اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


الانسداد الرئوي المزمن هو مرض تنفسي طويل الأمد يتسم بضيق التنفس والسعال المزمن نتيجة لتضييق الشعب الهوائية وتلف أنسجة الرئة. هذا المرض يعتبر من أبرز أسباب الوفيات حول العالم، ويتطلب علاجه إدارة شاملة تشمل تغييرات في نمط الحياة، الأدوية، والعلاجات المساندة. في السنوات الأخيرة، برز فيتامين B3، المعروف أيضًا بالنياسين، كعنصر غذائي يحمل إمكانيات كبيرة في تخفيف أعراض الانسداد الرئوي المزمن وتحسين جودة الحياة للمرضى.

فيتامين B3، أو النياسين، هو أحد فيتامينات مجموعة B الذائبة في الماء. يتوفر بشكل طبيعي في العديد من الأطعمة مثل اللحوم، الأسماك، الحبوب الكاملة، والمكسرات. هذا الفيتامين يلعب دورًا حيويًا في العمليات الأيضية للجسم، حيث يساعد في تحويل الكربوهيدرات والدهون إلى طاقة، كما يساهم في تحسين صحة الجلد، الجهاز العصبي، ووظائف القلب والأوعية الدموية.

أظهرت الأبحاث الحديثة أن النياسين قد يكون له دور إيجابي في تخفيف الالتهابات المزمنة التي تصاحب أمراض الجهاز التنفسي، بما في ذلك الانسداد الرئوي المزمن. هذه الفوائد تعود إلى خصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للالتهاب، التي تساعد في تقليل الإجهاد التأكسدي في الرئتين الناتج عن التدخين أو الملوثات البيئية.

يساهم فيتامين B3 بشكل كبير في تخفيف أعراض الانسداد الرئوي المزمن من خلال عدة آليات فعالة. أولاً، يساعد النياسين في تقليل الالتهابات المزمنة التي تعد من الأسباب الرئيسية لتفاقم هذا المرض، إذ يعمل على تقليل إنتاج السيتوكينات الالتهابية، وهي المواد المسؤولة عن زيادة الالتهاب في الشعب الهوائية. هذه الخاصية المضادة للالتهاب تعزز من صحة الجهاز التنفسي وتقلل من الأعراض الحادة للمرض.

بالإضافة إلى ذلك، أظهرت الدراسات أن فيتامين B3 يمكن أن يحسن من وظائف الرئة بشكل ملحوظ. فهو يعزز تدفق الدم إلى الرئتين، مما يقلل من الشعور بضيق التنفس ويتيح للمرضى ممارسة أنشطتهم اليومية بمرونة أكبر. كما أن دوره كمضاد قوي للأكسدة يساعد في حماية أنسجة الرئة من الإجهاد التأكسدي الناجم عن الجذور الحرة، التي تساهم في تفاقم تلف الرئتين وتدهور وظائفها.

لا يقتصر دور النياسين على هذه الجوانب فقط، بل يعزز أيضًا من استجابة الجهاز المناعي. إذ يعمل على زيادة إنتاج خلايا الدم البيضاء، التي تلعب دورًا حيويًا في مكافحة العدوى الرئوية التي قد تزيد من تعقيد الحالة لدى مرضى الانسداد الرئوي المزمن. هذه الخصائص تجعل من فيتامين B3 عنصرًا غذائيًا داعمًا لتحسين صحة المرضى وإدارة المرض بفعالية.

يمكن الحصول على فيتامين B3 من مصادر طبيعية عديدة، مثل الدجاج، التونة، السلمون، الأرز البني، الفول السوداني، والحليب. وفي حالة عدم كفاية الكميات المتناولة من الغذاء، يمكن اللجوء إلى المكملات الغذائية تحت إشراف طبي متخصص لضمان الجرعة المناسبة وتجنب أي آثار جانبية محتملة.

هذا وتختلف الجرعة اليومية الموصى بها من فيتامين B3 حسب العمر والجنس، لكن البالغين يحتاجون في المتوسط إلى حوالي 16 ملغ للرجال و14 ملغ للنساء يوميًا. الجرعات الأعلى قد تكون ضرورية لبعض المرضى تحت إشراف طبيب.

رغم الفوائد الكبيرة، يجب الانتباه إلى أن الجرعات العالية من النياسين قد تسبب آثارًا جانبية مثل احمرار الجلد، الغثيان، واضطرابات في الكبد. لذلك، يُفضل استشارة الطبيب قبل تناول المكملات الغذائية.

الأكثر قراءة

ما قضيّة لبنان ما لبنان بعد الحرب ؟