اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

اقتحم مستوطنون، باحات المسجد الأقصى المبارك، في حين شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اعتقالات في عدة مدن بالضفة الغربية المحتلة.

وأفاد شهود عيان بأن عشرات المستوطنين اقتحموا المسجد الأقصى على شكل مجموعات، ونفذوا جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية، بحماية قوات الاحتلال. كما شددت قوات الاحتلال إجراءاتها على أبواب المسجد الأقصى في مدينة القدس.

ومنذ 2003، تسمح الشرطة الإسرائيلية أحاديا للمستوطنين باقتحام المسجد الأقصى، رغم المعارضة المتكررة من دائرة الأوقاف الإسلامية التي تدعو لوقف هذه الاقتحامات.

حملة اعتقالات في الضفة

في الأثناء، اعتقلت قوات الاحتلال 3 فلسطينيين من مخيمي عين السلطان وعقبة جبر بمدينة أريحا. وأوضح مدير نادي الأسير في أريحا والأغوار عيد براهمة لوكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن قوات الاحتلال اقتحمت مدينة أريحا، واعتقلت 3 شبان وهم: الأسير المحرر شاهر أبو شرار من مخيم عين السلطان، وعبدالله وهدان من مخيم عقبة جبر، وعمر أبو الحصين من مخيم عين السلطان، علما أنه شقيق لمعتقلين في سجون الاحتلال. كما دهمت قوات الاحتلال عدة منازل بالمخيمين، وحطمت محتوياتها.

وفي نابلس، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي شابا من قرية روجيب شرقي المدينة. وأفادت مصادر فلسطينية بأن قوات الاحتلال اقتحمت قرية روجيب ودهمت عدة منازل، واعتقلت الشاب محمد أبو حويلة بعد مداهمة منزله.

أما في طولكرم، فاعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي مواطنين اثنين من بلدة قفين شمالي الضفة الغربية. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اعتقلت مهدي عمارنة، وباسل بيقاوي بعد مداهمة منزليهما في البلدة.

وبموازاة الإبادة المستمرة ضد الشعب الفلسطيني في غزة، وسّع جيش الاحتلال الإسرائيلي والمستوطنون اعتداءاتهم بالضفة الغربية، بما فيها القدس الشرقية، مما أسفر عن استشهاد 813 فلسطينيا، وإصابة نحو 6450، واعتقال أكثر من 12 ألف فلسطيني، منذ السابع من تشرين الأول 2023.

في غضون ذلك أفادت مصادر اعلامية عن اندلاع اشتباكات عنيفة في مخيم جنين بين المقاومين وأجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية، شمالي الضفة الغربية المحتلة، وسط استمرار الأزمة التي أدت إلى مقتل 3 فلسطينيين، بينهم قائد ميداني في كتيبة جنين، وإصابة آخرين، بينهم عناصر من الأجهزة الأمنية.

وتحاصر السلطة الفلسطينية مخيم جنين لليوم الـ14 على التوالي وسط اشتباكات مع المقاومين الرافضين لنزع سلاح المقاومة.

ومنذ بدء الحملة الأمنية، أعلنت أجهزة أمن السلطة أنها تلاحق من وصفتهم بالخارجين عن القانون، ونزع سلاحهم وبسط السيطرة على المخيم، في حين تشدد كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس -الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي– على أن الهدف من هذه الحملة هو ملاحقة المقاومين ونزع سلاحهم، وترفض تسليم السلاح.

السلطة ترفض الحل

وقال القائد العام لكتيبة جنين "أرسلنا للأجهزة الأمنية شخصيات للحل، لكنهم ردوا بعنجهية." وأكد أن أجهزة الأمن طلبت نزع السلاح، وقالت إنها لن تسمح بقتال إسرائيل، وأضاف "نحن بادرنا بالحل مسبقا، والأجهزة الأمنية رفضت ذلك." وقال إن السلطة تسير في برنامجها السياسي منذ 30 عاما دون تحقيق نتيجة.

تصريحات لوزير الداخلية الفلسطيني

من جانبه، قال وزير الداخلية الفلسطيني زياد هب الريح، إن الأجهزة الأمنية تسعى لدفع الشباب في مخيم جنين للالتزام بالقانون والبرنامج الوطني الفلسطيني، مشددًا على أهمية الوصول إلى عقول الشبان لتخفيف المفاهيم التحريضية والتوجيهات المغرضة، على حد وصفه. وأكد الوزير أن العملية في جنين تستهدف من لا يريد الالتزام بالبرنامج الوطني في ظل التغيرات الراهنة بالمنطقة، وردا على تقرير موقع أكسيوس بشأن دعم إسرائيلي وأميركي للعملية في جنين، قال الوزير الفلسطيني إنه لم يطلع على تلك التقارير.

وكان الناطق الرسمي باسم قوى الأمن الفلسطيني العميد أنور رجب قال للجزيرة في وقت سابق إن ما يحدث في جنين "حملة أمنية تستهدف الخارجين عن القانون".

تشييع القتلى

وشيع سكان المخيم جثمان يزيد جعايصة القيادي في كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس والمطلوب لدى الاحتلال الإسرائيلي، والذي قتل برصاص الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية. كما شيع السكان جثمان الطفل محمد العامر الذي استشهد خلال اشتباكات بين الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة الفلسطينية ومقاومين من مخيم جنين قبل أيام. وانطلقت مسيرة التشييع من مسجد مخيم جنين الكبير إلى مقبرة المخيم، حيث ردد المشيعون هتافات تطالب بإنهاء الحملة الأمنية للسلطة الفلسطينية على المخيم.

دعوة لدعم المقاومة

ومع استمرار الأزمة في مخيم جنين وانعكاساتها على حياة سكانه، تتعالى أصوات سكان المخيم مطالبة بضرورة اللجوء إلى الحوار لنزع فتيلها.

كما نددت فصائل فلسطينية بالعملية التي أطلقتها السلطة باسم "حماية الوطن"، ودعا القيادي في حركة المقاومة الإسلامية (حماس) عبد الرحمن شديد، إلى حماية وإسناد المقاومة في جنين، والحشد الواسع في فعاليات "يوم الغضب"، نصرة للمخيم "الذي يتعرض لحصار من قبل أجهزة السلطة وممارسات قمعية تستهدف أبناء شعبنا الصامد ومقاومته الباسلة".

وأكد شديد ضرورة دعم المقاومين وتعزيز قوتهم لمواجهة اقتحامات الاحتلال الإسرائيلي، وصد جرائم المستوطنين في الضفة بدل استهدافهم وضرب مشروعهم عبر عمليات أمنية تنسجم بشكل كامل مع أهداف الاحتلال ومخططاته لتصفية القضية الفلسطينية. وقال "ينبغي لنا إسناد المقاومين وتوفير الحماية الكاملة لهم بدلا من ملاحقتهم والاشتباك معهم"، مضيفا أن "البوصلة يجب أن تكون دائما نحو مقاومة الاحتلال".

وذكر أن استمرار أجهزة السلطة في عمليتها الأمنية في جنين "يتطلب تواصل الفعاليات الشعبية والفصائلية لحماية المقاومة وثني السلطة عن ممارساتها القمعية والإجرامية، التي تهدد النسيج الوطني للشعب الفلسطيني المقاوم". 

الأكثر قراءة

باراك عائد بشرط نتنياهو: فليبدأ لبنان بنزع سلاح حزب الله قاسم: سلاحنا روحنا لن نتخلى عنه ونرفض الخطوة بخطوة اتصالات مفتوحة لنزع فتيل جلسة 2 أيلول... ومعلومات متباينة حول تقرير الجيش