أُصيب الشرق الأوسط بتغيير جوهري عميق، ذلك أن قطاع غزة دمره العدو الإسرائيلي بكامله أو بنسبة 83% وقام بإبادة جماعية في القطاع وصلت إلى 43 ألف شهيد و113 ألف مصاب وجريح. كذلك طالت الحرب لبنان، فشن العدو الإسرائيلي أكثر من 1000 غارة على الأراضي اللبنانية بأحدث الطائرات والقنابل الثقيلة والصواريخ المدمرة. ثم لاحقًا، وبتواطؤ تركي أو إسرائيلي أو بأمر غير مكشوف من جهة الموقف الروسي الذي ربما كان نصح الرئيس بشار الأسد بالانسحاب والسفر إلى موسكو، سقط النظام السوري برئاسة الرئيس بشار الأسد، وجاءت «هيئة تحرير الشام» التي تغير اسمها إلى هيئة العمليات العسكرية المؤقتة برئاسة أبو محمد الجولاني أو السيد أحمد الشرع الذي أصبح هو عمليًا القائد الفعلي في سوريا.
من سوريا دولة معاقبة ومعزولة إلى دولة تصل إليها الوفود كل ساعة من كل دول العالم، خاصة من الدول العربية. والذي لم يأتِ من الدول العربية اتصل هاتفيًا أو أرسل رسالة خطية مثل وزير خارجية مصر. أما الوفود الأوروبية فقد جاءت إلى سوريا باسم الاتحاد الأوروبي كما جاء وفد أميركي بارز، وكلهم للاستطلاع ومعرفة نمط التوجه الجديد لدى السيد أحمد الشرع ولدى القيادة الجديدة في سوريا.
عادت سوريا قلب العروبة وعادت إلى دورها التاريخي الكبير، فهل تكون سوريا في حضن عربي كبير وقوي أم تكون سوريا في حضن تركي؟ اللافت للنظر أنه ما أن وجّه وزير الخارجية السعودي دعوة لوزير خارجية سوريا لزيارة المملكة العربية السعودية حتى قرر وزير الخارجية السوري خلال يومين تحديد زيارة له لزيارة الرياض، ووصل إليها أمس وبدأ محادثات يرافقه وزير الدفاع ورئيس المخابرات العامة وهما قد تم تعيينهما قبل أسبوع. أي اتجاه ستذهب إليه سوريا؟ هل تذهب في اتجاه تركي أم تتجه في اتجاه عربي؟ وأمام سوريا فرص عديدة، فالمملكة العربية السعودية أرسلت أول طائرة تحمل تجهيزات ومعدات ومساعدات غذائية وألبسة وأدوية ضمن جسر جوي لن يتوقف حتى تلبية حاجات الشعب السوري إنسانيًا. كما أن هناك جسرًا بريًا من عشرات الشاحنات وفق المتحدث لحملة خادم الحرمين لتلبية حاجات الشعب السوري.
التغيير الكبير يحصل في الشرق الأوسط ولبنان ليس بعيدًا عن هذا التغيير. صحيح توقفت الحرب الإسرائيلية على أراضيه أو ضد أراضيه وضد المواقع فيه، لكن هناك سباق اقتصادي مالي إنمائي بين سوريا ولبنان. فهل سيكون للبنان حصة من العمران في سوريا أم يبقى خارج الاهتمام العربي المنصب حاليًا على سوريا؟ فشركات الإعمار سوف تلتزم إعمار حلب وحماة وحمص ودمشق، والبعض قدّر قيمة هذا الالتزام بـ 18 مليار دولار على أن تسدد سوريا هذه المبالغ من خط أنابيب الغاز الذي سيمر من سوريا إلى تركيا وما ستدفعه تركيا لهذا الخط الذي يمر من الأراضي السورية إلى الأراضي التركية.
ويبدو أن القيادة السورية الجديدة مرتاحة للتقارب مع الدول العربية، فهذه الدول ليس عندها مشاكل داخل سوريا، أما تركيا فلديها الأكراد ومشكلة الأكراد كبيرة بالنسبة لتركيا لأن الولايات المتحدة تدعم الأكراد في سوريا. وقد أعلنت مساء أمس الولايات المتحدة عن إقامة قاعدة عسكرية في مدينة كوباني الكردية، وهذه القاعدة العسكرية ستشكل حماية للأكراد. والجيش التركي يريد الدخول إلى مدينة كوباني التي يسيطر عليها كليًا الأكراد ويسكنون فيها، فماذا ستفعل تركيا تجاه التحدي الأميركي لها بدعم واشنطن للأكراد؟
الشرق الأوسط تغير كثيرًا، والسؤال لدى السياسيين والمنظومة السياسية اللبنانية: هل سيتفاعلون مع التغيير في الشرق الأوسط ويضعون لبنان على سكة التقدم، أم سيظلون غارقين في الفساد والخلافات السياسية وكل ما يعاكس مصلحة الشعب اللبناني وبعيدين عن كل ما يجعل الوحدة الوطنية قائمة في لبنان؟
شارل أيوب
يتم قراءة الآن
-
اصرار دولي وعربي على انتخاب الرئيس التوافقي الخميس النصاب مؤمن لكل الدورات «ما تحت الطاولة ليس كما فوقها» اشتباكات بين الجيش وتحرير الشام... بيرم: ما حدا بيقدر يمنع عنا الأموال
-
سورية التي لا نعرفها
-
أبو كسم لـ "الديار": رأس الكنيسة المارونيّة لم يستقل وهو سيّد قراره
-
المعارضة تخشى تفاهماً بين "الثنائي الشيعي" و"الوطني الحرّ" يقلب الطاولة
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
21:58
زعيم المعارضة الإسرائيلية: أسرانا يموتون كل يوم في البرد ومن الرطوبة في الأنفاق ومن الجوع واليأس
-
21:27
وزير الخارجية في الحكومة الانتقالية السورية أسعد الشيباني يبدأ جولة خارجية غدا الأحد إلى قطر ثم إلى الإمارات والأردن
-
20:52
الديوان الملكي السعودي ينعى الأميرة منى رياض الصلح
-
20:15
مصادر مقربة من حزب الله لـ"الجديد": الثنائي الشيعي سيتجه إلى جلسة التاسع من كانون بقرار موحّد والحزب لم يعلن يوماً وجود فيتو على إسم قائد الجيش بسبب وجود مرشح وهو فرنجية
-
19:16
قاسم: نعمل على تثبيت الوحدة الوطنية والتعاون الداخلي للنهوض ببلدنا ونؤدي قسطنا للعلى في هذا الأمر ومن أجل إعمار بلدنا.
-
19:15
قاسم: نحن في "حزب الله" حريصون على انتخاب الرئيس على قاعدة أن تختاره الكتل النيابية بتعاون وتفاهم في جلسات مفتوحة وهذا التوافق هو جلسة سانحة لنقلب صفحة باتجاه الإيجابية في لبنان ولا فرصة للإلغائيين في لبنان