لم تكشف جلسة انتخاب رئيس الجمهورية قبل اربعة ايام من موعد انعقادها عن اسرارها وما ستحمله او تنتهي اليه على صعيد الخيارات والاسماء المتداولة داخليا وخارجيا. لكن الاوساط النيابية والسياسية تكاد تجمع في ظل المشهد الضبابي القائم على ان يومي الثلاثاء والاربعاء المقبلين ربما يكشفان عن جزء كبير من الغموض المحيط بالاستحقاق الرئاسي.
ما هي الاسباب التي تجعل هذه الاوساط تتقاطع عند هذا الاعتقاد؟
الثلاثاء والاربعاء يكشفان الغموض الرئاسي؟
مصدر نيابي مطلع قال لـ «الديار» امس «ان هناك سببين رئيسيين لهذا التقاطع حول اهمية تطورات اليومين اللذين يسبقان الجلسة: الاول يتعلق بترقب نتائج حركة الموفدين الدبلوماسيين الناشطة لا سيما زيارة مستشار وزير الخارجية السعودي للشؤون اللبنانية يزيد بن فرحان ولقاءاته في بيروت، وزيارة الموفد الاميركي اموس هوكشتاين غدا ايضا للبنان. اما الامر الثاني فهو مرتبط بالمشاورات والاتصالات المكثفة بين الكتل والقوى السياسية في ظل القنوات المفتوحة على غير صعيد.
واضاف المصدر «حتى الان ما زالت الاجواء ضبابية والانقشاع الرئاسي غير واضح، لكن الاتصالات ناشطة وهي مرشحة لان تتكثف بدرجة عالية في الايام القليلة التي تسبق جلسة 9 الجاري. وهناك قنوات تواصل مفتوحة مرشحة ان تتوسع في الساعات الـ 48 المقبلة. وليس هناك استثناءات او ابواب موصدة اما المزيد من المشاورات والاتصالات».
بري في المجلس الى انتخاب الرئيس؟
وفي ظل هذه الاجواء الضبابية، يبقى السؤال المطروح ايضا هل ستنتهي الجلسة المقبلة الى انتخاب رئيس الجمهورية؟ المعلومات المتوافرة لـ «الديار» من مصادر مطلعة تفيد بان الرئيس بري جدد امام زواره في الساعات الماضية ما اكد عليه لجهة الاستمرار في الجلسة المفتوحة والدورات المتتالية الى حين انتخاب الرئيس، وان تاكيده هذا يضع الجميع امام مسؤولياتهم في هذه المرحلة الدقيقة لانجاح الجلسة.
ووفقا للمصادر فان نسبة انتهاء الجلسة بانتخاب رئيس جديد هي نسبة عالية، لكن احتمال تطيير نصابها يبقى مطروحا لا سيما في ظل تلميحات او تلويح حزب القوات اللبنانية وحلفائها بعدم السماح بما وصفته بتهريبة رئاسية.
وتضيف المصادر ان تكرار رئيس القوات سمير جعجع مؤخرا هذا الموقف وهذه العبارة تبعث الشكوك في احتمال اللجوء الى عدم تامين النصاب او تطييره، رغم ان هذا الخيار يشكل احراجا للطرف الذي يسلكه بعد الدعوات التي وجهت للسفراء لحضور الجلسة، وفي ظل التعويل الواسع على انتخاب الرئيس في الجلسة المقررة، وهذا ما عبر عنه البطريرك الماروني بشارة الراعي.
وتقول المصادر انه في حال تطيير النصاب فان الرئيس بري يتجه للبقاء في المجلس والدعوة الى جلسة ثانية خلال فترة قصيرة للغاية لا تتجاوز اليوم او اليومين.
السعودي لم يقترح اسما محددا
وعلى صعيد الحراك الذي يسبق الجلسة برزت امس اطلالة المملكة العربية السعودية المباشرة على الملف الرئاسي من خلال مستشار وزير الخارجية يزيد بن فرحان الذي التقى بعد وصوله اول امس الى بيروت الرئيس نبيه بري ليلا في عين التينة بعيدا عن الاعلام في اجواء من التكتم حول ما حمله وما جرى خلال اللقاء في خصوص الاستحقاق الرئاسي.
