- وقف اطلاق النار قد يعيد بعض الحيوية التي افتقدها حلال سنة وشهرين من الحرب المدمرة وكذلك الثقة إلى لبنان المُنهَك، فيستعيد مؤسساته الدستورية وينهض بقطاعاته الاقتصادية ويحرّك سوقه الاستثمارية... هذه الثقة التي من المأمول أن تؤتي برئيس للجمهورية وترفد اقتصاد الوطن بجرعات نمو بات معدوماً.
فمع دخول الهدنة بين "حزب الله" وإسرائيل حيّز التنفيذ على رغم اقتصارها على 60 يوماً، تنفّس الاقتصاد اللبناني الصعداء مع لجم الخسائر الاقتصادية وتوقف النزف المادي والدمار شبه الشامل في موازاة زهق الأرواح...
رئيس دائرة الأبحاث الاقتصادية والمالية في بنك بيبلوس الخبير الاقتصادي الدكتور نسيب غبريل يتحيّن اليوم الفرصة "للانطلاق بالمسح الميداني للتأكد من أرقام الخسائر الاقتصادية المباشرة وغير المباشرة التي نَجَمت عن الحرب الإسرائيلية على لبنان، والتي حالت الغارات المتواصلة دون إحصائها".
ولم يغفل الإشارة إلى "استعادة الثقة التي ستنجم عن وقف العدوان الإسرائيلي على لبنان، لكنها لا تكتمل بدون انتظام عمل المؤسسات الدستورية بدءاً من انتخاب رئيس للجمهورية وتأليف حكومة فاعلة... فالتعطيل المُمَنهَج للمؤسسات أوصل لبنان إلى مؤشرات سلبية على مستوى الحوكمة والإدارة الرشيدة! لذلك يجب احترام المُهَل الدستورية وغيرها".
ويحدّد في السياق، "القطاعات الاقتصادية التي ستتظهّر فيها التداعيات الإيجابية لوقف إطلاق النار، وهي الأكثر تضرراً من العدوان الإسرائيلي، بدءاً من:
- القطاع السياحي الذي سينتعش مجدداً مع حلول عيدَي الميلاد ورأس السنة، فالهدنة ستشجّع عدداً كبيراً من اللبنانيين على تمضية هذه الأعياد في لبنان...وتعود بالتالي تدريجياً شركات الطيران العربية والأجنبية إلى تسيير الرحلات في اتجاه مطار بيروت.
وإذا استمرت الهدنة وتحوّلت إلى وقف إطلاق نار دائم بعد مدة الشهرَين، فسينتعش القطاع السياحي في العام 2025 ويحقق أداءً شبيهاً للعام 2023.
- قطاع التجزئة الذي يستفيد منه عدد كبير من القطاعات الرديفة، فمن المتوقع خلال عيدَي الميلاد ورأس السنة ومع عودة الاستقرار، أن تتحرّك عجلة استهلاك العائلات والأفراد تدريجياً وتتوسّع على مجالات عديدة أخرى غير السلع الحياتية الأساسية، لكن ليس بالمستوى الذي وصلت إليه في العام 2023 كون هناك عديد من اللبنانيين فقدوا أشغالهم ومصادر رزقهم كما أن شركات عدة تضرّرت بشكل مباشر وبالتالي أصبح موظفوها وعمالها بدون عمل.
- قطاع التعليم الذي سيستعيد انتظامه مع عودة النازحين.
- قطاع البناء والمقاولات الذي سيتفعّل مع انطلاق قطار إعادة الإعمار في المناطق المدمَّرة، ما يؤدي بالتالي إلى ارتفاع الطلب على شركات المقاولات والبناء. هنا، يكمن التحدّي في مصدر التمويل! وفي حال تأمّن التمويل "افتراضياً"، سينتعش عمل قطاع المقاولات بالتأكيد.
في المقلب الآخر، يُشير غبريل إلى "قطاعات اقتصادية أخرى ستستلزم وقتاً طويلاً لتعود إلى مستواها السابق، يتقدّمها القطاع الزراعي الذي لَحِقَ به دمار هائل وتحديداً في محافظَتَي الجنوب والنبطية كما في البقاع، خصوصاً أن هناك مساحات كبيرة من الأراضي الزراعية تقصّد العدو الإسرائيلي قصفها بالقنابل الحارقة ما يتطلب سنوات طويلة كي تصبح صالحة للزراعة مجدداً".
