تواصل دولة قطر إثبات دورها المحوري كلاعب أساسي في تشكيل النقاشات العالمية وإيجاد الحلول المبتكرة للتحديات الملحة التي يواجهها العالم. في نسخته الثانية والعشرين، جسد منتدى الدوحة 2024 تحت شعار "حتمية الابتكار" رؤية قطر نحو بناء مستقبل أكثر أمانًا واستدامة. بحضور أكثر من 4500 شخصية بارزة من 150 دولة، بما في ذلك رؤساء دول وحكومات، وزراء، أكاديميون، وممثلون عن المنظمات الدولية والمجتمع المدني، أثبت المنتدى مرة أخرى قدرته على أن يكون منصة جامعة للحوار البناء والتعاون العالمي.
وقد شكل المنتدى فرصة استثنائية لمناقشة قضايا حاسمة تتراوح بين التوترات الجيوسياسية والأزمات الإنسانية، وصولاً إلى الاستفادة من التقنيات الناشئة لتحقيق التنمية والسلام. من خلال 80 جلسة نقاشية شارك فيها خبراء ومفكرون، عكست الدوحة التزامها الراسخ بتوظيف الابتكار كأداة جوهرية للتعامل مع الأزمات العالمية، بعيدًا عن الحلول التقليدية التي أثبتت محدوديتها.
إن هذا الحدث الدولي لم يكن مجرد ملتقى للأفكار، بل منصة للعمل والتأثير الحقيقيين، حيث سعت قطر إلى تقديم نموذج دبلوماسي وإنساني رائد من خلال جهودها المستمرة لتعزيز الحوار وتحقيق التفاهم المشترك. تجسد منتدى الدوحة 2024 رؤية قطر الطموحة لعالم يتسع للجميع ويحتفي بالتنوع، مؤكدًا أن الابتكار ليس مجرد خيار، بل هو ضرورة ملحة تفرضها تعقيدات الواقع المعاصر وسرعة تطور الأزمات العالمية.
افتتاح المنتدى
فقد افتتح أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني أمس أعمال منتدى الدوحة في نسخته الـ22، تحت شعار "حتمية الابتكار"، بحضور أكثر من 4500 من الشخصيات البارزة من 150 دولة، بينهم رؤساء دول، وحكومات، ووزراء، وبرلمانيون، وأكاديميون، وقادة أعمال، وممثلون عن المنظمات غير الحكومية ومفكرون، من دول مختلفة حول العالم، يركزون من خلال 80 جلسة على مناقشة الحلول المبتكرة للتحديات الملحة والأكثر خطورة في العالم، بدءا من التوترات الجغرافية السياسية والأمن العالمي، وصولا إلى الأزمات الإنسانية والتطورات التكنولوجية، وذلك لرسم خريطة طريق تقود نحو مستقبل أكثر أمانا واستدامة وازدهارا في عالم سريع التغير.
رئيس الوزراء القطري يحذر من حرب أهلية في سوريا
وألقى رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني كلمة خلال الافتتاح، قال فيها إن التمسك بالنهج التقليدي بالتعامل مع الأزمات المستعصية يؤدي إلى تفاقمها، وينبغي ابتكار أساليب جديدة لإنهاء العنف والتأسيس لسلام مستدام.
وأضاف أن ما نشهده في غزة هو دوامة عنيفة وأزمة إنسانية غير مسبوقة، وأوضح أن بقاء الوضع على ما هو عليه ستكون له تداعيات خطيرة تهدد أمن المنطقة.
وتابع أنه يجب وضع حد لاستمرار المأساة الإنسانية بغزة وامتداد تداعياتها إلى لبنان وسوريا.
وأشار رئيس الوزراء القطري إلى أن تجربة الهدنة التي تحققت أثبتت إمكانية نجاح العمل الدبلوماسي.
