اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

نتنياهو اخفق في رسم مسار جديد للمفاوضات بالنار، والتأخير في استقباله الموفد الاميركي الى اليوم مرده الى رهانه على انجاز تطورات امنية وعسكرية تسبق زيارته الى اسرائيل وتسمح له بفرض شروطه ودفع الرئيس بري الى التنازل استنادا الى الميدان.

وفي المعلومات، ان الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم اجل كلمته من الاثنين الماضي الى الاربعاء «امس» لأسباب امنية وليس بسبب زيارة هوكشتاين واعطاء فرصة للمفاوضات كما اشيع، فحزب الله لا علاقة له بالمفاوضات بشكل مباشر وسلم ملاحظاته للرئيس بري، وتم توحيد ملاحظات الرئيسين بري وميقاتي وحزب الله في ورقة واحدة تسلمها هوكشتاين من معاون الرئيس بري علي حمدان في مقر السفارة الاميركية في عوكر صباح امس، واستفسر هوكشتاين عن بعض النقاط، فكان لا بد من لقاء الرئيس بري للمرة الثانية في عين التينة قبل مغادرته الى اسرائيل ولقائه نتنياهو ظهر اليوم، في ظل معلومات اعلامية ايجابية عن توجه اسرائيلي للقبول بالاتفاق، وتعديل بند حرية الحركة في لبنان بشكل يقبله الطرفين، ووجود جنرال اميركي في لجنة الرقابة يشكل ضمانة لاسرائيل.

من جهته، وضع الموفد الاميركي العماد ميشال عون في مسار المفاوضات وكذلك الدكتور سمير جعجع، واكد مسؤول العلاقات الخارجية في القوات اللبنانية ريشار قيومجيان، ان الورقة الاميركية للحل ستنفذ كما هي، دون اي تعديلات جوهرية الا بالشكل وبعض العبارات فقط، والورقة تم اعدادها للتنفيذ كما نصت عليه، والا سيعود هوكشتاين الى بلاده فورا، كما التقى رئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط.

وفي المعلومات المؤكدة، ان نتنياهو كان يخطط لتنفيذ عمليتين امنيتين بالتزامن مع بدء زيارة هوكشتاين للبنان ونهايتها، الأولى كانت اغتيال مسؤول العلاقات الاعلامية الحاج محمد عفيف وربما فشل في العملية الثانية.

الامر الاخر حسب المعلومات، حاول نتنياهو تحقيق إنجازات

عسكرية على الأرض وتقديم هدية للموفد الاميركي لحظة وصوله، والاعلان عن احتلال الخيام وشمع والناقورة لاستخدام ذلك في المفاوضات ودفع الرئيس بري للقبول بالورقة الاميركية كما هي ودون اي تعديل، وزج في المعركة منذ نهار السبت الماضي مختلف انواع الاسلحة الجوية والبرية والبحرية، واستخدم الجيش الاسرائيلي لاول مرة المدافع من مختلف العيارات، والغازات المحرمة دوليا، لكن الصمود الاسطوري للمقاتلين أسقط كل الأوراق الاسرائيلية ومنع نتنياهو من السيطرة الميدانية وتنفيذ ما يريد.

في المعلومات، ان هوكشتاين تحدث بلغات مختلفة خلال زياراته الى المقرات الثلاثة الرسمية في عين التينة واليرزة والسرايا الحكومية، وتطرق الى انتشار الجيش اللبناني باشراف دولي على الحدود والمعابر و الطرقات الدولية بين لبنان وسوريا، وقدم خرائط عن نقاط انتشار الجيش وسأل قائد الجيش العماد جوزيف عون عن القدرة على تنفيذ هذه المهمة، وهذه النقطة لم يتطرق اليها الموفد الاميركي في عين التينة، علما ان هذا الموضوع المتعلق بالحدود السورية اللبنانية ناقشه الوفد الروسي أثناء زيارته الاخيرة الى اسرائيل والطلب منه الضغط على الرئيس بشار الاسد للموافقة على قطع طريق دمشق بيروت والمعابر الحدودية امام وصول الاسلحة الإيرانية الى حزب الله مقابل وعود سخية ورفع الحصار والعقوبات، علما ان هذه الطروحات ليست جديدة حملها وزير خارجية اميركا السابق كولن باول الى دمشق عام ٢٠٠٣ ورفضها الرئيس الاسد، لكن مصدرا رسميا روسيا توقع لوكالة اعلام روسية ان يعلن وقف النار في لبنان خلال ٣ ايام.

الاجواء ضبابية جدا، والمفاوضات شاقة وطويلة ومعقدة، واتصالات هوكشتين مفتوحة لانجاز وقف النار قبل مغادرة مهمته والانتقال للعمل بالامارات بعد سقوط الديموقراطيين في الانتخابات الرئاسية، وكشف من عين التينة عن ايجابيات وتقدم، وهذا ما اوحي به احد الوزراء العاملين على خط الاتصالات بالقول : « الاجواء ليست سلبية والأمور ليست مقفلة « وحسب المعلومات، فان هوكشتاين قد يعود الى لبنان لنقل الملاحظات الاسرائيلية وتبادل الأوراق والأفكار حول النقطة والفاصلة، ومن، وفي، وحتى، للوصول الى الصياغة النهائية، لكن اسرائيل وفق المعلومات، ما زالت ترفض حتى الان وقفا شاملا لاطلاق النار، ومتمسكة بهدنة ل ٦٠ يوما للتاكد من انسحاب حزب الله من الجنوب مع اسحلته وبعدها يتم انسحاب الجيش الاسرائيلي من لبنان خلال ٦٠ يوما وعلى مراحل، هذا هو شرطها الاساسي، اما النقاط الاخرى فقابلة للتعديل وتحديدا حول الدفاع عن النفس على ان يعطى هذا الحق للبنان ايضا.

