اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يُعتبر النوع الثاني من داء السكري من أكثر الأمراض المزمنة شيوعًا، ويتميز بتأثيره العميق على وظائف الجسم المختلفة، لا سيما في عملية التمثيل الغذائي للدهون والبروتينات والكربوهيدرات. ينشأ هذا المرض نتيجة لعدم كفاية إنتاج البنكرياس لهرمون الأنسولين أو لعدم قدرة الجسم على استخدامه بشكل فعال، مما يؤدي إلى اضطراب كبير في مستويات السكر في الدم.

يمثل هذا الخلل تحديًا صحيًا كبيرًا، حيث تتأثر به العديد من أعضاء الجسم، بما في ذلك القلب، الكلى، الأوعية الدموية، والجهاز العصبي. ومن المعروف أن ارتفاع مستويات السكر في الدم بشكل مزمن يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطيرة، مثل أمراض القلب والشرايين، والفشل الكلوي، والاعتلال العصبي، وفقدان البصر.

وتشير الدراسات الحديثة إلى أن نمط الحياة يلعب دورًا رئيسيًا في تطور هذا المرض، حيث تُعد السمنة، قلة النشاط البدني، والنظام الغذائي غير الصحي من بين العوامل الرئيسية التي تزيد من خطر الإصابة به. ومع ذلك، فإن تبني أسلوب حياة صحي، يتضمن ممارسة التمارين الرياضية بانتظام، واتباع نظام غذائي متوازن، وإدارة التوتر، قد يساعد في تحسين استجابة الجسم للأنسولين وتقليل خطر الإصابة بالمرض أو التحكم فيه بشكل أفضل.

يؤكد الخبراء على أهمية التوعية بهذا المرض المزمن وأثره على الصحة العامة، ويشددون على ضرورة إجراء الفحوصات الدورية للكشف المبكر عنه، خاصة للأشخاص الذين لديهم تاريخ عائلي للإصابة أو عوامل خطر أخرى. كما يُعتبر الالتزام بالعلاج الطبي تحت إشراف الأطباء خطوة أساسية في إدارة المرض وتجنب مضاعفاته الخطيرة.

وتشير الدكتورة أولغا شوبو أخصائية إعادة التأهيل والطب الوقائي والتكيفي، إلى أن هذا المرض يؤدي إلى تدهور كبير في نوعية حياة المصاب. فما هي أسبابه وكيف يمكن تجنب الإصابة به. وفقا للطبيبة، فإن النوع الثاني من داء السكري على عكس النوع الأول، هو مرض مكتسب، ويظهر في مرحلة البلوغ بسبب الاستعداد الوراثي ونمط الحياة غير الصحي. ويمكن أن يصاب الشخص المعرض لخطر الإصابة بداء السكري حتى بسبب اضطراب بسيط بنمط حياته أو نظامه الغذائي.

وتشير الخبيرة، إلى أن نمط الحياة الصحيح هو أفضل وسيلة للوقاية من العديد من الأمراض المزمنة، بما فيها النوع الثاني من داء السكري. فمثلا يؤدي نمط الحياة الخامل إلى أن الميتوكوندريا، مصدر الطاقة الوحيد للخلايا "بطاريات" الجسم التي تنتج وتخزن وتوزع الطاقة اللازمة للخلايا، تبدأ تعمل ببطء. ونتيجة لذلك، يضطرب التمثيل الغذائي، بما فيه التمثيل الغذائي للكربوهيدرات، ويحدث انهيار في الجسم، ما يؤدي إلى داء السكري لأن الطاقة ضرورية لأي عمليات فسيولوجية وبيولوجية وهرمونية في الجسم.

وتقول: "يجب إضافة ممارسة الرياضة أو المشي في الهواء الطلق إلى قائمة المهام اليومية. وحتى ممارسة نشاط بدني معتدل ومنتظم في الهواء الطلق يساهم في تشبع الخلايا بالأكسجين اللازم وزيادة النشاط الحيوي للميتوكوندريا". ووفقا لها، يؤدي الإفراط في تناول الكربوهيدرات البسيطة للإصابة بالنوع الثاني من داء السكري، لأن الكربوهيدرات ترفع نسبة السكر في الدم، لذلك على المصاب بهذا المرض استبعاد الكربوهيدرات البسيطة أو سهلة الهضم - السكر والعسل والحلوى والمعجنات، وحتى الفواكه والثمار الحلوة من نظامه الغذائي.

وتقول: "قد يؤدي تناول الوجبات الخفيفة باستمرار إلى ارتفاع مستوى الأنسولين والغلوكوز في الدم لأنه عندما يتناول الإنسان وجبات خفيفة بشكل مستمر طوال اليوم، فإن وظيفة البنكرياس تختل، وينتج الأنسولين باستمرار، ما يؤدي إلى بقاء مستواه مرتفعا في الدم. وينتج من ذلك مقاومة الأنسولين، ما يثير خطر الإصابة بالنوع الثاني من داء السكري. ومقاومة الأنسولين هي أساس تطور الالتهاب المزمن في الجسم، لذلك من الأفضل ترك فترات فاصلة بين الوجبات لمدة 4-6 ساعات".

وبالإضافة إلى ذلك، يعتبر الإجهاد عاملا آخر يزيد من خطر مقاومة الأنسولين وتطور النوع الثاني من داء السكري لأن الإجهاد يسبب زيادة إنتاج الغلوكوز، ولكن البنكرياس يبدأ في إبطاء إنتاج الأنسولين، ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى الغلوكوز في الدم الذي قد يؤدي لاحقا إلى تطور داء السكري.

الأكثر قراءة

المنطقة ولبنان على فوهة بركان... وأزمة الطائرة الإيرانيّة تتفاعل ما الهدف من شيطنة الجمهور الشيعي؟ والجنوبيّون لن يوقفوا تحرّكاتهم