اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



لا شيء يعلو على الاستحقاق الرئاسي الذي يستريح لأيام قليلة، ثم يدخل ضمن الطبخة التي تعدّ على نار حامية لكن غير علنية، لانّ المهمة صعبة جدا والصمت سيّد الموقف، فالكتل النيابية تتكتّم بمعظمها عن البوح باسم المرشح الذي ستصوّت له، فقط قلة اعلنت رأيها، اولها "اللقاء الديموقراطي" الذي استهل المعركة الرئاسية بدعم قائد الجيش العماد جوزف عون، على الرغم من عدم تأييد رئيسها السابق وليد جنبلاط لدخول العسكر الى قصر بعبدا، لكن اليوم الوضع مغاير، وثمة افرقاء سياسيون فسرّوا مواقف جنبلاط ضمن اتجاهات مختلفة، اما باقي الكتل فما زال نوابها يلتزمون السكوت حين يتصل بهم اي صحافي، تحت حجة انهم ما زالوا يجتمعون لاتخاذ الموقف المناسب، وانهم يحتاجون الى المزيد من الوقت.

هذا الجواب جمع العدد الاكبر من نواب بعض الكتل، لانّ الكل ما زال ينتظر الكل في المشهد الرئاسي، او بمعنى أوضح الكل خائف من الكل، ومن مفاجآت قد تخلق في الربع الساعة الاخير، اي قبل بدء جلسة التاسع من كانون الثاني المقبل، التي ينتظرها الجميع في الداخل والخارج، على الرغم من انها ما زالت ضبابية، اذ لا تستبعد المصادر المتابعة للملف الرئاسي، إمكان انسحاب بعض المرشحين وهم قلة، منهم على سبيل المثال لا الحصر، رئيس تيار "المردة" سليمان فرنجية، في حال أشارت الساعات الاخيرة الى تضاؤل نسبة حظوظه في الوصول الى بعبدا، مع العلم انه كان وما زال مرشح الثنائي الشيعي، لكن في حال ظهرت بعض المفاجآت مع بدء الجلسة سيعلن فرنجية انسحابه، إضافة الى إنسحاب أسماء مغمورة، أرادت الترشح فقط لبروز اسمها في البورصة الرئاسية.

وعلى الخط المعاكس، ستظهر أسماء جديدة سيتم التداول بها بعد أيام قليلة، بحيث سيرتفع عدد المرشحين مع مطلع العام الجديد، وفق المصادر المتابعة للاستحقاق الرئاسي، مما يعني المزيد من الخبايا واحتفاظ كل كتلة نيابية بورقتها، وصولاً الى توافق بعضها على مرشح سيصل ب 65 صوتاً، لانّ احداً من المرشحين لا يحظى لغاية اليوم  بامتلاك هذا العدد من الاصوات، في انتظار المباحثات وكلمة السر الخارجية، التي ستصل قريباً عبر الموفدين وما أكثرهم، مع بدء العد العكسي للجلسة التي تحمل معها تفاؤل رئيس مجلس النواب نبيه برّي، الذي لم يغب عنه هذا التفاؤل منذ إعلانه موعد انعقادها، وتأكيده أنّ الدخان الابيض سيتصاعد من ساحة النجمة في التاريخ المحدّد لها.

وفي إنتظار موعد تصاعد هذا الدخان، ستبقى الاجواء الرئاسية ملبدة بالغيوم، وما كان سائداً من أخبار تبشّر بالخير تبدّد من دون أن يميل الى التشاؤم الكلي، وتشير الى وجود تعقيدات سببها غياب القرار لدى بعض الكتل، من ضمنها موقف كتلة "لبنان القوي" التي لا تزال تدرس موقفها النهائي بحسب قولها، مع الإشارة الى انّ نائب كسروان المرشح الى الرئاسة نعمة أفرام، انضم الى لائحة المرشحين المرفوضين في العلن من قبل رئيس"التيار الوطني الحر" جبران باسيل، لتصبح اللائحة ثلاثية مؤلفة من العماد جوزف عون، والوزير السابق سليمان فرنجية، وأفرام الذي تفاجأ باسيل بترشيحه في هذه المرحلة بحسب ما نقل عنه.

الى ذلك، تدرس المعارضة بهدوء الوضع الرئاسي قبل إعلان اسم مرشحها، كذلك الامر بالنسبة الى بعض النواب السنّة الذين لم يحدّدوا موقفهم حتى اليوم، من دون ان يغيب احتمال تأجيل الجلسة الى موعد ليس ببعيد، علّه يساهم في تقارب المواقف بين الكتل النيابية البارزة، في ظل ما ستشهده الساحة اللبنانية من لقاءات واتصالات لجسّ النبض الرئاسي، فضلاً عن اتصالات خارجية عربية وغربية، مع صياغة سيناريوهات قد تطرأ خلال الجلسة او تكون محضّرة، لانّ الفريقين المتنازعين يقفان بالمرصاد لبعضهما، وقد وضعا كل الاحتمالات مع ردود عليها بسبب غياب الثقة المتبادلة.

وعلى خط مغاير، تطغى منذ فترة أيضاً معركة رئاسة الحكومة على معركة رئاسة الجمهورية، اذ يتسابق بعض المرشحين الى المنصب بعيداً عن الاضواء، ويجرون اتصالات ولقاءات سرّية مع عدد من رؤساء الكتل النيابية لمعرفة نسبة حظوظهم، من دون ان يتلقوا وعوداً بدعمهم لانو " بعد بكير كتير"، بحسب ردود هؤلاء على الطامحين بالرئاسة الثالثة.

الأكثر قراءة

العالم يترقب مُفاجآت ترامب... مصالح «أميركا أولاً» أسبوع حاسم جنوباً...غموض «إسرائيلي» والمقاومة تحذر توزيع نهائي للحقائب الأساسيّة... ولادة قريبة للحكومة