وبشأن المفاوضات بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية حماس، قال رئيس الوزراء القطري إن الخلافات بين الطرفين ليست جوهرية، مشيرا إلى أن قطر تتعاون مع الإدارة الأميركية للتوصل إلى وقف إطلاق النار في غزة.
كما حذر من اندلاع حرب أهلية في سوريا على خلفية الوضع فيها.
وقال:"لم نلاحظ أي تحرك جدي من بشار الأسد بشأن تصحيح العلاقة مع الشعب السوري.. هناك قلق من أن تهدد الحرب الأهلية وحدة سوريا إذا لم يتم التوصل لحل سياسي".
وأضاف أنه "ينبغي إرساء الإطار المطلوب كي نتوصل إلى حل مستدام في سوريا".
بالمقابل لفت الوزير القطري إلى أن "الإبادة الجماعية في غزة تهدد استقرار المنطقة.. وأن "المأساة الإنسانية المستمرة في غزة امتدت تداعياتها إلى لبنان وسوريا".
وأشار إلى أن "نجاح تجربة الهدنة المؤقتة في لبنان تؤكد إمكانية نجاح العمل الدبلوماسي" ،منوها "بأن العالم يقف على مفترق طرق مصيري، إما الاستسلام لدوامة العنف وإما ابتكار أساليب وحلول جديدة".
وقال: "لاحظنا تراجع الزخم المرتبط بالمفاوضات بشأن غزة قبل الانتخابات الأمريكية، وعدنا إلى دورنا في المفاوضات بشأن غزة بعد أن رأينا زخما جديدا.. عاد الزخم لمحادثات وقف إطلاق النار في غزة بعد انتخاب الرئيس دونالد ترامب".
ولفت إلى أنه في عالم تسارعت فيه الأحداث، وتعاظمت فيه الأزمات بشكل غير مسبوق علينا العودة إلى المبادئ الأساسية، مع ابتكار حلول جديدة للسلام والاستقرار والتنمية.
وأضاف: "من هنا أتى خيارنا لشعار منتدى الدوحة لهذا العام /حتمية الابتكار/ إدراكا منا لعمق التحديات التي تواجه الإنسانية، وحاجة العالم إلى رؤية جديدة تستشرف المستقبل، وتواجه الواقع بفاعلية، فالعودة إلى الحقائق الجوهرية، ثم معالجة المشكلات المستعصية بروح إبداعية، أصبحت حاجة ملحة".
ونبه إلى أن التجارب السابقة أثبتت أن التمسك بالنهج التقليدي في التعامل مع الأزمات المستعصية، لن يؤدي إلا إلى إعادة إنتاج التحديات ذاتها، وربما تفاقمها، وشدد في هذا الصدد على أنه لا بد من التوجه نحو حلول مبتكرة لمختلف القضايا الأساسية، السياسية منها والأمنية والبيئية وغيرها، بدءا من الأسباب الجذرية، مع مراعاة المبادئ والاستفادة من الأدوات المتاحة، واستكشاف الفرص التي توفرها التقنيات الناشئة.
وتابع: "نجتمع اليوم، والعالم يقف على مفترق طرق مصيرية، إما الاستسلام لدوامة العنف التي تعصف بالعديد من المناطق في أنحاء العالم، بما فيها منطقتنا هذه، وإما ابتكار أساليب وحلول جديدة تضمن ليس فقط إنهاء العنف الراهن فحسب، بل تعمل على تأسيس أرضية صلبة للسلام المستدام، والازدهار العادل الذي يضمن الاستقرار للأجيال القادمة".
ولفت إلى "أن ما نشهده في غزة اليوم يمثل بلا شك نموذجا صارخا لهذه الدوامة العنيفة، ومأساة إنسانية غير مسبوقة، بل إبادة جماعية تجري أمام أعيننا، سيكون لها تداعيات خطيرة تهدد استقرار المنطقة بأكملها، والتي ظهرت في أبرز صورها في لبنان، مما يدفعنا إلى توجيه أسئلة جوهرية حول فاعلية الأساليب التقليدية في التعاطي مع النزاعات، وتزداد هذه الأسئلة إلحاحا مع مرور كل يوم".