وقال مصدر مطلع لـ «الديار» ان تاويلات كثيرة سبقت ورافقت هذه الزيارة، مشيرا الى ان هناك تكهنات حولها وحول زيارة هوكشتاين غدا للبنان.
واضاف « نحن في لبنان نبالغ ونغالي في تاويل وتفسير مثل هذه التحركات. فالموفدون من الخارج لا يحملون كلمة السر المتعلقة بهوية وشخص الرئيس. صحيح ان العامل الخارجي مؤثر على الاستحقاق الرئاسي اللبناني في معظم او ربما كل الاحوال منذ فترة طويلة، لكن الصحيح ايضا انه ليس هو الذي يحدد اسم وهوية الرئيس، فهناك العامل الداخلي الذي يلعب دورا رئيسيا في هذا الاستحقاق».
ووفق المعلومات التي توافرت لـ «الديار» فان الموفد السعودي لم يطرح او يشر الى اسم محدد في لقائه مع الرئيس بري، لكنه ركز على اهمية انتخاب رئيس الجمهورية واستكمل تشكيل المؤسسات الدستورية، وعلى مواصفات الرئيس بصورة عامة ومنها ان يتمتع بثقة الشعب اللبناني والمجتمع العربي والدولي.
وحسب المعلومات ايضا فان الرئيس بري رحب بالدور السعودي، وركز على ما كان اكد عليه لجهة انتخاب رئيس لا يشكل تحديا لاحد وان يمتلك مواصفات تجعله يلعب دوره في مواجهة التطورات والتحديات الراهنة والمقبلة. وتحدث عن الانفتاح على الاشقاء العرب والمملكة العربية السعودية الحريصة على لبنان وعلى تعافيه ونهوضه وعلى اتفاق الطائف.
الموقف الاميركي
وبموازة التحرك السعودي تبرز ايضا زيارة هوكشتاين غدا المتصلة بموضوع تنفيذ اتفاق النار، والتي تاتي عشية جلسة انتخاب الرئيس التي ستكون جزءا مهما في محادثاته مع الرئيسين بري وميقاتي وعدد من الاطراف السياسية.
وقالت مصادر مطلعة لـ «الديار»: لا احد يعلم ما اذا كان يحمل موقفا محددا بشأن رئيس الجمهورية او شخصه، وان الموقف المتداول منذ فترة هو رغبة وتأييد واشنطن لانتخاب قائد الجيش العماد جوزف عون، لكنها لم تطرحه اسما وحيدا للوصول الى بعبدا.
قاسم: قيادة المقاومة تقرر متى وكيف تقاوم
ماذا عن المواقف والحركة الداخلية الناشطة عشية جلسة الانتخاب؟ البارز امس موقف الامين العام لحزب الله الشيخ نعيم قاسم الذي اكد في ذكرى اغتيال قائد لواء القدس في الحرس الثوري الايراني قاسم سليماني وابو مهدي المهندس «ان المقاومة هي خيارنا لتحرير الارض وحماية السيادة ونصرة فلسطين في مواجهة الاحتلال التوسعي».
وفي معرض الحديث عن اعتداءات وخروقات العدو الاسرائيلي قال «ان قيادة المقاومة هي من تقرر متى تقاوم وكيف وباي اسلوب والسلاح الذي تستخدمه.وصبرنا مرتبط بالتوقيت المناسب الذي نواجه فيه العدو والخروقات لاتفاق وقف النار».
وحول الاستحقاق الرئاسي قال: نحن حريصون على انتخاب رئيس على قاعدة ان تختار الكتل بتوافق وتفاهم، والالغائيون لا فرصة لهم. ونحن نعمل على اساس تكريس الوحدة والتعاون الداخلي للنهوض ببلدنا».
تفاهم امل وحزب الله حول الاستحقاق الرئاسي
وكان وفد من كتلة الوفاء للمقاومة برئاسة رئيسها النائب محمد رعد التقى امس الرئيس بري في عين التينة بحضور معاونه السياسي النائب علي حسن خليل، وجرى البحث في الاستحقاق الرئاسي واتفاق وقف النار.
