الإنهيار السريع في سوريا يُهدد طريق طهران ــ بيروت؟
في الحرب السورية، كان لافتا بالامس اعلان الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم وقوف الحزب مع سوريا، وهو امر لم يكن مفاجئا، بوجود مستشارين عسكريين للحزب، وربما قد يتعزز وجودهم في الساعات القليلة المقبلة، لكن وفق مصادر ديبلوماسية، فان اليد العليا تبدو اليوم في صالح تركيا، التي تريد فرض امر واقع سياسي، وهو ما برز واضحا في اتصال الرئيس التركي رجب طيب اردوغان مع الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيرش، حيث اكد له ان وضعا جديدا يتكون في سوريا ،وعلى النظام التحدث الآن مع المعارضة.
وبانتظار اللقاء الروسي- التركي- الايراني – القطري المرتقب، تبقى الخشية بحسب المصادر الديبلوماسية، من خروج الامور عن سيطرة تركيا، التي لا تسيطر بشكل كامل على «جبهة النصرة» التي تتلقى دعما اميركيا- «اسرائيليا» استخباراتيا، وقد تحاول الاستفادة من تقدمها على الارض لفرض وقائع لا تتماشى مع الاجندة التركية.
1701 ميداني!
اما ايران فقد تكون امام تحد هو الاخطر، بعد توقف العدوان «الاسرائيلي» على حزب الله، لان هدف الحرب واضح ، وهو قطع الطريق بين بيروت وطهران ، والآن يتحقق ميدانيا، وكأنه تنفيذ من خارج السياق للقرار 1701 ،بمنع اعادة تسليح المقاومة عبر اسقاط او محاصرة النظام السوري، ولهذا فان الساعات والايام المقبلة ستكون حاسمة، ولا تحتمل الامور التردد او القراءات الخاطئة، لان النتيجة ستكون خطيرة للغاية، وبالغة السوء استراتيجيا على الجمهورية الاسلامية ومحور المقاومة، فهل تضطر طهران الى ارسال قوات نظامية الى سوريا كما المح اكثر من مسؤول رسمي؟
متى تتحرّك إيران؟
وفي هذا السياق، نقلت وكالة «تسنيم» الايرانية عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، أن إيران ستفكر في إرسال قوات إلى سوريا إذا طلبت دمشق ذلك، فيما الحديث يجري أن إيران تعتمد حاليًّا على دعم غير مباشر لسوريا عبر فصائلها التابعة لها، لكنها قد تلجأ إلى تدخل عسكري مباشر في حال حدوث تهديدات خطيرة لدمشق، وأعادت طهران إرسال جواد غفاري، أحد قادة الحرس الثوري الإيراني، إلى سوريا لقيادة القوات التابعة لإيران. ويلقب غفاري بلقب «الجنرال الشرس» نظرًا لدوره الفاعل في الحرب.
ماذا تريد تركيا؟
ويرى بعض المراقبين ان الهجوم جزء من جهود أنقرة للضغط على الأسد، لتطبيع العلاقات والتفاوض على حل سياسي للحرب الأهلية، وهو من شأنه أن يمنح أردوغان الفرصة لإعادة 4.7 مليون لاجئ سوري يعيشون في تركيا. ومن المرجح أن تأتي المصالحة بتكلفة كبيرة للأكراد، وتتضمن تقليص شبه استقلالهم في الشمال الشرقي أيضاً. وتعمل تركيا ووكلاؤها بالفعل على توسيع سيطرتهم على البلدات والقرى الخاضعة لسيطرة الأكراد والمتاخمة للحدود. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، استولى «الجيش الوطني السوري»، الذي ترعاه تركيا، على معقل الأكراد في تل رفعت، إلى جانب بلدات وقرى أخرى تابعة لـ «قوات سوريا الديمقراطية» شرق حلب.
الخسارة الروسية
وفي خطوة لافتة، اقالت القيادة الروسية عدد من الجنرالات المسؤولين عن المف السوري، ويعتبر تقدم قوات المعارضة السورية المسلحة، يمثّل تهديداً خطيراً لطموحات روسيا في الشرق الأوسط، حيث تعرضت لنكسة تكتيكية في سوريا.