وأشار إلى المأساة الإنسانية المستمرة في غزة، والتي تمتد تداعياتها إلى لبنان وسوريا، ما يحتم بذل كل جهد ممكن لوضع حد فوري لها، مبينا أن تجربة الهدنة المؤقتة التي تحققت بجهود وساطة مشتركة من دولة قطر وجمهورية مصر العربية، والولايات المتحدة، وأدت إلى إطلاق سراح رهائن وتخفيف المعاناة الإنسانية، أثبتت إمكانية نجاح العمل الدبلوماسي متى ما توفرت الإرادة اللازمة، مؤكدا أن هذا النجاح تعزز بإنجازات أخرى لدولة قطر، كلم شمل الأطفال المتأثرين بالحرب الروسية الأوكرانية مع ذويهم، مما يقدم نموذجا عمليا لقدرة الدبلوماسية المبتكرة على تحقيق نتائج ملموسة.
وشدد على أن هذه النجاحات تعكس "رؤيتنا في التعامل مع الأزمات بنظرة شمولية، تتمحور حول الإنسان، وتستوعب الصراع من جوانبه المختلفة، الإنسانية والاقتصادية والسياسية والميدانية، وتبحث في الحلول الجزئية التي تقود إلى معالجة شاملة، وتقسم جذور الصراع ومسبباته إلى ملفات يمكن التعامل معها".
وأكد أن الأزمات المتلاحقة أظهرت حجم الفجوة بين الأساليب والمنظومات التقليدية من جهة، والتحديات المعاصرة المتسارعة من جهة أخرى، مؤكدا أن العالم اليوم في أمس الحاجة إلى مؤسسات مطورة للتعاون الدولي، تتجاوز الأطر التقليدية، وتعتمد مبادئ العدالة والشمولية مع الاستفادة من أدوات العصر الرقمي.
كما أكد في هذا الإطار أنه لا بد من وقفة جادة وصريحة أمام متغيرات هذا العصر، مضيفا "نحن نعيش في عصر يشهد تقدما تكنولوجيا هائلا، وتأتي هذه التقنيات المتقدمة التي يزخر بها عصرنا رغم إمكاناتها الهائلة، بتحديات وتهديدات ناشئة، مثل إمكانية إساءة استخدام الذكاء الاصطناعي والتمويل الرقمي والمركبات الجوية والبحرية غير المأهولة وغيرها من التقنيات والابتكارات الجديدة".
وشدد في هذا السياق على أنه ينبغي اتخاذ كل ما يمكن من أجل ضمان أن تظل هذه التقنيات أدوات لدفع عجلة التطور الاقتصادي، ووسائل لتعزيز السلام ورفاه الإنسان، لكنه أضاف متسائلا في هذا الخصوص "غير أن المفارقة المؤلمة تكمن هنا.. كيف يمكن لعالم يتباهى بإنجازاته التقنية أن يقف عاجزا أمام معاناة المدنيين في مناطق النزاع.. وكيف لمجتمع دولي يتحدث عن الابتكار أن يفشل، أو يعجز عن إيجاد آليات فعالة لحماية الأرواح، وضمان وصول المساعدات الإنسانية".
وقال مخاطبا المشاركين "إن حضوركم في هذا المنتدى من صناع القرار والمبتكرين والمفكرين وقادة المجتمع المدني، يؤكد إيماننا العميق بأن الحلول المبتكرة تنبع من تفاعل الأفكار وتكامل الرؤى والخبرات، فمنتدى الدوحة ليس مجرد منصة للحوار فحسب، بل يمثل منبرا للإبداع ومختبرا للأفكار الخلاقة، ونقطة انطلاق للحلول المبتكرة التي نحتاجها اليوم".