واكد رعد بعد اللقاء «نحن اهل السلم والامن والحوار في الوطن، واهل الارادة والعزم والمقاومة ضد عدو الوطن».
وحول الاستحقاق الرئاسي قال «جرى التاكيد على وجوب مقاربتنا لهذا الاستحقاق بموقف متماسك ومتفاهم عليه اساسا بين حزب الله وحركة امل تحقيقا لما يراه الفريقان مناسبا للبلاد في المرحلة الراهنة».
تواصل بين القوات والتيار
وفي اطار التحركات بشان الرئاسة كشفت مصادر نيابية مطلعة لـ «الديار» امس انه على الرغم من الخلاف السياسي بين القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر، فان قنوات التواصل ناشطة بين الطرفين منذ ايام، وتتركز على امكانية مقاربة انتخاب الرئيس في اطار ايجابي، لكنها لم تتوصل الى خواتيمها او الى بلورة قواسم مشتركة حتى الان.
وحسب المصادر فان فكرة تنضيج هذا التواصل الى مستوى الاتفاق على مرشح موحد مسألة مطروحة لكن رئيس حزب القوات لم يكشف اوراقه في هذا المجال، لا سيما انه لم يتخل عن خيار تحسين الفرص لترشيح نفسه وان كان هذا الترشيح لم يظهّر رسميا.
بورصة الاسماء والغربلة قبل الجلسة
وفي شأن بورصة الاسماء المرشحة لم يطرأ على جدول الاسماء اي جديد، لكن المروحة الواسعة المتداولة في وسائل الاعلام مرشحة لان تضيق الى بضعة اسماء في اليومين المقبلين في اطار الغربلة التي بدأت في اليومين الماضيين، مع العلم ان بعض الكتل او التكتلات المستحدثة قد تلجأ الى التصويت لمرشحيها في الدورة الاولى قبل ان ينحصر السباق بعدها بين اسمين او ثلاثة، وربما يتبلور اسم وفاقي جامع يحظى باكثرية كبيرة.
زيارة هوكشتاين ومصير اتفاق وقف النار
من جهة اخرى تكتسب زيارة الموفد الاميركي اموس هوكشتاين غدا للبنان اهمية خاصة في ظل الاعتداءات والانتهاكات الاسرائيلية المتكررة والمتزايدة لاتفاق وقف النار، والتلويح بعدم الالتزام بمهلة الـ60 يوما للانسحاب من الاراضي التي احتلتها في الجنوب. وتكمن اهمية هذه الزيارة ايضا في انها تاتي عشية جلسة انتخاب رئيس الجمهورية.
تلويح اسرائيل بتاخير الانسحاب
وفي هذا الاطار افادت هيئة البث الاسرائيلية امس بانه «من المتوقع ان تبلغ اسرائيل واشنطن بانها لن تنسحب في لبنان في مهلة الـ60 يوما».
واضافت « انه من المتوقع ان تنقل اسرائيل رسالة الى الولايات المتحدة الاميركية بانها لن تسمح لسكان القرى اللبنانية القريبة من الحدود بالعودة الى منازلهم».
وقالت مصادر مطلعة لـ «الديار» امس ان لجنة متابعة ومراقبة تنفيذ الاتفاق لم تثبت رغم مرور اكثر من شهر واسبوع قدرتها وفعاليتها في كبح جماح العدوان الاسرائيلي، مشيرة الى انه بعد الاجتماع الاخير بين الرئيس بري ورئيس اللجنة الجنرال الاميركي جاسبر جيفرز كان ينتظر ان تصدر اشارات جدية وعملية لوقف الخروقات الاسرائيلية الا ان ما حصل بعد ساعات من اللقاء جاء عكس ذلك حيث نفذ جيش العدو مزيدا من الاعتداءات في المناطق المحتلة وتلك التي لم تكن محتلة مثلما حصل امس ايضا حيث اقتحمت خمس دبابات احد احياء بلدة بنت جبيل وقصفت احد المنازل. كما قامت قوة اسرائيلية بالتقدم من العديسة الى الطيبة ومشطت المنطقة.
