نحن لسنا مجرد غبار على مسرح هذه الحياة، نأتي ونرحل دون أن نترك أثراً يُذكَر. نحن شهود هذا العصر، وأصوات الحق التي تسجل الحقيقة وسط ضجيج الكذب والتضليل. في زمن تُمارس فيه الإبادة الجماعية، وتُنسف البيوت فوق رؤوس ساكنيها، لا يمكن للصمت إلا أن يكون خيانة، والكلام عن الحق واجب مقدس لا يحتمل التردد أو التأجيل.
ما يحدث اليوم في غزة وفي لبنان ليس مجرد أرقام في نشرات الأخبار، بل هو فصل من فصول المعاناة الإنسانية التي يخطها الاحتلال الإسرائيلي بدماء الأبرياء. هذه الجرائم ليست أفعالاً عشوائية، بل هي منهجية تهدف إلى تدمير الكرامة الإنسانية ومحو إرادة الشعوب التي تتشبث بأرضها وهويتها. ولأننا نعيش هذه المآسي ونشاهدها يومياً، فلا يمكننا أن نسمح للتاريخ أن يُكتب بصمتنا.
قال السيد المسيح: «جئت أشهد للحق”، وهذه الكلمات تحمل رسالة أزلية. فالحق هو رسالة الشرفاء، وهو دعوة خالدة لكل من يمتلك ضميراً حيّاً. وفي الإسلام، نجد ذات الدعوة إلى الشهادة للحق، حيث تقول الآية الكريمة: «وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ» (سورة الطلاق: 2)، ويقول أيضاً: «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ» (سورة النساء: 135). هذه الآيات تؤكد أن الوقوف إلى جانب الحق ليس خياراً، بل هو واجب مقدس.
لقد كان الإعلام اللبناني والفلسطيني والعربي والعالمي الحر شاهداً على هذه الجرائم، ونجح في توثيقها وإبرازها أمام العالم أجمع. هذا الإعلام، الذي قدم التضحيات ونقل الحقيقة دون تزييف، كان له الدور الأبرز في تحقيق أولى بشائر النصر. ومن بين هذه الإنجازات ما شهدناه مؤخراً من قيام المحكمة الجنائية الدولية بإصدار مذكرة توقيف دولية بحق رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يواف غالانت. هذه الخطوة التي تعرّي العدو في المحافل الدولية ليست سوى بداية، وهي ثمرة من ثمار الإعلام الحر والجهود المستمرة التي تكشف الوجه الحقيقي للاحتلال وتقدمه أمام العدالة الدولية.
إن الشهادة للحق ليست مجرد كلمات تُقال، بل هي فعل مقاومة بحد ذاته. حين تكتب عن الظلم والارهاب الصهيوني، وحين تفضح جرائمه، وحين تنقل صوت الضحايا، فإنك تمارس دوراً أخلاقياً وإنسانياً يتجاوز حدود السياسة والمصالح الضيقة. الكتابة هنا ليست مجرد مهنة، بل هي شرف نضالي والتزام بالوقوف في وجه الظلم ومناهضته، مهما كانت التبعات.
العدو الإسرائيلي يملك الطائرات والصواريخ، لكنه يخشى الكلمة الحرة التي تشهد للحق، واغتيال الإعلاميين الأحرار، وعلى رأسهم مسؤول الوحدة الإعلامية في المقاومة الشهيد محمد عفيف، دليل واضح على ذلك. يخشى أن ينكشف أمام العالم، لأن الحق حين يظهر لا يستطيع أن يخفيه شيء. هذه مسؤوليتنا اليوم؛ أن نكون صوت الحق في زمن الخذلان، أن ننقل الحقيقة كما هي، دون خوف أو تردد.
لقد قال السيد المسيح، وقال النبي محمد (عليهم السلام)، إن الشهادة للحق واجب علينا. ونحن هنا، بكل ما نملك من وسائل، نؤدي هذا الواجب. لن تثنينا تهديدات، ولن تخيفنا ضغوط. هذا عهدنا: أن نكون شهوداً للحق وشهوداً على جرائم الاحتلال في بلادنا.
الكتابة عن الجرائم في غزة ولبنان ليست مجرد واجب مهني، بل هي التزام أخلاقي، وقضية وطنية وإنسانية. وكما قال الأديب اللبناني جبران خليل جبران: «الحقيقة لا تموت لأنها خالدة»، ونحن هنا لنحافظ على هذا الخلود، ولنحمل شعلة الحق في وجه الظلم حتى ينتصر النور على الظلام.
يتم قراءة الآن
-
انجاز التعيينات الامنية الخميس... «تسوية» شقير وعبدالله أنقذتها؟ بري للخماسية: «وطني معاقب» واوتاغوس: مفاوضات الحدود قريبا الحجار يكسر الجمود... والبيطار على مشارف قرارات حاسمة!
-
أيّها الشرع زامير في دمشق
-
قراءة في المتاهة الإيرانيّة
-
قلق من تداعيات مجازر الساحل... وردود فعل رسميّة خجولة؟ بلاسخارت تنقل أجواء سلبيّة من «اسرائيل»... متري: لا نزع للسلاح بالقوة إنجاز أمني للجيش شمالاً... وتحقيقات المرفأ تنطلق من جديد
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
12:01
قيادة الجيش: ما بين الساعة 12.00 والساعة 14.00، ستقوم وحدة من الجيش بتفجير ذخائر غير منفجرة من مخلفات العدوان الإسرائيلي في بلدة كفرملكي - صيدا
-
11:48
القناة 13 الإسرائيلية: نتنياهو طرق على المنصة في المحكمة وقال لدي الحق في الحصول على بضع دقائق للدفاع عن نفسي
-
11:46
القناة 13 الإسرائيلية: نتنياهو فقد أعصابه في المحكمة وصرخ في وجه القضاة وقال لقد جعلوا حياتي بائسة
-
11:39
بدء جلسة لجنة المال والموازنة برئاسة كنعان وحضور وزير المال ياسين جاير لبحث واقرار ٣ بنود تتعلّق بصندوق النقد الدولي والبنك الدولي ومؤسسة التمويل الدولية
-
10:45
رئيس بعثة صندوق النقد الدولي إرنستو راميريز ريغو دعا خلال لقائه رئيس الجمهورية إلى ضرورة وضع خطة إصلاحية مالية موحدة تساعد لبنان على الخروج من أزماته والرئيس عون شدد بدوره على التزام لبنان بالمضي في تنفيذ الإصلاحات
-
10:44
الجيش اللبناني: ما بين الساعة 10.30 والساعة 16.00، ستقوم وحدة من الجيش بتفجير ذخائر غير منفجرة في جرد بلدة قوسايا - زحلة.