ووفق مصادر ديبلوماسية، فان النكسات الروسية في حلب وحماة تظل حتى الآن تكتيكية، وذات آثار محدودة على حملتها في أوكرانيا. ولكن ثمة خشية ان تتحول الأحداث الأخيرة إلى صداع إستراتيجي لموسكو، مع دخول الرئيس الأميركي المقبل دونالد ترامب الى البيت الابيض. لهذا فان الموقف الروسي سيكون حاسما لتغيير الوقائع على الارض، حيث تسعى روسيا جاهدة لوقف تقدم المسلحين، دون الحاجة إلى إرسال تعزيزات إلى سوريا، لكن لا يبدو ان الامر مجديا حتى الآن.
«إسرائيل» المستفيد الاول
في هذا الوقت، تبدو «إسرائيل» المُستفيد الأكبر، حيث قال مسؤول «إسرائيلي» لصحيفة «تايمز أوف إسرائيل»، إن مصلحة «إسرائيل» أن تستمر الأطراف المتصارعة في قتال بعضهم البعض، واذا وصلت الفصائل المسلحة إلى مدينة حمص، فانها ستقطع طرق إمداد حزب الله بالسلاح، الأمر الذي يخدم «إسرائيل»، ويتناسق مع تهديدات رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو، الذي توعّد الرئيس السوري بشار الأسد بالقول إنه يلعب بالنار.
ميدانيا، اعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلّحة السورية أن قواتها المسلحة خاضت، على مدى الأيام الماضية، معارك ضارية للصد والإفشال للهجمات العنيفة والمتتالية، والتي شنتها أعداد ضخمة من التنظيمات الإرهابية على مدينة حماة، من مختلف المحاور، تزامنا مع كشف وزارة الدفاع السورية أنّ دفاعاتها الجوية أسقطت مسيرتين معاديتين فوق أجواء دمشق، ومراسل الميادين يفيد بتواصل الاشتباكات بين الجيش السوري والمسلحين على عدد من محاور مدينة حماة.
فقد أفادت مصادر اعلامية بأنّ اجتماعاً ثلاثياً مرتقباً لوزراء خارجية العراق وإيران وسوريا، سيعقد في بغداد اليوم. وذلك بالتزامن مع الإعلان عن زيارة مرتقبة لوزير الخارجية الإيراني، عباس عراقتشي، إلى بغداد الجمعة أيضاً. يأتي هذا الاجتماع على وقع التطورات الخطيرة على الساحة السورية.
وفي وقت سابق، أكّد رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض من قاطع عمليات غرب نينوى (شمالي العراق) رفع الجاهزية الأمنية عند الحدود العراقية - السورية. وذلك بعد أن أعلن، الاستعداد التام للحشد والقوات الأمنية العراقية في التصدّي للمجاميع الإرهابية على الحدود السورية. وبحث وزير الخارجية الإيراني عباس عراقتشي، خلال اتصال هاتفي مع نظيره المصري بدر عبد العاطي، التطورات في سوريا، وأكّدا دعمها في مواجهة الإرهاب. كما أكّد عراقتشي سياسات إيران الثابتة في دعمها لسوريا، حكومة وشعباً، في مواجهة الإرهاب.
من جهته أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية ديمتري بيسكوف، أن حجم المساعدة المطلوبة من روسيا للسلطات السورية، لمحاربة المسلحين الإرهابيين، يعتمد على تقييم الوضع في البلاد. وقال بيسكوف: «اعتماداً على تقييم الوضع، سيكون من الممكن الحديث عن درجة المساعدة اللازمة للسلطات السورية من أجل التعامل مع المسلحين والقضاء على هذا التهديد». في هذا الإطار، أشار إلى أنّ روسيا تراقب من كثب ما يحدث في سوريا وتجري حواراً مستمراً مع دمشق.
الوضع الميداني
ميدانيا، أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلّحة السورية، «أن قواتها المسلحة خاضت، على مدى الأيام الماضية، معارك ضارية للصد والإفشال للهجمات العنيفة والمتتالية، والتي شنتها أعداد ضخمة من التنظيمات الإرهابية على مدينة حماة، من مختلف المحاور، مستخدمة كل الوسائط والعتاد العسكري، ومستعينة بالمجموعات الانغماسية».
