اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


تجددت الاشتباكات العنيفة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في عدد من المناطق، ما تسبب بمقتل مئات المدنيين غالبيتهم في وسط البلاد.

واندلعت الاشتباكات، شمال غرب العاصمة السودانية الخرطوم ومنطقة الخرطوم بحري، ومدينة الفاشر، شمال دارفور.

وتبادل الطرفان اتهامات بارتكاب انتهاكات خطرة في تلك الموجهات، بينما حذر رئيس تنسيقية القوى المدنية السودانية «تقدم» ورئيس الوزراء السابق عبدالله حمدوك، من مواجهة السودان لسيناريو الحرب الأهلية الشاملة التي اندلعت في رواندا عام 1994.

وقال حمدوك «إن انزلاق السودان الى حرب أهلية سيقود الى كارثة الإبادة الجماعية وتمزق البلاد وتحولها إلى بؤرة للإرهاب».

وتندلع المواجهات العنيفة بمنطقة الحلفايا في الخرطوم بحري وسط غموض حول الأوضاع الميدانية، فبينما تزعم وسائل إعلامية تابعة للدعم السريع استعادة المناطق التي أعلن الجيش استعادتها في السابق، فإن منصات إعلامية تابعة للجيش تنفي تلك الادعاءات.

وفي إقليم دارفور، تقول قوات الدعم السريع إنها تحاصر قيادة الفرقة السادسة بمدينة الفاشر، التي تمثل آخر معاقل الجيش الرئيسية في الإقليم.

وزير الخارجية السوداني

اما وزير الخارجية السوداني علي يوسف، فدعا إلى «حوار سوداني- سوداني يجمع كل القوى السياسية دون إقصاء وينهي الحرب»، مؤكدا أن الخرطوم ستسعى لحوار مفتوح مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الجديدة للوصول لحل الأزمة السودانية.

وقال يوسف -في مقابلة صحفية، إنه يتعين على جميع السودانيين الوقوف صفّا واحدا في مواجهة التحديات الراهنة، قائلا: «واجبنا يحتم علينا الدفاع عن بلادنا ومؤسساتنا في هذه المرحلة الحرجة التي نمر بها».

وشدد على أن المعركة مع قوات الدعم السريع فُرضت على الجيش السوداني، وأن البلاد ترفض أي تدخل دولي في الأزمة الراهنة، وأكد أن السودانيين «لن يقبلوا بأي مستقبل سياسي أو عسكري للدعم السريع في البلاد».

وفي ما يتعلق بالمحادثات السياسية، أكد يوسف «تمسُّك بلاده بمنبر جدة لحل الأزمة السودانية، وعلى المليشيا تنفيذ مخرجاته»، موضحا أن «اتفاق جدة يحتاج إلى مراقبين لضمان تنفيذه، لكننا نرفض تدخل أي قوات دولية في البلاد».

وأكد استعداد الحكومة للعودة إلى التفاوض إذا اتفق الوسطاء مع «المليشيا»، في إشارة إلى الدعم السريع، لتنفيذ مخرجات منبر جدة.

وحذر يوسف من استمرار تزويد الدعم السريع بالسلاح، قائلا: إنه «إذا أراد العالم إيقاف الحرب، فعليه منع تزويد المليشيا بالسلاح من دون الدعوة للتدخل الدولي»، مشيرا «إلى أن مليشيا الدعم السريع اجتاحت عددا من المدن والقرى في ولاية الجزيرة ليست بها أي مظاهر عسكرية».

كما اتهم الوزير السوداني دولة تشاد المجاورة بتمويل ودعم قوات الدعم السريع، موضحا أن «مطار أم جرس التشادي دخلت عبره أسلحة لهذه القوات استُخدمت في قتل السودانيين».

وأكد حرص السودان على العلاقات مع تشاد، لكنه دعاها إلى وقف تمويل المليشيا، قائلا: «لدينا أدلة ووثائق دامغة تثبت تورطها في تمويل قوات الدعم السريع».

الحوار مع أميركا

وقال وزير الخارجية السوداني إن الخرطوم ستسعى إلى حوار مفتوح مع إدارة الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب الجديدة للوصول لحل الأزمة السودانية، ودعا إدارة ترامب الجديدة إلى الضغط على الأطراف الداعمة للدعم السريع لوقف الحرب في السودان.

ولفت يوسف «إلى أن إدارة بايدن كانت على علم بالمؤامرة التي تحاك لإنهاء الجيش السوداني، وأكد أن واشنطن لديها إستراتيجية لمحاربة النفوذين الروسي والصيني في أفريقيا».

وشدَّد وزير الخارجية على أهمية الحفاظ على سيادة السودان ومؤسساته، مؤكدا «لا ضير من إقامة قواعد عسكرية روسية أو أميركية في البلاد إذا لم تتعارض مع مصالح وسيادة الدولة السودانية».

وأوضح أنه «لا توجد قواعد عسكرية في بلادنا حتى الآن، وهدفنا هو القضاء على التمرد المدعوم خارجيّا».

وعن مشاركته في القمة العربية، قال يوسف «قدمت إلى الرياض للمشاركة في القمة العربية التي ستبدأ أعمالها اليوم لمساندة القضية الفلسطينية»، مشيرا «إلى أن البرهان سيكون حاضرا للمشاركة بالقمة.»

وأكد دعم مصر للقوات المسلحة السودانية وخيارات السودانيين المتمثلة في الحفاظ على دولتهم، مشيرا إلى تقديره لجهود مصر التي تحتضن أكثر من 7 ملايين سوداني خلال هذه الحرب.

ونفى يوسف «أي تدخّل مصري في الأزمة السودانية، ووصف حديث قائد الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف بحميدتي واتهامه لها بأنه عارٍ عن الصحة»، مضيفا أن «الحرب يمكن أن تنتهي خلال أيام أو أشهر باتفاق سياسي ينهي وجود مليشيا الدعم السريع».

الأكثر قراءة

خاص "الديار": أول عملية استشهادية في الخيام ومعارك عنيفة مستمرة