اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


منذ البدء، تقول لنا تيولوجيا البيبلية للميلاد ان حب الله لم يترك الانسان لمصيره، ويوم عجز الانسان كلياً عن العودة الى الله، اتى ابن الله اليه ليخلصه ويفتديه، بدافع من فيض حب الله للانسان.

منذ البدء كان الوعد بالخلاص، فقد جاء في سفر الكتاب المقدس في سفر التكوين الفصل 3 العدد 15: "واضع عداوة بينك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها ،وهو يسحق رأسك وانت تسحقين عنقه".

ويضيف في سفر التكوين الفصل 22 العدد 17 و18: يقول ايضاً اباركك مباركة، واكثر نسلك تكثيراً كنجوم السماء وكالرمل، الذي على شاطىء البحر، ويرث نسلك باب اعدائه ، ويتبارك في نسلك جميع امم الارض، من اجل انك سمعت لقولي لها .

هذا الوعد كان لابراهيم الذي ترك ارضه وبلاده ، وهو يسمع كلمة الرب وقد ذهب بابنه الحق، ليقدمه ضحية للرب، والرب انقذ بقدرته الابن الحق. ويتنبأ النبي اشعيا بصوت صارخ عن مجيء المخلص يسوع المسيح، ويبشر ان السلام والخير والحب والخلاص والنور سيعم ميلاده: "هوذا عيدي الذي اعضده، مختاري الذي سرت به نفسي، ووضعت روحي عليه، فسيخرج الحق للامم ، لا يصيح ولا يرفع ولا يسمع في الشارع صوته. قصبة مرضوضة لا يقصف، وفتيلة خامدة لا يطفىء. الى الامان يخرج الحق لا يلك ولا ينكسر، حتى يضع الحق في الارض، وتنتظر الجزائر ريعته"... (اشعيا فصل 42 عدد 4)

نبوءات الانبياء مليئة بالاشارة الى الميلاد، وكذلك النبي دارسال في الفصل 7 عدد 13 و14 "كنت ارى في الليل، واذا مع سحب السماء متل ابن الانسان، اتى وجاء الى القديم الايام، مقربون قدامه، فاعطي سلطاناً ومجداً وملكوتاً، لتتعبد له كل الشعوب والامم والالسنة سلطانه سلطان ايدي ما لن يزول وملكوته ما لا ينقرض( 7/13 ـ 14 /8ـ9) (دانيال 7/13 ـ 14 8/9).

 ليس فقط في النبوءات بل سفر الرؤيا: سفر رؤيا القديس يوحنا الفصل الاول /7 ـ 8 : "هوذا يأتي مع السحاب وستنتظره كل عين، والذين طعنوه وينوح عليه جميع قبائل الارض، نعم آمين. عدد 8 ـ "انا هو الاف والياء / البداية والنهاية" يقول الرب، "الذي كان والذي يأتي القادر على كل شيء، انه النور لانه السلام ، انه المحبة، انه الخلاص، انه المصالحة، انه المغفرة".

رؤيا القديس يوحنا الفصل 22 عدد 5 "ولا يقول ليل هناك، ولا يحتاجون الى سراج او نور شمس، لان الرب الاله ينير عليهم وهم سيملكون الى الابد".

يسوع بميلاده هو المصالحة، "هوذا الكل قد صار جديداً ، ولكن الكل من الله الذي صالحنا لنفسه ليسوع المسيح، واعطانا خدمة المصالحة"( رسالة القديس بولس الثانية الى اهل كورنتوس فصل 5 عدد 18).

ويقول يوحنا في انجيليه: "فيه كانت الحياة والحياة نور الناس. والنور يضيء في الظملة، والظلمة لم تدركه"( انجيل القديس يوحنا الفصل عدد 4) "يسوع هوالحب، هو السلام، يسوع هو النور الآتي الى العالم".

الملائكة تقول "المجد لله في العلا وعلى الارض السلام". يسوع هو الفرح: و"في الناس المسرة" (لوقا، فصل 2 عدد 4) "فيه كانت الحياة والحياة كانت نور الناس. والنور يضيء في الظلمة ، والظلمة لم تدركه (انجيل يوحنا الفصل 6 عدد 4) ثم كلمهم يسوع ايضاً قائلا: "انا نور العالم من يتبعني فلا يمشي في الظلمة، بل يكون له نور الحياة (انجيل يوحنا فصل 9 عدد 12).

"كلمتكم بهذا، لكي يثبت فرحي فيكم ويكمل فرحكم".(انجيل يوحنا فصل 15 عدد 11).

ويكمل "سلاماً اترك لكم، سلامي اعطيكم ليس كما يعطي العالم ، اعطيكم انا"..." لا تضطرب قلوبكم ولا ترهب" (انجيل يوحنا فصل 14 عدد 7) "بهذا ظهرت محبة الله فينا،ان الله قد ارسل ابنه الوحيد الى العالم لكي نحيا به: ليس اننا احببنا الله، بل هو احبنا وارسل ابنه كفارة لخطايانا (رسالة يوحنا الرسول فصل 4 عدد 8 ـ 10) "ويدعى اسمه عجيباً"، مشيراً "الهاً قديراً رباً ابدياً، رئيس السلام لنمو رئاسته وللسلام لا نهاية" (نبوءة اشعيا فصل 9 عدد 6).

"بهذا قد عرفنا المحبة، ان ذاك وضع نفسه لاجلها"( رسالة يوحنا الاولى الفصل 3 العدد 6).

كتبت هذه المراجع الكثيرة من الكتاب المقدس، لاقول ان الله بمحبته ارسل ابنه الوحيد لخلاصنا، هذا هو المعنى التيولوجي للميلاد ولرسالة الميلاد.

ولد يسوع المسيح هللويا. عيد مبارك.

الأكثر قراءة

العلويّون ضحايا العلويين