التغيّرات في الصوت... مؤشر مُبكر على الإصابة بسرطان الرئة!

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

سرطان الرئة هو واحد من أكثر أنواع السرطان شيوعًا وخطورة، وغالبًا ما يُكتشف في مراحل متأخرة بسبب غياب الأعراض المبكرة الواضحة. ومع ذلك، يشير الدكتور ميلان هان، أستاذ أمراض الرئة بجامعة ميشيغان، إلى أن التغيرات في الصوت قد تكون من العلامات المبكرة التي تنذر بوجود مشكلة خطرة، وربما تشير إلى الإصابة بسرطان الرئة. هذه الملاحظة تسلط الضوء على أهمية الانتباه إلى إشارات الجسد، خاصة تلك التي قد تبدو بسيطة أو غير مقلقة.

تغير الصوت لدى المرضى المصابين بسرطان الرئة يمكن أن يحدث نتيجة لتأثير الورم على الأحبال الصوتية أو الأعصاب المحيطة بها. أحد أبرز الأسباب هو ضغط الورم على العصب الحنجري الراجع، وهو العصب المسؤول عن التحكم في الأحبال الصوتية. عندما يتأثر هذا العصب، يمكن أن يؤدي ذلك إلى بحة في الصوت أو صعوبة في التحدث.

بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يؤدي انتشار الورم في المناطق القريبة من الحنجرة أو الصدر إلى التسبب في تغيرات في جودة الصوت، مثل جعله أكثر خشونة أو ضعفًا. وفي بعض الحالات، قد تترافق هذه التغيرات مع أعراض أخرى، مثل السعال المزمن، صعوبة التنفس، أو ألم في الصدر، ما يعزز ضرورة الانتباه لهذه العلامات.

يشدد الدكتور "هان" على أن التغيرات في الصوت لا يجب أن تُهمل، خاصة إذا استمرت لفترة طويلة أو صاحبتها أعراض أخرى. يقول الدكتور: "التغيرات الصوتية ليست دائمًا نتيجة لحالة بسيطة مثل التهاب الحلق. في بعض الحالات، قد تكون تحذيرًا مبكرًا لحالة أكثر خطورة".

التشخيص المبكر يلعب دورًا حاسمًا في تحسين فرص العلاج والبقاء على قيد الحياة لدى مرضى سرطان الرئة. لذلك، يُنصح الأفراد الذين يعانون من تغيرات مستمرة في الصوت أو أي أعراض تنفسية غير طبيعية بالتوجه إلى الطبيب لإجراء الفحوصات اللازمة، والتي قد تشمل تصوير الأشعة السينية، الأشعة المقطعية، أو حتى فحص الحنجرة باستخدام المنظار.

تظل عوامل الخطر الرئيسية لسرطان الرئة معروفة، وتشمل:

- التدخين: يعتبر التدخين السبب الأول والرئيسي لسرطان الرئة. يحتوي دخان التبغ على مواد كيميائية مسرطنة تؤدي إلى تلف أنسجة الرئة مع مرور الوقت.

- التعرض للمواد الضارة: مثل الأسبستوس، والغازات السامة، أو التلوث الهوائي.

- التاريخ العائلي: وجود حالات سرطان الرئة في الأسرة قد يزيد من خطر الإصابة.

- الأمراض المزمنة: مثل أمراض الانسداد الرئوي المزمن، قد تزيد من احتمالية الإصابة بسرطان الرئة.

على الرغم من أن سرطان الرئة يُعد من الأمراض المعقدة، إلا أن الوقاية منه ليست مستحيلة. الإقلاع عن التدخين هو الخطوة الأهم، بالإضافة إلى تجنب التعرض للمواد الضارة، والحفاظ على نمط حياة صحي يتضمن نظامًا غذائيًا متوازنًا وممارسة النشاط البدني بانتظام.

كما أن الفحوصات الدورية تلعب دورا حيويا في الكشف المبكر عن سرطان الرئة، خاصة بالنسبة للأفراد الذين يعانون من عوامل خطر عالية. هذه الفحوصات تشمل التصوير الشعاعي أو التصوير المقطعي منخفض الجرعة، الذي أثبت فعاليته في الكشف عن الأورام في مراحلها المبكرة.