ويتوقع أن تؤدي هذه الحرب "التي بدأت في 8 تشرين الأول 2023 وتوقفت فجر 27 تشرين الثاني 2024، إلى انكماش اقتصادي ما بين 6% و7% في العام 2024. ويقول: سيشهد العام 2025 مع انطلاق ورشة الإعمار والاستعادة التدرييجة للحركة الاقتصادية على رغم التحديات، نمواً إيجابياً في الاقتصاد اللبناني، إنما من المُبكر جداً تحديد الأرقام منذ اليوم".
وبالنسبة إلى المالية العامة، يؤكد غبريل أن "مصرف لبنان استطاع الحفاظ على استقرار سعر الصرف في السوق النقدية وضخّ سيولة في الاقتصاد، ومن المتوقع أن يحافظ على هذا الاستقرار خلال مرحلة وقف إطلاق النار".
لكنه لم يتوقع أن "تحقق الموازنة العامة فائضاً على رغم وقف إطلاق النار، لأن الإيرادات المتوقعة في خلال الأشهر الممتدة من أيلول إلى كانون الأول، لم ولن تتحقق".
.."الأولوية اليوم لإعادة لبنان إلى الأسواق المالية والمصرفية والتجارية العالمية... معطوفة على انتظام العلاقة الرسمية مع حاضنة لبنان العربية المتمثلة في دول مجلس التعاون الخليجي العربي وفي طليعته المملكة العربية السعودية..." يختم غبريل قراءته الاقتصادية لما بعد 27 تشرين الثاني 2024.
يتم قراءة الآن
-
بشرى سارة من مصرف الاسكان : القرض بات ١٠٠ الف دولار لشراء السكن و١٠٠ الف للبناء و٥٠ الف للترميم حبيب للديار :هدفنا وقف نزف هجرة الشباب ولا وساطات بل منصة تقبل الطلبات
-
ساعة اهتزت عظام نتنياهو
-
ترامب سنجتمع مع ايران الاسبوع القادم وقد نصل معها الى اتفاق الرئيس عون يشدد على اهمية اليونيفيل واستفزاز «اسرائيلي» ضد قادة القوات الدولية بعد تفجير كنيسة مار الياس بدمشق تهديدات داعشية لكنائس حمص وحماة وحلب
-
النزوح السوري الجديد الى شمال لبنان: روايات مذهلة عن مجازر وخطف وسبي واغتصاب
الأكثر قراءة
-
ترامب سنجتمع مع ايران الاسبوع القادم وقد نصل معها الى اتفاق الرئيس عون يشدد على اهمية اليونيفيل واستفزاز «اسرائيلي» ضد قادة القوات الدولية بعد تفجير كنيسة مار الياس بدمشق تهديدات داعشية لكنائس حمص وحماة وحلب
-
بشرى سارة من مصرف الاسكان : القرض بات ١٠٠ الف دولار لشراء السكن و١٠٠ الف للبناء و٥٠ الف للترميم حبيب للديار :هدفنا وقف نزف هجرة الشباب ولا وساطات بل منصة تقبل الطلبات
-
خداع الرئيس ترامب لايران واسرائيل معا وتحكم أميركي بدوائر النفوذ
عاجل 24/7
-
23:16
زعيم المعارضة "الإسرائيلية" يائير لابيد: حان وقت إنهاء الحرب في غزة وعلى القيادة أن تعرف كيف تغير استراتيجيتها عندما تفشل، وليس من الصواب أن نترك مقاتلي الجيش "الإسرائيلي" داخل غزة ليكونوا أهدافا لمزيد من الهجمات.
-
23:16
65 شهيدا في غارات "إسرائيلية" على مناطق عدة بالقطاع منذ فجر اليوم.
-
23:16
المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة: قلقون من تصاعد العنف بالضفة وندين هجمات المستوطنين على الفلسطينيين.
-
23:15
وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي: لدينا مباحثات ومداولات داخلية بشأن مصالح الشعب الإيراني وهي مسألة منفصلة عن التفاوض، ولا ينبغي أخذ بعض التكهنات بشأن استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة على محمل الجد.
-
22:31
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين: الصراع بين "إسرائيل" وإيران أصبح من الماضي وذلك يفتح الباب أمام تطوير العلاقات مع كل دول الشرق الأوسط.
-
22:17
الديوان الأميري القطري: الرئيس التركي أشاد بالجهود التي بذلها أمير دولة قطر في تيسير التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل.
