخابات الكونغرس المقبلة في 2026.

ويقول محللون لا ينتمون للحزبين إن الجمهوريين لديهم فرصة جيدة لاستعادة الأغلبية في مجلس الشيوخ حيث يحظى الديمقراطيون حاليا بأغلبية 51 مقابل 49. لكن قد يفقد الجمهوريون أيضاً الأغلبية في مجلس النواب حيث لا يحتاج الديمقراطيون إلا إلى الفوز بأربعة مقاعد لاستعادة السيطرة على المجلس الذي يضم 435 مقعداً.

وكما هو الحال في الانتخابات الرئاسية، من المرجح أن تحدد شريحة صغيرة من الناخبين النتيجة. وتعتمد معركة مجلس الشيوخ على سبع منافسات، أما مجلس النواب فالسباق على أقل من أربعين مقعداً هو الذي تحتدم فيه المنافسة حقاً.

ولا يشير الناخبون على ما يبدو إلى تفضيل واضح لأي من الحزبين. وأظهر استطلاع للرأي أجرته «رويترز/إبسوس» في تشرين الاول أن 43% من الناخبين المسجلين سيؤيدون المرشح الجمهوري في منطقتهم، كما سيؤيد 43% منهم أيضاً المرشح الديمقراطي.

والديمقراطيون في موقف دفاعي وهم يحاولون الاحتفاظ بأغلبيتهم في مجلس الشيوخ، الذي يشغل أعضاؤه المقعد لولاية مدتها ست سنوات. ولا يحتاج الجمهوريون إلا إلى الفوز بمقعدين لتكون لهم الأغلبية في الشيوخ أحدهما يبدو سهل المنال.

كما أن لدى الجمهوريين فرصة لتوسيع أغلبية محتملة في مجلس الشيوخ إذا فازوا في الانتخابات في عدة ولايات تنافسية في الغرب الأوسط. سيمنحهم ذلك القدرة على منع تمرير العديد من مبادرات هاريس وتعييناتها لشخصيات بعينها في مناصب أساسية إذا فازت في الانتخابات الرئاسية، أو على مساعدة ترامب على الوفاء بتعهده بتخفيض الضرائب إذا فاز.

لكن من غير المرجح أن يحصلوا على أغلبية لدرجة تمنحهم 60 صوتاً لازمة لتمرير معظم التشريعات في المجلس.

لكن الصورة أقل وضوحاً في مجلس النواب حيث يحظى الجمهوريون بأغلبية ضئيلة هي 220 مقعداً مقابل 212. ويقول محللون إن الديمقراطيين قد يحصلون بسهولة على ما يكفي من المقاعد للهيمنة على المجلس.

ومع ضمان كل حزب الفوز بما لا يقل عن 200 مقعد، من المرجح أن ينال الطرف الفائز أغلبية ضئيلة من شأنها أن تجعل الحكم صعباً.

واتضح ذلك خلال العامين المنصرمين، إذ أدت خلافات داخلية بين الجمهوريين إلى عمليات تصويت باءت بالإخفاق واضطرابات في القيادة مما قلل من أثر جهود الحزب لخفض الإنفاق وتشديد القيود على الهجرة. 

الأكثر قراءة

تصعيد اسرائيلي كبير والمقاومة تتصدى ! غارات ومجازر: لبنان في مواجهة نيران الاحتلال