اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

تشير حبيبات الزركون البالغ عمرها 4.45 مليار سنة، والتي تم استخراجها من نيزك مريخي عثر عليه في الصحراء الكبرى في عام 2011، إلى أن المريخ كان يحتوي ذات يوم على أنظمة مائية.

ويقول العلماء إن المريخ ربما كان يمتلك ذات يوم أنظمة حرارية مائية حارة، وفقا لدراسة نُشرت في Science Advances.

ويشير الاكتشاف الذي قاده باحثون في جامعة كيرتن ومقرها بيرث، أيضا إلى أن الكوكب ربما كان صالحا للسكن في مرحلة ما من ماضيه وكان لديه الظروف اللازمة لدعم الحياة الميكروبية.

ودرس الفريق عينات من صخرة فضائية تسمى NWA7034، والتي تشتهر باسم "الجمال الأسود".

وعلى عكس معظم النيازك المريخية، والتي هي في الأساس صخور نارية أو صخور وشاحية، يوفر "الجمال الأسود" رؤى فريدة من نوعها في التاريخ الجيولوجي للمريخ، حيث أنه يتكون من عينات تربة سطحية تحتوي على مئات من الشظايا الصخرية والمعادن المأخوذة من مصادر متعددة على سطح الكوكب الأحمر.

وأظهرت الفحوصات باستخدام تقنيات متطورة لفحص الزركون تعرف بالميكروسكوب من المقياس الميكروي إلى النانوي، أن الزركون تعرض لصدمات ناتجة عن تأثير من نيزك NWA7034. بمعنى أنه عند اصطدام هذا النيزك بكوكب المريخ، حدثت صدمات قوية أثرت على الزركون الموجود في الصخور المريخية التي تم إحضارها إلى الأرض مع النيزك.

واكتشف العلماء أدلة على أن الزركون تشكل في بيئة كانت تحتوي على مياه حارة على المريخ منذ 4.45 مليار سنة. وهذه الظروف كانت مشابهة لتلك التي تحدث في الأنظمة المائية الساخنة على الأرض (مثل الينابيع الحارة أو البرك الساخنة).

ويقول آرون كافوسي، عالم الكواكب من مركز علوم وتكنولوجيا الفضاء بجامعة كيرتن في أستراليا، إن "الجمال الأسود" فريد من نوعه لأنه عينة من الريغوليث من سطح المريخ، تشبه التربة، وتحتوي على مئات من شظايا الصخور والمعادن من مصادر مختلفة عبر الكوكب.

ويُعتقد أن نحو 20 نيزكا تم العثور عليها على الأرض قد تم إخراجها من المريخ أثناء الاصطدام الذي أرسل حجر "الجمال الأسود" الأصلي إلى هنا.

وكشفت حبيبات الزركون الصغيرة داخل النيزك، التي تمت دراستها لأول مرة في عام 2022، عن رؤى حول تكوين القشرة المبكرة للمريخ وحفظت أدلة على اصطدامات نيزكية سابقة. ولاحظ كافوسي أن هذه النيازك توفر أدلة قيمة لتجميع التاريخ الجيولوجي للمريخ.

وتم استخدام تقنيات كيمياء النانو للكشف عن العناصر الكيميائية في الزركون المريخي، مثل الحديد، والألمنيوم، واليتريوم، والصوديوم، والتي تم دمجها أثناء تشكيل الزركون قبل 4.45 مليار سنة. وهذه العناصر تشير إلى وجود ماء أثناء النشاط البركاني المريخي في ذلك الوقت، ما يدل على إمكانية وجود أنظمة مائية حرارية مشابهة لتلك التي تلعب دورا في تكوين الحياة على الأرض.

الأكثر قراءة

حزب الله يتدخل لانقاذ «وقف النار»... الاتفاق «يهتز ولا يقع»؟ العدو يريد فرض وقائع ميدانيّة... «والكرة» في ملعب الدول الضامنة