اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لا يبدو المقترح الاميركي لوقف النار الذي وصل الى رئيس المجلس النيابي نبيه بري الخميس والذي يُفترض ان تكون اسرائيل وافقت عليه، سيئا. صحيح ان لبنان لن يقبله كما هو وان ملاحظاته باتت جاهزة، لكن ما ورد فيه يمكن البناء عليه وبخاصة ان ما تم ضخه في وسائل الاعلام الاسرائيلية طوال الاسبوع الماضي اوحى بان هذا المقترح سيكون استفزازيا وغير قابل حتى للنقاش بتضمينه حرية الحركة لجيش العدو الاسرائيلي لضمان تطبيق القرار 1701 ونشر قوات اطلسية وغيرها من البنود التعجيزية.

ويبدو ان كل الاطراف المنخرطة بالمفاوضات اي اللبناني والاسرائيلي والاميركي يحرصون على عدم تسريب بنود الاتفاق التي يُقال انها 13. وقد اكتفى رئيس المجلس النيابي نبيه بري بالاشارة الى بند واحد مرفوض لبنانيا مرتبط بتشكيل لجنة تضم دولا غربية تشرف على تنفيذ القرار 1701. ويبدو ان بري الذي يتولى التفاوض باسم لبنان وحزب الله يصر على اشاعة جو ايجابي مرتبط بالمقترح لقطع الطريق على العدو للقول ان لبنان متشدد ولم يلاق الطرف الاميركي بليونة فيعمد لنسف مسار التفاوض ككل.

وتعتبر مصادر مواكبة عن كثب لهذا المسار ان "المقترح الذي وصل الى لبنان جيد ويمكن البناء عليه وان كان يحتاج لتعديلات اساسية"، الا انها ترجح في حديث لـ"الديار" ان "ترفض تل ابيب في هذه المرحلة تقديم اي تنازلات وبالتالي تحتج برفض لبنان السير بالصيغة التي وافقت عليها لتواصل عملياتها العسكرية لشهر على الاقل او شهرين على ابعد تقدير حتى استلام الرئيس الاميركي الجديد دونالد ترامب مهامه رسميا في البيت الابيض".

وتشير المصادر الى ان "المقترح سيشهد تعديلات وسيتم السير به ولكن ليس اليوم، باعتبار ان الطرف الاسرائيلي يعتبر انه قدّم في الصيغة الحالية اكبر قدر ممكن من التنازلات في ظل اعتباره انه هو المنتصر راهنا في هذه الحرب، كما ان حزب الله الذي يرى انه استعاد المبادرة ويوجه ضربات قاسية للعدو سواء باستهدافه تل ابيب والمستوطنات اضافة لتكبيد عناصره داخل الاراضي اللبنانية خسائر كبيرة، ليس مستعدا لتقديم تنازلات كبيرة طالما هو قادر على مواصلة القتال وايلام العدو".

الا ان ما يصح اليوم، لن يصح بعد شهرين، بحيث انه وبحسب المعلومات فان الادارة الاميركية الجديدة لا تزال حاسمة بوجوب ان تكون الحرب انتهت مع عودة ترامب الى البيت الأبيض، وبالتالي هي تؤيد تماما اسرائيل بمواصلة القتال خلال الفترة الانتقالية هذه كما تشجع المفاوضات تحت النار باعتبارها ان استراتيجية فعّالة لحث حزب الله على تقديم التنازلات المطلوبة.

وبحسب المعلومات، فقد بات محسوما ان المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين والذي بات معلوما انه يحظى بدعم الادارة الجديدة لمواصلة مهمته في هذه المرحلة لن يعود الى بيروت الا لاعلان نجاح هذه المهمة. ويبدو واضحا ان تكليف السفيرة الاميركية تقديم المقترح للرئيس بري، هو نتيجة علم هوكشتاين ان لبنان لن يقبله كما هو وانه سيكون هناك صولات وجولات ونسخ ومسودات جديدة قبل التوصل لصيغة نهائية يرضى عنها الطرفان. من هنا تقول المصادر: "ما دام لم تروا هوكشتاين في بيروت، لا تتوقعوا اتفاقا قريبا!"

الأكثر قراءة

نهاية سوريا نهاية العرب