أمراض الأذن والأنسجة المجاورة... كيف تؤثر في صحّتكَ؟

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

آلام الأذن من المشكلات الصحية الشائعة التي قد يعاني منها الأطفال والكبار على حد سواء. يمكن أن تكون هذه الآلام عابرة وخفيفة، أو مستمرة وشديدة، وقد تصاحبها أعراض أخرى مثل الحمى أو الصداع أو فقدان السمع المؤقت.

ترتبط آلام الأذن عادة بعدة أمراض تصيب الأذن بشكل مباشر أو تنعكس عليها من أعضاء مجاورة، مما يجعل التشخيص الدقيق أمراً ضرورياً لتحديد السبب الأساسي والعلاج المناسب:

- التهابات الأذن الوسطى: تُعد التهابات الأذن الوسطى من أكثر الأسباب شيوعاً لآلام الأذن، خصوصاً عند الأطفال. تحدث هذه الالتهابات عندما تتراكم السوائل خلف طبلة الأذن نتيجة عدوى بكتيرية أو فيروسية، وغالباً ما تكون مرتبطة بنزلات البرد أو التهابات الجهاز التنفسي العلوي. تشمل الأعراض المصاحبة لالتهاب الأذن الوسطى آلاماً حادة في الأذن، فقدان السمع المؤقت، والحمى. قد يظهر سائل يخرج من الأذن في الحالات الشديدة. العلاج غالباً يتضمن مسكنات الألم والمضادات الحيوية إذا كانت العدوى بكتيرية.

- التهابات الأذن الخارجية: التهاب الأذن الخارجية هو عدوى تصيب القناة السمعية الخارجية نتيجة دخول الماء أو تراكم الشمع الزائد الذي يهيئ بيئة خصبة لنمو البكتيريا والفطريات. يُعرف هذا النوع من الالتهاب بـ"أذن السباح" لأنه شائع بين الأشخاص الذين يقضون وقتاً طويلاً في الماء. تشمل الأعراض الألم عند لمس الأذن أو تحريك الفك، الحكة، والإفرازات من القناة السمعية. يتم علاج هذه الحالة باستخدام قطرات الأذن المضادة للبكتيريا أو الفطريات، مع تجنب إدخال الماء إلى الأذن أثناء فترة العلاج.

- ثقب طبلة الأذن: قد يحدث ثقب في طبلة الأذن نتيجة إصابة مباشرة، مثل إدخال أدوات حادة في الأذن، أو نتيجة ضغط شديد ناجم عن التهابات الأذن الوسطى أو تغيرات ضغط الهواء المفاجئة أثناء السفر أو الغوص. يسبب الثقب آلاماً حادة، بالإضافة إلى خروج سائل أو دم من الأذن وضعف السمع. تعتمد خطة العلاج على حجم الثقب؛ قد يُشفى تلقائياً في الحالات البسيطة، بينما تتطلب الحالات الشديدة تدخلاً جراحياً.

- التهاب الجيوب الأنفية: رغم أن التهاب الجيوب الأنفية لا يصيب الأذن بشكل مباشر، إلا أن الضغط الناتج عن احتقان الجيوب الأنفية قد يسبب آلاماً في الأذن نتيجة الارتباط الوثيق بين الأنف والأذن عبر قناة استاكيوس. تشمل الأعراض المصاحبة صداعاً، انسداد الأنف، وألم في الوجه حول الجيوب. يعتمد العلاج على تخفيف الاحتقان باستخدام مضادات الهيستامين أو بخاخات الأنف المزيلة للاحتقان.

- التهابات الحلق واللوزتين: التهابات الحلق واللوزتين، خصوصاً في الحالات الشديدة، يمكن أن تتسبب في آلام الأذن نتيجة التشابك العصبي بين منطقة الحلق والأذن. هذا النوع من الألم يُعرف بالألم الإحالي، حيث يشعر المريض بالألم في الأذن رغم أن المشكلة الأساسية في الحلق. قد يصاحب الألم صعوبة في البلع وحمى. علاج الالتهاب الأساسي باستخدام المضادات الحيوية أو مضادات الفيروسات يُخفف الألم المرتبط بالأذن.

- اضطرابات مفصل الفك الصدغي: اضطرابات مفصل الفك الصدغي، الذي يربط الفك السفلي بالجمجمة، قد تسبب آلاماً تمتد إلى الأذن. هذه الاضطرابات قد تنتج من صرير الأسنان، التوتر، أو إصابات الفك. يشعر المريض بألم عند فتح الفم أو المضغ، وقد يسمع صوت طقطقة أثناء تحريك الفك. العلاج يشمل الراحة، تجنب الأطعمة القاسية، واستخدام واقيات الأسنان الليلية.

- تراكم الشمع الزائد في الأذن: تراكم الشمع بشكل مفرط قد يسبب انسداداً في القناة السمعية، ما يؤدي إلى الشعور بالضغط والألم في الأذن. يمكن أن يتفاقم الألم إذا تسبب الشمع بالتهابات موضعية. يتم العلاج باستخدام قطرات ملينة للشمع، أو عن طريق إزالة الشمع بواسطة اختصاصي الأنف والأذن والحنجرة.

- عدوى القوباء المنطقية: الهربس النطاقي، الذي يسببه فيروس الجدري المائي، قد يؤثر أحياناً على الأعصاب حول الأذن. تظهر بثور مؤلمة على الجلد المحيط بالأذن، وقد يصاحبها ألم شديد داخل الأذن. في الحالات الشديدة، يمكن أن يتسبب الهربس بفقدان السمع المؤقت أو الدائم. العلاج يتضمن أدوية مضادة للفيروسات ومسكنات قوية للألم.

- التهابات الغدد اللعابية والقنوات المرتبطة بها: التهاب الغدد اللعابية، خاصة الغدة النكفية، قد يسبب آلاماً تنعكس على الأذن. هذه الحالة غالباً ما تكون نتيجة عدوى بكتيرية أو انسداد القنوات اللعابية، ما يؤدي إلى تورم وألم شديد في المنطقة المحيطة بالأذن والفك. العلاج يشمل المضادات الحيوية وشرب كميات كافية من الماء لتحفيز إفراز اللعاب.