اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


لا شك في انّ تاريخ التاسع من كانون الثاني المقبل، بات الحدث التي تتجه الانظار اليه بقوة، علّه يوصل رئيساً توافقياً الى بعبدا بعد طول إنتظار، وتبدو الاجواء  لغاية اليوم متأرجحة بين التفاؤل والتشاؤم  بإمكان تأجيل الجلسة،  في ظل غياب التوافق على إسم الرئيس حتى اليوم. لكن رئيس مجلس النواب نبيه برّي يبدو المتفائل الاول، اذ يردّد دائماً بأنّ الجلسة ستكون مثمرة، كما انّ دعوته للسفراء وللموفد الاميركي آموس هوكشتاين لحضورها لم تأت من عدم، ولا يمكن ان يدعو هذه الشخصيات الديبلوماسية، لو لم يكن متأكداً بأنّ نهاية الجلسة ستؤدي الى تصاعد الدخان الابيض من ساحة النجمة، ووصول رئيس لاقى شبه إجماع عليه لدخول قصر بعبد الرئاسي، وإنتشال لبنان من قعر الهاوية.

 لكن مع أجواء التفاؤل هذه، ووفق مصادر سياسية مطلعة ومتابعة لما يجري في الخبايا، فإنّ الفريقين المتنازعين يقومان بالتحضير للرد على أي سيناريو يمكن ان يحاك من الطرف الاخر، لانّ كل الاحتمالات واردة وفق ما يقول الفريقان في الكواليس، كما يردّد قسم من المعارضين بأنّ الاوراق البيضاء ستكون سيّدة الساحة خلال الجلسة الرئاسية، لانّ لا شيء يبشر بالتوافق، إلا اذا أدت الساعات الاخيرة الى حل، وإتفقت الاغلبية على الرئيس ووجدت الصفات المطلوبة في أحد المرشحين.

الى ذلك، تكثر التوقعات والتحليلات بما ستؤول اليه جلسة التاسع من كانون الثاني، لانّ قسماً من النواب والمعنيين بهذا الاستحقاق يعتبر بانّ الظروف الامنية والعسكرية في الجنوب ليست مؤاتية، في إنتظار ثبات هدنة  الستين يوماً ومدى نجاحها،  كما انّ تكرار تصريح مستشار الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب اللبناني مسعد بولس، لا يبشّر بالخير وبعيد  عن التفاؤل، بعدما نصح اللبنانيين بعدم التسرّع في إنتخاب الرئيس، قبل ان يتسلّم الرئيس الاميركي المنتخب دونالد ترامب مقاليد الحكم، والانتظار أيضاً شهرين او ثلاثة للتوافق على الخيار الرئاسي المناسب.

 ومسعد يردّد هذه النصيحة في كل ظهور اعلامي على شاشات التلفزة اللبنانية، ويدعو الى إنتخاب الرئيس اللبناني الجديد ما بعد العشرين من كانون الثاني، حيث تتكوّن الادارة الاميركية الجديدة، مما يعني انّ احتمال تأجيل الجلسة وارد جداً، لكن الى موعد ليس ببعيد، سيساهم في تقارب المواقف بين الكتل النيابية البارزة، في ظل ما تشهده الساحة اللبنانية منذ أيام من لقاءات واتصالات بين المعنيين بهذا الاستحقاق، فضلاً عن اتصالات خارجية عربية وغربية، تشملها زيارات لرؤساء الكتل على غرار ما يقوم به السفير المصري في لبنان علاء موسى، وهنالك زيارة  سيقوم بها  قريباً  الرئيس السابق للحزب "التقدمي الاشتراكي" وليد جنبلاط  الى معراب، للقاء رئيس حزب "القوات اللبنانية" سمير جعجع لهذه الغاية، إضافة الى اجتماعات الفريق المعارض، الذي عقد لقاءً في معراب قبل أيام، بحث مطوّلاً في الملف الرئاسي وكل السيناريوهات التي يمكن ان تطرأ خلال الجلسة او تكون محضّرة، وهي بصدد مواصلة إجتماعاتها.

في السياق، تتخوف مصادر نيابية معارضة من مفاجآة غير مرتقبة خلال الجلسة، من دون ان توضح أكثر، لانّ تفاؤل برّي غير مريح كما قالت، سائلة على ماذا إستند طالما ما زال الاتفاق غلى إسم الرئيس بعيداً كل البعد؟ كما لم تحدث غربلة بعد للأسماء؟.

وعلى خط المقرّبين من عين التينة، لا يغيب عنهم مشهد دخول الرئيس المرتقب الى بعبدا، مؤكدين انّ الجلسة في موعدها، على عكس ما يروّج لها البعض، وبأن لدينا الكثير من الوقت كي نصل الى 9 كانون الثاني، وهي أيام كافية لإنجاز هذا الاستحقاق، خصوصاً انّ الداخل والخارج يعملان للوصول الى حل، وأشاروا الى انّ برّي يجري اتصالات مكثفة مع كل الكتل النيابية للتقارب والاتفاق.

في غضون ذلك، ما زالت أسماء المرشحين الى الرئاسة تتأرجح، فأحياناً تدخل أسماء جديدة لا تدوم طويلاً، ومن ثم يعود التداول بأسماء معروفة، وسط  نشاط بعض المرشحين وهم قلّة يجرون اتصالات بالخارج لمعرفة نسبة حظوظهم، اما الاسماء التي تطرح اليوم وبقوة فهي، قائد الجيش العماد جوزف عون، المدير العام للامن العام الياس البيسري، الوزير السابق زياد بارود، المصرفي سمير عساف، والوزير السابق المحامي ناجي البستاني.

 

الأكثر قراءة

"Soft landing" فرنجية : فتّش عن المحيطين "كفانا خسارة"! جنبلاط نسق مع بري وقطع الطريق على جعجع القوات تنتظر بري وناقشت كلّ الخيارات منها المقاطعة