تلوّث نبع ببنين يفتح ملف التلوّث البيئي في عكار
مخلّفات المعاصر وعصارة النفايات خطر يهدّد البشر والمزروعات

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اثار البيان الصادر عن بلدية ببنين - العبدة في عكار مؤخرا مخاوف الاهالي ليس في بلدة ببنين ومحيطها وحسب، وانما في مختلف مناطق عكار، حيث توجد معاصر الزيتون في محاذاة الانهر ومجاري الينابيع الكثيرة في قرى وبلدات محافظة عكار.

فقد حذر بيان البلدية من خطر صحي يهدد سلامة الاهالي نتيجة تلوث مياه نبع ببنين، الناتج عن تسرب مخلفات معاصر الزيتون إلى مجرى المياه الجوفية.

واشار البيان الى ان "هذه المخلفات تحتوي على ملوثات خطيرة، تشمل موادا عضوية وأحماضا دهنية، وقد تتسبب بتلف مصادر المياه وتشكل تهديدا للصحة العامة من خلال زيادة خطر الأمراض الناتجة من تلوث المياه مثل الإسهال، التهاب المعدة والأمعاء، والأمراض الجلدية".

ودعت البلدية جميع الأهالي إلى "الامتناع عن استخدام مياه نبع ببنين للأغراض المنزلية والشرب، والتوجه بدلا من ذلك إلى الاعتماد على مياه الشرب التي تؤمنها مؤسسة مياه لبنان الشمالي".

ودعت البلدية أصحاب معاصر الزيتون إلى "الالتزام بالشروط البيئية وتحمل المسؤولية تجاه المجتمع، من خلال الامتناع عن إلقاء المخلفات في الوديان والأماكن غير المخصصة لذلك، حيث أن هذه المخلفات تلوث المياه الجوفية والينابيع وتؤدي إلى أضرار صحية وبيئية جسيمة".

ما حصل في بلدة ببنين، مؤشر الى حجم التلوث البيئي الخطير الذي ينتشر في بلدات عمار على مختلف الاصعدة، ولا ينحصر في تلوث الينابيع ومصادر مياه الشرب ومياه الاستعمال، انما يتعدى الامر الى ما تتسببه النفايات المنتشرة على الطرقات العامة، والمستمرة منذ أشهر عديدة، خاصة على الطرقات الرئيسة بين العبدة وحلبا مرورا ببرج العرب، او بين العبدة والاتوستراد البحري نحو العريضة والعبودية، او عند مداخل العديد من البلدات العكارية، التي تعاني من النفايات على مدى اشهر متواصلة جراء عقبات مالية تعيق البلديات من جمع النفايات ونقلها، رغم النداءات والاصوات التي اطلقت لحل هذه الازمة، لا سيما مع حلول فصل الشتاء، وما يمكن ان تسببه هذه النفايات من تراكم في مصارف مياه الامطار وتتسبب بانسدادها، مما يؤدي الى حصول سيول، عدا عن عصارة هذه النفايات التي تلوث المياه الجوفية، والمزروعات في سهل عكار.

ازمة النفايات في عكار، ومخاطرها على الصحة العامة باتت مزمنة، وهي حديث الساعة، ولا يقتصر خطرها على السلامة والصحة العامة بقدر ما تسببه من بيئة عامة ملوثة، بل يتعدى الامر ايضا الى تشويه مداخل عكار وقراها وبلداتها، وتنم عن واقع الاهمال الرسمي واساليب تعاطي المراجع المختصة مع هذه الازمة في عكار، والتمادي في التجاهل والتهميش لعكار ولازماتها المزمنة، خاصة في ظل ارتفاع منسوب التهجير الذي ادى الى اكتظاظ سكاني، والى ازدحام كبير في شوارع المنطقة والبلدات والقرى...