والبارز ان التطورا ت اللبنانية تتزامن مع عواصف كبرى ومتغيرات تشهدها الحرب الروسية الاوكرانية ستنعكس بشكل مباشر على المنطقة ولبنان، مع الموافقة الاميركية الاوروبية على السماح لاوكرانيا باستخدام الصواريخ الاميركية والاوروبية الباليستية البعيدة المدى باستهداف الاراضي الروسية، والانظار متجهة الى بوتين لمعرفة كيف سيرد ؟ فبايدن يريد قبل رحيله في ٢٠ كانون الثاني تطويق ترامب في ازمات كبرى وخطرة على الاستقرار العالمي.

الكرة في الملعب الاسرائيلي

الكرة في الملعب الاسرائيلي ولبنان قدم ردوده، ل ايمكن ان ينزل تحت سقف الحفاظ على سيادته، وفي النهاية الحرب بين اسرائيل والمقاومة، ولا يمكن للمقاومة ان توافق على شروط استسلامها وان تكتب ورقة نعيها بيدها وتسلم سلاحها وتنسحب الى ما قبل الليطاني وتعطي الاسرائيلي في المفاوضات ما عجز عنه في الحرب، هذا ما يريده نتنياهو والباقي تفاصيل، اسرائيل تريد استسلام حماس وحزب الله وليس الـ ١٧٠١، وتعتبر ان الفرصة الدولية والعربية مؤاتية لتحقيق ذلك وربما لن تتكرر الفرصة مستقبلا، وبالتالي لا تراجع من قبل العدو عن المطالبة بالاشراف المباشر لاميركا على الحل مع الامم المتحدة ومشاركة فرنسا التي اكد وزير خارجيتها ان هناك فرصة للوصول الى اتفاق دائم لوقف اطلاق النار في لبنان وعلى الطرفين الاستفادة من هذه الفرصة، مع العلم ان المانيا لم تبد اي استعداد للمشاركة في اللجنة وهناك رفض لبناني بالنسبة للقوات البريطانية.

قاسم: مستمرون في الميدان

بدوره، اكد الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم، البقاء في الميدان، ان نجحت المفاوضات او فشلت، وقال : «حزب الله يقاتل ويفاوض» لكنه شدد على ان المقاومة لن نوقف القتال اثناء المفاوضات، والكلمة في النهاية للميدان، والعدو لن يهزم الا في الميدان، وكشف ان حزب الله استلم الورقة الاميركية التي تتعلق بالمفاوضات ووضعنا ملاحظاتنا عليها وسلمناها الى الرئيس بري ولن نكشف عنها في الاعلام، واكد التفاوض تحت سقفين : وقف النار وحفظ السيادة كاملة، ونحن اعددنا العدة لمعركة طويلة، واي قصف على العاصمة بيروت سنرد عليه بقصف تل ابيب، كما شرح قاسم معاني استشهاد القائد محمد عفيف متطرقا الى سيرته النضالية.

المعركة طويلة

وحسب المعلومات والخبراء المتابعين، المعركة طويلة ومن يصرخ اولا يدفع الثمن، وإسرائيل من خلال تكثيف القصف والدمار والمجازر وتوسيع رقعة ذلك، هدفها خلق الشرخ والفتن بين المقاومة وجمهورها ودفع الناس الى رفع الصوت في وجهها، بينما المقاومة تريد شل الحياة في كل فلسطين المحتلة وانزال المزيد من الخسائر في الجيش الاسرائيلي والصمود في الجنوب لافشال ما يريده العدو، والحسم للميدان حتى يقتنع نتنياهو بالنزول عن الشجرة، وحتى ذلك التاريخ سيبقى التفاوض «هبة باردة وهبة ساخنة».

محاولات لاضعاف موقف
المفاوض اللبناني

تستعد قوى سياسية ونواب في المعارضة لاثارة مسألة عملية التفاوض بين لبنان وإسرائيل ورفض حصرها بالرئيس نبيه بري بالتعاون مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي وغياب رئيس الجمهورية، وستثير هذه القوى الامر مع السفيرة الاميركية وضرورة اطلاع النواب على الورقة اللبنانية للمفاوضات، علما ان حزب الله وخلافا لما اشيع، لم يقدم ردودا مكتوبة على الورقة الاميركية بل اكتفى بملاحظات سلمها الى الرئيس بري الذي صاغ الرد مع ميقاتي، كما اطلع عليها وزير الخارجية عبدالله بو حبيب، ويبقى اللافت، الانتقادات العنيفة التي وجهها رئيس لجنة الصداقة اللبنانية السعودية نبيل الايوبي للمفاوضات وقال: «مشهد التفاوض نفذ امس بين وكيل ايراني ووسيط اميركي لا يمكن ان يمر ويستمر في لبنان لا على الصعيد السياسي ولا على صعيد التفاوض التقني وما يمثله المفوض اللبناني الوكيل في ظل صمت أصحاب المناصب الدستورية في الحكومة المعنيين القانونيين في اي تفاوض».

الأكثر قراءة

«اسرائيل» تعربد جنوبا: سقوط الضمانات الدولية واستفزاز للمقاومة وقف النار يهتز في وادي الحجير وحكمة حزب الله لن تستمر طويلا؟ «اختبار» رئاسي لقائد الجيش في الرياض «والقوات» تنتقد المعارضة