ومضى قائلا في كلمته "نحن قادرون على تعزيز الارتكاز على أسسنا الأخلاقية، وإيجاد حلول لتحديات اليوم بفكر متجدد، ورؤية مبتكرة، ففي زمن التحولات الكبرى، لم يعد التجديد خيارا، بل أضحى ضرورة وجودية للبقاء والتقدم، والحاجة، كما يقال هي أم الاختراع، ليس فقط في مجالات العلوم والهندسة، بل في صناعة السلام والعمل الدبلوماسي أيضا".
وحذر من أن المؤسسات والدول التي تتمسك بأساليب الماضي وأدواته، ستجد نفسها خارج دائرة التأثير في مجريات الأحداث وتطوراتها، مشددا على أن الابتكار الحقيقي يجب أن يظل موجها لخدمة الإنسانية جمعاء، ساعيا نحو تحقيق السلام والعدالة والرخاء للجميع دون استثناء.
ودعا رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية في ختام كلمته، المشاركين في المنتدى إلى استكشاف آفاق جديدة للعمل المشترك، وقال إن "مستقبلنا رهن بقدرتنا على الابتكار في سبيل السلام والتنمية المستدامة".
لافروف والأمير تميم يبحثان الوضع في سوريا وفلسطين
وعلى هامش المنتدى، بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني جملة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بينها الوضع في سوريا وفلسطين.
وجرى خلال اللقاء استعراض العلاقات الثنائية بين البلدين، والسبل الكفيلة بتعزيزها وتطويرها، إضافة إلى مناقشة عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، وأبرز الموضوعات المدرجة على جدول أعمال المنتدى، حسب وكالة الأنباء القطرية.
أمير قطر يبحث مع عراقجي العلاقات الثنائية والقضايا الإقليمية
كما اجتمع أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في العاصمة القطرية، الدوحة.
وأفادت وكالة الأنباء القطرية أن اللقاء تناول العلاقات الثنائية وسبل تعزيزها، بالإضافة إلى القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.
من جهتها، أعلنت الخارجية الإيرانية أن اللقاء تطرق إلى آخر التطورات المتعلقة باستمرار الإبادة الجماعية في قطاع غزة، والأوضاع في لبنان بعد الإعلان عن وقف إطلاق النار، والتطورات في سوريا.
وأعلن عراقجي، أن "المشاركين باجتماع أستانا في الدوحة أكدوا ضرورة وقف الاشتباكات في سوريا والحفاظ على وحدتها".
وقال "أكدنا على ضرورة تنفيذ قرارات الأمم المتحدة الصادرة بشأن الأزمة السورية".
ويأتي ذلك بعد اجتماع عقد في الدوحة بين وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا لمناقشة الوضع السوري في ظل استمرار هجوم الفصائل المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام.
أمير قطر يؤكد أهمية التعاون مع مصر
الى ذلك، أكد أمير قطر تميم بن حمد أهمية التعاون المصري القطري وتكاتف البلدين الشقيقين في مواجهة التطورات الإقليمية الحالية.
وخلال استقباله رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، أكد أمير قطر حرصه على استمرار فتح قنوات اتصال دائمة مع الدولة المصرية، بحسب بيان لرئاسة الوزراء في مصر.
وقال المتحدث باسم مجلس الوزراء المصري المستشار محمد الحمصاني، إن الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، أعرب، خلال اللقاء عن تقديره للدور المُهم والريادي الذي تلعبه الدولة المصرية في محيطها العالمي والإقليمي، في ضوء التطورات الحالية التي يشهدها الإقليم.
وأضاف أن أمير قطر أشار خلال اللقاء إلى مقابلته مع الرئيس السيسي، الشهر الماضي، على هامش انعقاد قمة العشرين في ريو دي جانيرو بالبرازيل، حيث تباحثا حول عدد من الملفات ذات الاهتمام المشترك، لاسيما تعزيز التعاون بين البلدين في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث.
