اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


أظهرت الدراسات أن اتباع نظام غذائي صحي يمكن أن يساهم بشكل كبير في خفض ضغط الدم المرتفع، خاصة إذا تضمن اللحوم الخالية من الدهون. توفر التعديلات في نمط الحياة، إلى جانب الأدوية، وسيلة فعالة للتحكم في ضغط الدم، ومن بين هذه التعديلات يأتي نظام "DASH" الغذائي كأحد الحلول المثبتة علميا في هذا المجال.

ويتضمن هذا النظام الغذائي، الذي تم تطويره في التسعينيات، تناول الخضراوات والفواكه واللحوم الخالية من الدهون ومنتجات الألبان قليلة الدسم، بالإضافة إلى تقليل كمية الملح في النظام الغذائي.

وبهذا الصدد، توصلت دراسة نشرت في المكتبة الوطنية الأميركية للطب، إلى أن النظام الغذائي "DASH" يمكن أن يساهم في تقليل ضغط الدم الانقباضي بنحو 6 إلى 11 ملم زئبقي، وهو ما أظهر فعاليته ليس فقط لدى الأشخاص الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، ولكن أيضا لأولئك الذين يتمتعون بمستويات طبيعية من الضغط.

هذا ويركز نظام "DASH" على تناول مجموعة واسعة من الأطعمة الصحية التي تساهم في خفض ضغط الدم. وتشمل الإرشادات الغذائية الموصى بها ما يلي:

- الخضراوات: حوالي 5 حصص يوميا.

- الفواكه: حوالي 5 حصص يوميا.

- الكربوهيدرات: حوالي 7 حصص يوميا.

- منتجات الألبان قليلة الدسم: حصتان يوميا.

- اللحوم الخالية من الدهون: حصتان

 أو أقل يوميا.

- المكسرات والبذور: يمكن تناولها من مرتين إلى 3 مرات أسبوعيا.

ولا يقتصر تأثير نظام "DASH" على خفض ضغط الدم فقط، بل أظهرت الدراسات أيضا أنه يقلل من مستويات الغلوكوز في الدم والدهون الثلاثية والكوليسترول الضار ويعزز مقاومة الأنسولين. كما أظهرت بعض الأبحاث أنه يساعد في تقليل مخاطر السمنة والأمراض القلبية.

وأكد الباحثون أن "نظام DASH يعد خيارا مثاليا للأشخاص الذين يسعون للحفاظ على وزن صحي وتخفيض ضغط الدم والوقاية من الأمراض المزمنة". كما أضافوا أن النظام الغذائي يقدم مكملا أساسيا للعلاج الدوائي في علاج المتلازمات الأيضية.

ويشدد الخبراء على أن النجاح في اتباع نظام "DASH" يتطلب تغييرات شاملة في نمط الحياة، بما في ذلك الإقلاع عن التدخين والحد من استهلاك الكحول وزيادة النشاط البدني.

يظهر نظام "DASH" الغذائي كيف يمكن للتغييرات البسيطة والمستدامة في نمط الحياة أن تُحدث فرقاً كبيراً في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية وخفض ضغط الدم. من خلال التركيز على تناول الأطعمة الطبيعية والغنية بالمغذيات، وتجنب الأغذية المليئة بالدهون المشبعة والملح الزائد، يقدم هذا النظام نموذجاً غذائياً متكاملاً يتجاوز مجرد التحكم في ضغط الدم ليشمل الوقاية من الأمراض المزمنة وتعزيز الصحة العامة.

ومع ذلك، لا ينبغي أن يُنظر إلى هذا النظام كحل مستقل، بل كجزء من نهج شامل يدمج بين التغذية الصحية، النشاط البدني المنتظم، والالتزام بتوصيات الأطباء. إن الجمع بين هذه العوامل يُمثل السبيل الأمثل ليس فقط لخفض ضغط الدم، ولكن أيضاً للعيش بأسلوب حياة متوازن يضمن الوقاية من الأمراض المزمنة ويُحسن جودة الحياة.

في النهاية، يمكن أن يكون اتباع نظام "DASH" خطوة إيجابية نحو حياة أكثر صحة، خاصة إذا ما اقترن بالدعم المجتمعي والأسري لتشجيع تبني خيارات غذائية أفضل. إن الاستثمار في الصحة اليوم هو استثمار في مستقبل أكثر إشراقاً، ونظام "DASH" يقدم الأداة المثالية لتحقيق ذلك.

الأكثر قراءة

الاجواء ضبابية والكرة في الملعب الاسرائيلي ونتنياهو: لهدنة لـ٦٠ يوما قاسم: نقاتل ونفاوض... اسرائيل فشلت باهداء هوكشتاين احتلال الخيام هوكشتاين طرح مراقبة دولية للحدود بين لبنان وسوريا بمشاركة الجيش