اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اذاً... بعد قرن من الصراخ ضد ما دعاه المارتينيكي فرانز فانون "اليانكي البشع"، ومن دعاه آية الله خميني "الشيطان الأكبر"، نكتشف أن رقصة جنيفر لوبيز هي طريقنا الى القرن، لا وادي السيلكون ولا نمور جنوب شرق آسيا...

آه، كم هو الفارق بين ليالي شهرزاد وليالي جهنم، بالقنابل الأميركية وبالمراوغة الأميركية، لنستقبل آموس هوكشتاين لا كمبعوث مشترك لجو بايدن ودونالد ترامب، وانما كمبعوث للسماء، ها أننا نعثر أخيراً على المخلص. جنيفر لوبيز أم آموس هوكشتاين؟ أيها السيد بنيامين نتنياهو أنت مثلنا، من المحيط الى الخليج، لست أكثر من دمية أميركية؟ هذا هو طريقنا الآن. طريق الالدورادو أو طريق البيفرلي هيلز، لا طريق القدس اذا شاهدتم مقاهي الأراكيل في المدينة المقدسة. الآن الأركيلة المقدسة، لا البندقية المقدسة ولا الحجارة المقدسة...

ها قد وصلنا الى تلك اللحظة التي بات فيها حلمنا الأكبر أن نجد فوقنا سقفاً، ولو كان السقف الذي لا يليق حتى بالماعز، وبعدما فوجئنا ـ وصدمنا ـ لكوننا الوحيدين الذين أطلق علينا "محور الممانعة". أجل أولئك الأبطال (رجال الملحمة الكبرى)، وحدهم يزغرد لهم التراب، ومن تجثو لأجلهم الأشجار في صلاة مباشرة الى الله. لا رجال اللحى ولا رجال المسابح، لا رجال التعاويذ ولا رجال الأراكيل. ولسوف نذكر وتذكر الأجيال، أن هؤلاء هم من حالوا دون "حاخامات" القرن واعادة بناء الهيكل بجماجمنا.

قطعاً لم يكن آباؤنا ولن نكون نحن أعداء اليهود، وقد رأينا في الكثيربن منهم إن في أميركا أو في أوروبا، من يرفعون الصوت في وجه الهمجية. قالوا ان مستقبل "اليهود" ليس باقامة أسوار من الجثث حولهم، ولا بليل الكهوف أو ليل الخنادق. وليذكروا دواوين الخلفاء، وأسواق بيروت وبغداد والقاهرة. أكثر، البلاط الأندلسي، حتى لكاد "يهودي" أن يتوّج خليفة على المسلمين...

اذا حدثت المعجزة (ومن يقفل أبواب هذه الجهنم غير المعجزة؟)، لا بد للمنطقة أن تتغير. ولا بد للبنان أن يتغير. لا حرب عسكرية بعد الآن. كبار الباحثين في "اسرائيل"، وقد لاحظوا مدى هشاشة "جنود الرب" في الميدان، يرون أن هذه آخر حروب الشرق الأوسط، بانتظار حرب نهاية العالم، و"... نهايتنا"!

لكننا كلبنانيين، وحيث تلك البلبلة البابلية، قد نكون أمام حرب سياسية وطائفية، لا تقل هولاً عن الحرب الدائرة الآن، لنقول ان مسؤولية حزب الله لا بد أن تكون أكثر تعقيدأ وأكثر دقة في المرحلة المقبلة. وليكن في قصر بعبدا لا "من يحمي ظهرنا"، ذاك الرجل الذي يقول ما قاله كونراد اديناور، أول مستشار لألمانيا بعد الحرب العالمية الثانية، "مهمتنا الأولى أن نعيد اعمار قلوبنا التي لحق بها الخراب أكثر من أي شيء آخر".

كلبنانيين، نعاني من خراب قلوبنا ومن خراب رؤوسنا، التي أرهقها ذاك البقاء الطويل والشاق بين الرياح الاقليمية والدولية. بوابة مشرعة على كل التجارب الأمبراطورية والقبلية (والطائفية بطبيعة الحال). كذلك على اللوثة الجيوسياسية أو الايديولوجية لدى هذه الدولة أو تلك. لبنان دولة، ويمتلك كل الامكانات ليكون المثال في الشرق الأوسط، لا أن يكون القهرمانة.

لنكن اصدقاء الجميع. للعرب وهم اشقاؤنا، وللأتراك والايرانيين، وبعدما لاحظ من يفترض أن يلاحظ، مهما ارتفعت صيحاتنا ومهما بلغت غطرستنا بالطرابيش أم بالتيجان، أننا بتبعثرنا وبعاهاتنا لسنا أكثر من ضحايا ـ وبالمزاد العلني ـ للقوى العظمى. منذ ألف عام، ونحن تماثيل الملح أو تماثيل الطين في لعبة الأزمنة...

فليكن من يكون رئيساً للجمهورية، ولكن بعيداً عن ثقافة المافيات وعن ثقافة العروش وعن ثقافة الأزقة. هل خلت البلاد من فؤاد شهاب آخر، يعرف كيف يتعاطى مع مقتضيات الدولة في لبنان، كما يعرف ما هي مصائب لبنان ومن هم ليسوا فقط أكلة الجبنة (Les fromagistes)، بحسب استاذه شارل ديغول، وانما أكلة عظام البشر.

السيد حسن نصرالله الذي قال هذه ليست عسكرياً الساعة الكبرى. الآن، اذا توقفت النيران ساعتنا السياسية (والاستراتيجية) الكبرى. نعلم من هو الشيخ نعيم قاسم، اللبناني مثل جبال لبنان، رجل لم يعرف الكراهية يوماً، ولا الفوقية يوماً. وكل ما نأمله منه ألاّ تكون الساعة الكبرى ساعة الافتراق.

أن يمد يده للجميع، حتى لمن أساؤوا وفي أحلك الأوقات، للمقاومة لأنه اللبناني، ولأنه لبنان، ولأننا اللبنانيون...

الأكثر قراءة

جنيفر لوبيز... آموس هوكشتاين