كما أشار "تميم" إلى زيارة رئيس الوزراء القطري الأخيرة إلى مصر، مؤكدا ضرورة البناء على هذه الزيارة واستكمال العمل على ملفات التعاون المشترك بين البلدين.
وذكر الحمصاني، أن مدبولي من جانبه، نقل تحيات الرئيس عبدالفتاح السيسي، إلى أمير دولة قطر، ورغبته الجادة لتعزيز مختلف أوجه التعاون والتنسيق بين البلدين، والبناء على النقلة النوعية التي شهدتها العلاقات الثنائية المصرية القطرية خلال المرحلة الأخيرة على شتى الأصعدة؛ السياسية والاقتصادية والاستثمارية.
وأكد مدبولي، استمرار المشاورات مع فرق العمل من الحكومة القطرية لتنفيذ ما تم التوافق عليه خلال زيارة رئيس وزراء قطر إلى مصر نهاية شهر نوفمبر الماضي، معربا عن تطلعه إلى تنفيذ المشروعات التي تمت مناقشتها مع الجانب القطري في أقرب وقت ممكن.
وبحسب البيان، اتفق مدبولي مع ما تم طرحه بشأن أهمية التنسيق المشترك بين البلدين في مختلف الملفات المطروحة على الساحة في هذه المرحلة، بما يسهم فى تحقيق مصلحة البلدين.
ويشارك مدبولي، نيابة عن الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، في أعمال النسخة الثانية والعشرين من منتدى الدوحة 2024، الذي تستضيفه العاصمة القطرية الدوحة يومي 7 و8 كانون الأول الجاري.
هوكستين: الوضع في سوريا يضعف حزب الله وإيران
من جهته، اعتبر المبعوث الأميركي آموس هوكستين في كلمته خلال المنتدى أن "التطورات السورية تشكل نقطة ضعف جديدة لحزب الله في لبنان لأنه يصعب على إيران التي يبدو أنها بدأت بالانسحاب، إدخال الأسلحة وتهريبها إليه".
لكنه أضاف ، أنه "لا يعتقد أنه تم القضاء على حزب الله أو هزيمته".
إلا أنه أكد "أن الحزب الذي مني بخسائر فادحة خلال الأشهر الأخيرة لم يعد قويا بما يكفي لمهاجمة إسرائيل أو دعم الأسد"، وفق تعبيره.
إلى ذلك، رأى هوكستين أن "انهيار الجيش السوري أمام الفصائل المسلحة لم يكن مفاجأة كبيرة، لكن في المرة السابقة هبّت قوتان عظميان لمساعدته"، وفق قوله، في إشارة إلى إيران وروسيا الداعمتين لدمشق منذ تفجر الحرب الأهلية.
وزير خارجية العراق: نسعى لتجنب تأثير الأحداث السورية علينا
أكد وزير الخارجية العراقي فؤاد حسين، خلال لقاء نظيره الروسي سيرغي لافروف في العاصمة القطرية الدوحة، أن العراق مهتم بحماية حدوده وسلامة اراضيه. وذكر بيان تأكيد "الجانبين أن العراق وروسيا معنيان بالشأن السوري، وشددا على أهمية مراقبة التطورات بدقة واهتمام كبيرين".
وفي السياق، أكد حسين أن "العراق يسعى جاهداً إلى العمل على تجنب تأثير الأحداث السورية على أمنه واستقراره"، مبيناً أن "سياسة بغداد هي عدم التدخل في شؤون الدول وطرحنا مبادرة لحل الأزمة بسوريا". وفي هذا الاطار، أكد حسين أن "العراق مهتم بأن لا يكون جزءاً من هذا الصراع"، مشيراً إلى خطورة الأخير "وما قد يترتب عليها من أزمة إنسانية وشيكة". كذلك، أكد حسين مواجهة "أي هجوم على الجانب العراقي بقوة"، مشيراً إلى أن "حماية حدودنا مسؤوليتنا". وقال في الوقت نفسه "نريد الاستقرار والأمن بسوريا فحالة الفوضى ستؤثر على أمن العراق والمنطقة".
