اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

بري شدد على ازالة أي خطر على لبنان

قاسم: المقاومة في الميدان ونحن في موقع الدفاع والرد

واشنطن: انهاء الصراع في متناول اليد

هوكشتين فتح الطريق الى الانتخابات الرئاسية

ساعات طويلة من المفاوضات الشاقة بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري مع المبعوث الرئاسي الأميركي آموس هوكشتين الذي أبقى اتصالاته مفتوحة مع كل من واشنطن وتل أبيب، وبالصورة التي توحي، وبحسب مصدر واكب ما كان يجري في الغرف المقفلة، «كما لو أن مصير لبنان وربما أيضاً مصير الشرق الأوسط، كان يرسم خلال تلك الساعات».

الأمين العام لـ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم أطلق الدخان الأبيض، بكلمته التي تحدث فيها، بلهجة توحي بالانفتاح على مختلف القوى الأخرى تحت سقف الطائف (وهذه عبارة تتجاوز بدلالاتها الساحة اللبنانية الى الساحة العربية)، ومع التأكيد على «أننا في موقع الدفاع والرد» ليبقى انتظار الموقف الاسرائيلي الذي سيصدر عن جلسة الكابينت مساء اليوم، في ظل الشكوك، والشكاوى، من قبل القيادات العسكرية حول عبثية ـ ومأسوية ـ الحرب في لبنان، والضغوط الأميركية لتوجس كل من جو بايدن ودونالد ترامب باتجاه توسع الصراع ليشمل اسرائيل وايران، وهو الصراع الذي يجعل اللجوء الى الضربات النووية مسألة حتمية.

الحدث التاريخي

وتشير المعلومات الى أن شرط اسرائيل التدخل العسكري لمعالجة أي انتهاك لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701 قد حل بوجود جنرال أميركي في لجنة الرقابة الدولية، وهو ما أعتبر، في واشنطن، كضمانة أميركية الى كونها ضمانة اسرائيلية.

يفترض التوضيح هنا أن الرئيس بري لم يكن مفوّضاً من «حزب الله» فقط. كان هناك تفاهم مع رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، ومع جهات لبنانية أخرى وفاعلة، دون أن يمنع ذلك ظهور بعض الأصوات التي تعترض على ما اعتبروه «تجاوزاً لصلاحيات رئيس الجمهورية» الذي أنيطت به مهمة اجراء المفاوضات، كما لو أن لبنان ليس في وضع كارثي، ويهدد حتى وجوده، ما يستدعي التصرف من منطلق وطني لا سياسي، ولا تقني، لتفادي الأسوأ.

ويقول مصدر سياسي لـ «الديار» أن ما جرى هو «حدث تاريخي» بما تعنيه الكلمة، اذ بدا للكثيرين، حتى على المستوى الدولي، استحالة لجم بنيامين نتنياهو الذي كان يظن أن الطريق أمامه مرصوفة بالورود لتحقيق حلمه التوراتي باقامة «اسرائيل الكبرى».

الرئيس بري، وكذلك مستشاره علي حمدان (الذي بدأ الحديث عنه وزيراً للخارجية في الحكومة المقبلة)، شددا على تفادي بقاء أي لبس في صيغة الاتفاق، وبالصورة التي تزيل أي احتمال للخطر على لبنان، كما شددا، بصورة اساسية، وضاغطة، على تكريس التوازن بين الموجبات اللبنانية والموجبات الاسرائيلية في تنفيذ القرار الدولي الذي بدا واضحاً أنه أتاح لطرفي الصراع المجال لبلورة آليات التنفيذ.

انتخاب رئيس الجمهورية

ألمصادر المواكبة أكدت أن آموس هوكشتين، وفي جولته أمس على القيادات السياسية، والحزبية، (الرئيس ميشال عون، الدكتور سمير جعجع، الوزير وليد جنبلاط)، بدا معنياً، كجزء من مهمته، بموضوع الاسراع في انتخاب رئيس الجمهورية في اطار وضع تصور للبنان ما بعد الحرب، دون أن يعني ذلك المس بجوهر المعادلات السياسية، والطائفية، القائمة في البلاد، بعيداً عن منطق المنتصر والمنهزم الذي يروّج له البعض عبر وسائل الاعلام.

واذا كانت المصادر اياها تشير الى رغبة المبعوث الرئاسي الأميركي في أن تعهد الى الرئيس بري، لاستيعابه كل تفاصيل الأزمة اللبنانية (وأفاق حلها)، مهمة ادارة الاتصالات الخاصة باختيار رئيس الجمهورية، أكدت مصادر ديبلوماسية خليجية لـ "الديار" أن دول اللجنة الخماسية تتشاور في ما بينها في شأن الدعوة الى قيام رئيس المجلس النيابي بالتنسيق بين القوى السياسية باتجاه انجاز الاستحقاق الرئاسي، والعودة بالبلاد الى الانتظام الدستوري، والانتظام السياسي.

اسم الرئيس العتيد بات معروفاً، وهو الرجل الذي تقتضي المرحلة المقبلة ألاّ يكون في القصر فقط، وانما على الأرض أيضاً، على أن تتم العملية الانتخابية في اطار مهلة «وقف النار التجريبي»، أي 60 يوماً، وهي المهلة التي لحظها الاتفاق لاستكمال الاجراءات العملانية واللوجستية، 1701، دون البحث في اي قرار آخر من تلك التي وردت في حيثيات هذا القرار.

واذ أكدت المعلومات أن هوكشتين ظل على تواصل مع واشنطن (وتل ابيب) لعرض كل تفاصيل المفاوضات، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الأميركية ماثيو ميلر بأن «الاتفاق على انهاء الصراع بين اسرائيل و«حزب الله» بات في متناول اليد». بعد بيروت الدخان الأبيض من واشنطن.

الى ذلك أظهرت مواقف المسؤولين الايرانيين تبني هؤلاء المسؤولين لكل ما نقله علي لاريجاني، كبير مستشاري المرشد الأعلى للجمهورية، الى بيروت، حول دعم أي اتفاق لوقف النار ما يساعد السلطة في طهران على ترتيب أوراقها حول طرق التعامل مع ادارة دونالد ترامب التي من المبكر التكهن بما يمكن أن تكون سياساتها حيال ايران، وان كانت السير الذاتية لاركان تلك الادارة لا تترك مجالاً للشك في أن العلاقات بين واشنطن وطهران تحتاج الى الكثير من «القتال الديبلوماسي» للتوصل الى اتفاق ما.

ماذا عن مصير النازحين من جنوب لبنان، ومصير النازحين من المستوطنين اليهود في شمال فلسطين المحتلة؟ كل شيء سيسوى خلال مهلة الستين يوماً...

الأكثر قراءة

حزب الله يتدخل لانقاذ «وقف النار»... الاتفاق «يهتز ولا يقع»؟ العدو يريد فرض وقائع ميدانيّة... «والكرة» في ملعب الدول الضامنة