واوضحت المصادر انه سيكون جردة مفصلة للاعتداءات والخروقات للرئيسين بري وميقاتي مع هوكشتاين، وتاكيد على مسؤولية والتزام واشنطن وباريس في ضمان تنفيذ الاتفاق وبالتالي الضغط الجاد والفعال على اسرائيل لتنفيذ الاتفاق والانسحاب من الاراضي المحتلة، وانتشار الجيش اللبناني جنوب الليطاني حتى الحدود، مع العلم انه كان اكد جهوزيته لهذا الانتشار.
وطرحت التسريبات والتلويحات الاسرائيلية الاخيرة علامات استفهام كبيرة حول موعد انسحاب جيش العدو الكامل، الامر الذي يضع الراعي الاساسي للاتفاق اميركا امام مسؤولياته والتزامه تجاه الاتفاق.
مصدر لـ «الديار»: ذاهبون الى مشكل كبير اذا لم ينسحب العدو
وحول التوقعات في حال لم تلتزم اسرائيل بمهلة الانسحاب، قال مصدر سياسي لـ «الديار» امس «ان ما نشهده منذ اللحظة الاولى لاعلان الاتفاق يضرب العدو الاسرائيلي بعرض الحائط كل بنود الاتفاق والقرار 1701، ولم يوقف عدوانه باشكال عديدة، بل يواصل حربه على لبنان تحت الشعارات نفسها وكأن الاتفاق لم يحصل».
واضاف «ان ما يقوم به العدو على الارض وما تعكسه وسائل الاعلام الاسرائيلية من مصادر رسمية وعسكرية يزيد القلق ويوحي بان جيش العدو لن ينسحب خلال مهلة الـ60 يوما. واذا ما حصل هذا الامر فاننا ذاهبون الى تعقيدات خطيرة ومشكل كبير».
وقال «ان تنكر وافشال اسرائيل لاتفاق وقف النار وتنفيذ القرار 1701 يكرس ويؤكد شرعية مقاومة قوات الاحتلال الاسرائيلي بكل الوسائل المتاحة».
وخلص المصدر الى القول «ان زيارة هوكشتاين على المحك لتثبيت تنفيذ كامل اتفاق وقف النار وفي مقدمه ضمان انسحاب القوات الاسرائيلية من الاراضي اللبنانية المحتلة خلال مهلة الـ60 يوما وفق نص الاتفاق».
يتم قراءة الآن
-
مصير الرئاسة والهدنة يحسمه هوكشتاين حزب الله: مُنفتحون على قائد الجيش... ولا «فيتو» سوى على سمير جعجع
-
هذه الكلفة المتوقّعة للحرب في حال تجدّدها
-
إنتخاب الرئيس الخميس؟ "البصمة" لبري و "النكهة" أميركيّة هل يتمكّن جعجع من تطيير النصاب... والاعلان "الأمر لي"؟
-
الموفد السعودي حيّر الجميع: مُواصفات لا اسم... والخيار لكم... وننسّق مع قطر!
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
20:34
هوكستين عقب لقائه ميقاتي: مازال لدينا 20 يوماً وسنستمر بالعمل الذي قمنا به لانسحاب الجيش الاسرائيلي وانتشار الجيش اللبناني بمواكبة اليونيفيل
-
20:33
هوكستين عقب لقائه ميقاتي: سررنا بانسحاب الجيش الاسرائيلي من القطاع الغربي وهذه الانسحابات ستستمر لتخرج إسرائيل بشكل كامل من الأراضي اللبنانية
-
18:03
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: نأمل في التوصل إلى وقف لإطلاق النار في غزة قريبا
-
17:19
هيئة البث الاسرائيلية: الجيش انسحب من القطاع الغربي في جنوب لبنان تمهيداً لانتشار الجيش اللبناني
-
16:33
دبابة إسرائيلية استهدفت بقذيفة منزلا عند أطراف بلدة عيترون في قضاء بنت جبيل
-
16:08
الحكومة الإسرائيلية: حزب الله يتواجد في مناطق بجنوب لبنان يجب أن ينسحب منها