تكريم الصحافيين
وخلال جلسة افتتاح المنتدى، كرم أمير قطر صحافيين عملوا في مناطق الحروب، وتعرض بعضهم لإصابات في غزة ولبنان، من بينهم الزميل وائل الدحدوح.
وجاء هذا التكريم تقديرًا لتضحياتهم وجهودهم في نقل الأحداث من مناطق النزاع، حيث يواجهون مخاطر مستمرة من أجل إيصال الحقيقة إلى العالم.
وأكّد الشيخ خالد بن عبدالعزيز آل ثاني، مدير إدارة التطوير في المؤسسة القطرية للإعلام، سابقًا أن الصحفيين في مناطق النزاعات، وعلى رأسهم وائل الدحدوح، يُقدمون تضحيات جسيمة تشمل الإصابات وفقدان أحبائهم، من أجل نقل الحقيقة وتسليط الضوء على معاناة المدنيين في غزة.
وأشار إلى أن الصحافيين والإعلاميين أسهموا في إحداث تأثير دولي كبير بفضل عملهم الدؤوب، مؤكدًا ضرورة دعمهم المستمر تقديرًا لتفانيهم في أداء رسالتهم الإعلامية.
الدحدوح
وأعرب وائل الدحدوح عن امتنانه العميق لامير قطر وللقائمين على التكريم. وأشار إلى أن هذا التقدير هو تكريم لكل الشهداء من الصحافيين الذين دفعوا حياتهم ثمنًا لنقل الحقيقة من مناطق الصراع في غزة. كما أكد أن هذا التكريم يجدد عزمه على مواصلة العمل الصحفي رغم التحديات والمآسي التي يواجهها.
وقال الدحدوح: “إن الدعم الذي تلقيته من قطر ليس تكريمًا شخصيًا فحسب، بل هو تكريم لكل من يؤمن بحرية الإعلام وحق الشعوب في معرفة الحقيقة”.أمير دولة قطر يكرم وائل الدحدوح
وتطرق الدحدوح إلى التحديات التي تواجه الصحافيين في قطاع غزة، حيث يعانون من خطر دائم نتيجة الاستهداف المباشر، بالإضافة إلى معاناة شخصية كبيرة، كفقدان أفراد العائلة والأصدقاء أثناء تغطيتهم للعدوان.
وقال الدحدوح إن الحرب في غزة تمثل اختبارًا صعبًا لأي صحفي، حيث تختلط المعاناة المهنية بالإنسانية، ليجد الصحافي نفسه أحيانًا مضطرًا إلى توثيق مآسيه الشخصية بينما يواصل تغطية الأحداث.
أهمية الدعم الدولي للصحافيين في مناطق النزاعات
وشدد منتدى الدوحة على ضرورة تقديم الدعم الدولي للصحافيين العاملين في مناطق النزاع، حيث يُعدّون شهودًا على انتهاكات حقوق الإنسان والجرائم الحربية. وأكد المشاركون أن العمل الصحفي في هذه البيئات يتطلب شجاعة لا حدود لها، وهو ما تجسده قصة وائل الدحدوح والصحفيين الآخرين الذين كُرموا خلال المنتدى.
تكريم وائل الدحدوح وزملائه الصحافيين هو اعتراف عالمي بالدور المحوري الذي يلعبه الإعلام في تسليط الضوء على الأزمات الإنسانية ونقل الحقيقة من مناطق النزاع إلى العالم، مهما كلفهم ذلك من تضحيات شخصية ومهنية.
حتمية الابتكار عنوان المنتدى
العنوان الرئيسي لمنتدى الدوحة هذا العام هو حتمية الابتكار لإعادة تشكيل مستقبل يقود إلى واقع أكثر أمنا واستدامة.