وأضافت القيادة العامة في بيان، أنه « ومع اشتداد المواجهات بين جنودنا والمجموعات الإرهابية، وارتقاء أعداد من الشهداء في صفوف قواتنا، تمكنت تلك المجموعات من اختراق عدة محاور في المدينة، ومن دخولها على رغم تكبدها خسائر كبيرة في صفوفها». وأعلنت «أن الوحدات العسكرية المرابطة في حماة، قامت بإعادة الانتشار والتموضع خارج المدينة، من أجل المحافظة على أرواح المدنيين من أهاليها، وعدم زجهم في المعارك داخل المدينة». وأكدت «أنها ستواصل القيام بواجبها الوطني في استعادة المناطق التي دخلتها التنظيمات الإرهابية».
وكانت مصادر ميدانية من مدينة حماة السورية أكدت أنّ المسلحين على الرغم من استخدامهم المسيّرات ومختلف صنوف الأسلحة، تكبّدوا خسائر ضخمة في المدينة. وأوضحت أنّ المسلحين من قوات النخبة، فيما يسمى «العصائب الحمراء»، وقعوا في كمين للجيش السوري في جبل زين العابدين، لافتةً إلى أن معركة حماة من أضخم المعارك، التي نفذها المسلحون منذ بدء الهجوم قبل أيام، واستخدموا فيها المسيّرات ومختلف صنوف الأسلحة. وأضافت أنّ «المعارك امتدت، طوال ساعات المساء حتى ساعات الفجر، وأدت إلى مقتل العشرات وانسحاب من تبقى من المجموعات المهاجمة»، مؤكدةً أن أعداد قتلى المسلحين في كمين الجيش السوري في جبل زين العابدين تجاوزت 300 قتيل.
وكان أفاد مصدر عسكري في وزارة الدفاع السورية، بأنّ وسائط الدفاعات الجوية تصدّت لطيران معادٍ مسيّر في أجواء العاصمة دمشق، مشيراً إلى أنه تمّ إسقاط طائرتين مسيرتين. وأكّد المصدر نفسه أنه «لم تقع إصابات بشرية أو خسائر مادية»، خلال التصدّي للطائرات المسيرة المعادية.
وفي سياق متصل، أفيد بأنّ الاشتباكات العنيفة لا تزال مستمرة بين الجيش السوري والجماعات المسلّحة على عدد من المحاور في محيط مدينة حماة، وأنّ الجيش السوري يتصدّى للهجوم العنيف للجماعات المسلّحة أيضاً في الأحياء الشمالية الشرقية لحماة. ولفت إلى أنّ «مضادات الجيش السوري تتصدّى لمسيرات معادية في محيط جبل زين العابدين شمالي حماة».
وأكّد الجيش السوري أنه أسقط عشرات الطائرات المسيّرة على محوري جبل زين العابدين والمزارب، مشيراً إلى أنه على مدى الأيام الماضية، «خاضت قواتنا معارك ضارية لصدّ وإفشال الهجمات العنيفة والمتتالية للجماعات المسلّحة على حماة».
يتم قراءة الآن
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:37
الجيش "الإسرائيلي" نفذ غارات وهمية فوق اقليم التفاح والنبطية
-
23:11
النائب ابراهيم كنعان: لست خيار أحد رئاسيّاً واسمي طُرح من قبل البطريرك لا من قبل كتلة نيابيّة ويجب انتخاب رئيس ضمن اتفاق لبناني - لبناني.
-
23:11
كنعان: أنا لا أهرب من المسؤولية وبإمكاني خدمة بلدي من أي موقع خصوصاً الموقع الرئاسي.
-
22:25
موقع "وللا" عن مسؤولين "إسرائيليين": لا تزال هناك فجوات كبيرة رغم إحراز بعض التقدم في الدوحة، والمفاوضات لم تنهر لكنها عالقة.
-
22:25
القناة 13 عن الجيش "الإسرائيلي": أصوات الانفجارات التي سمعت في "إسرائيل" صادرة عن عمليات للجيش في شمال قطاع غزة.
-
22:24
جيروزاليم بوست عن مسؤولين "إسرائيليين" وأميركيين: فرص التوصل لاتفاق في غزة قبل تنصيب ترامب ضئيلة.