ويركز منتدى الدوحة في نسخته هذا العام، وعلى مدار يومين، على بناء حوار حاسم حول التحديات العالمية، بدءا من حوكمة التكنولوجيا وحتى بناء السلام، وكذلك قوة التعاون في تشكيل الحلول التي تدفع نحو الإيجابية وكذلك التغيير على المستوى العالمي.
وحرصت اللجنة المنظمة للمنتدى على أن تستقطب نسخة هذا العام مشاركة قياسية من المتحدثين في جلسات المنتدى والمقابلات والفعاليات المصاحبة حيث سيشارك أكثر من 4500 مشارك من أكثر من 150 دولة، وأكثر من 300 متحدث، بينهم 7 رؤساء دول، و7 رؤساء حكومات، و15 وزير خارجية.
كما سيحضر المنتدى كبار المسؤولين وقادة المنظمات الإقليمية والدولية والأممية، عبر أكثر من 80 جلسة نقاشية، مما يعزز مخرجات المنتدى، ويسهم في تقديم نتائج عملية تعكس التوجه نحو العمل المؤثر والبناء في مختلف أنحاء العالم.
دعوة قطرية
وتتميز نسخة هذا العام من المنتدى الذي انطلق عام 2000 بشموليته من حيث الشكل والمضمون والمحتوى، ويعكس شعار النسخة الحالية الدعوة القطرية المتمثلة بوجوب اتخاذ الابتكار أسلوب حياة وإدارة، من أجل بناء مستقبل يتسع للجميع ويشارك به الجميع دون إقصاء، وفق مبادئ التشاركية والعدالة والعمل المُشترك والانفتاح على الآخر.
وسيتناول منتدى الدوحة قضايا الجغرافيا السياسية والتنمية الاقتصادية والتقنيات الناشئة والأمن والدبلوماسية الثقافية، وسيكون منصة للنظر في كيفية تطبيق قوة ومبادئ الابتكار على العالم، وكذلك قضايا الأمن السيبراني وخصوصية البيانات والذكاء الاصطناعي والاستدامة، وهي كلها قضايا تبرز الحاجة الملحة لتسليط الضوء عليها من أجل رفاهية الإنسانية وإصلاح النظام العالمي.
وتركز أجندة المنتدى أيضا على مواضيع حيوية في جلسات متعددة مثل:
- التنافسية في عصر الاقتصادات الذكية وحلول الابتكار.
- حلول مبتكرة للتحديات الصحية المشتركة في الجنوب العالمي.
- دور الصين في الجنوب العالمي الصاعد: إعادة تعريف النظام العالمي المُستقبلي.
- نحو الاستقرار في لبنان.
- متحدون من أجل التغيير: تحالف عالمي ضد الجوع والفقر.
- متحدون من أجل السلام في فلسطين.
- 15 عاما من الأزمة في سوريا: تنشيط الجهود الدبلوماسية والاستجابة الإنسانية.
- دور الحوار الثقافي في تعزيز التعايش السلمي.
- قوة المنصات: الدور المتزايد للمؤثرين الاجتماعيين في الأزمات العالمية.
- المرونة والابتكار: دعم النساء والفتيات في الصراع وما بعد الصراع.
- تحول الرأي العام العربي وحرب غزة.
- قوة الثقافة: الدبلوماسية العالمية في القرن الـ21.
منصة رائدة
وتؤكد المديرة العامة لمنتدى الدوحة مها الكواري أهمية النسخة الـ22 من المنتدى، كمنصة رائدة لمعالجة أبرز التحديات العالمية في ظل تصاعد النزاعات وتسارع وتيرة العنف في العالم اليوم، موضحة أن المنتدى يمثل فرصة حاسمة لصناع السياسات وقادة الفكر والمبتكرين للالتقاء وتبادل الأفكار وفتح آفاق نحو حلول مؤثرة وفعالة.
وأوضحت الكواري في تصريحات خاصة لوكالة الأنباء القطرية أن المنتدى سيقدم رؤية عميقة حول مختلف القضايا العالمية عبر أكثر من 80 جلسة نقاشية، مما يعزز مخرجاته، ويسهم في تقديم نتائج عملية تعكس التوجه نحو العمل المؤثر والبناء في مختلف أنحاء العالم.
وأضافت الكواري أن هذه النسخة من المنتدى تهدف إلى تقديم حلول مبتكرة تواكب التحديات الراهنة، وتسهم في إحداث تأثير إيجابي ملموس، مشيدة بالدور البارز الذي يلعبه منتدى الدوحة كمنصة تجمع قادة العالم للعمل من أجل مستقبل أكثر استدامة وسلاما.
قضايا متنوعة
وأشارت إلى أن جدول أعمال المنتدى تم إعداده بعناية ليشمل مجموعة متنوعة من القضايا التي تعكس حجم وتنوع التحديات العالمية، منها القضايا الجيوسياسية والتكنولوجيا الناشئة والأمن العالمي والتنمية الاقتصادية والدبلوماسية الثقافية، مشددة على أهمية إشراك جميع الأطراف في المناقشات، رغم التحديات، مما يعكس قدرة المنتدى على جمع صناع القرار وواضعي السياسات في جلسات نقاشية مثمرة تسهم في تعزيز أجندة المنتدى ومخرجاته.
وأكدت المدير العام لمنتدى الدوحة 2024 أن التعاون الدولي والحوار والتفاهم المتبادل هو أمر حيوي لمعالجة التحديات العالمية وتحقيق التنمية المستدامة، مضيفة أن منتدى الدوحة يكرس جهوده لتعزيز الاحترام المتبادل لوجهات النظر المتنوعة، بهدف إلهام سياسات مسؤولة وشاملة.
وتأسس منتدى الدوحة عام 2000، إذ أطلقه الأمير الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، ويعقد المنتدى سنويا في الدوحة، بمشاركة محلية ودولية كبيرة، وتحدد اللجنة المنظمة للمنتدى شعارا سنويا لكل دورة من دوراته تندرج تحته العديد من موائد الحوار والنقاش والجلسات التي تخدم أهدافه، والتي تتركز في إطلاق حوار حول التحديات الحرجة التي تواجه العالم، وتعزيز تبادل الأفكار وصناعة السياسات وتقديم التوصيات القابلة للتطبيق.
يتم قراءة الآن
-
من الكهوف الى الملاهي الليلية
-
ورقة الرئاسة مستورة الى جلسة الإنتخاب .. ومُرشح رابع يدخل السباق بقوة قنبلة جنبلاط تحدث "نقزة" عند جعجع وباسيل .. والثنائي مُلتزم بفرنجية حتى اشعار آخر
-
رغم المخاوف على اليمن والعراق... العين على البقاع
-
أوروبا في سوريا: شراكة مع وقف التنفيذ! هل ترفع أوروبا العقوبات عن سوريا؟!
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
12:39
السعودية أرسلت طائرة خاصة لقائد الجيش العماد جوزيف عون الذي توجه صباح اليوم الى الرياض (الجديد)
-
11:47
تحليق للطيران الاستطلاعي والمسير "الإسرائيلي" في أجواء القطاعين الأوسط والغربي
-
11:42
"اليونيفيل" و"الصليب الأحمر اللبناني" يتسلمان المواطن حسام فواز الذي اختطفته قوات الاحتلال "الإسرائيلي" في وادي الحجير صباح اليوم وقد تمّ نقله في سيارة إسعاف تابعة للجيش اللبناني لتلقي العلاج من إصابة بطلق ناري في الرأس
-
11:37
قائد الجيش العماد جوزيف عون غادر لبنان إلى السعودية تلبية لدعوة من نظيره السعودي
-
11:36
لافروف: روسيا تأمل ألا تكرر سوريا بعد تغير السلطة في البلاد مصير ليبيا
-
11:35
لافروف: لا يمكن السماح بانهيار سوريا على الرغم من أن البعض يرغب في ذلك حقاً