اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب



ما فعله رئيس تكتل "لبنان القوي" جبران باسيل بتسمية مرشح المعارضة نواف سلام لرئاسة الحكومة، لم يكن حتى ساعة متأخرة من موعد الإستشارات النيابية متوقعا، وبقي يتأرجح بين عدم الوضوح او الامتناع عن التسمية. الى ان حسم الجدل بتصويت التكتل لسلام. وهذا الأمر اثار تساؤلات عدة لجهة اصطفاف التيار الى جانب القوى المعارضة و"التغييرية"، وانقلابه معهم على خيار الثنائي الشيعي حكوميا .

لكن الواضح ان اعتبارات عدة ساهمت في موقف التيار وانقلابه الاستثنائي. وتغريده خارج إطار التحالف السابق مع الثنائي الشيعي، فباسيل الذي خسر كما تقول مصادر سياسية جزءا كبيرا من شعبيته المسيحية بسبب" فاولات". وذهابه الى خيارات تعاكس ما يريده الشارع المسيحي، استفاق فجأة وقرر العودة الى ستاتيكو التيار "الماضي" المرغوب به في الشارع المسيحي. والبدء بحركة تصحيحية لمصلحة تياره أولا، واستعادة الشعبية ثانيا، بعد ان تراجعت وضعيته المسيحية في الإنتخابات الماضية، وانتقلت الى حزب "القوات اللبنانية".

من الثابت ان التيار لن يسير عكس التيار المسيحي والوطني الجارف المؤيد لعهد الرئيس جوزاف عون، وقرر ركوب موجة التأييد والإجماع الشعبي للرئيس، وفتح صفحة جديدة معه، وطي صفحة الخلاف القديم والتوترات التي حكمت علاقة باسيل بجوزاف عون، عندما كان قائدا للجيش، وقد مهدت زيارة الرئيس السابق ميشال عون لتهنئة الرئيس الجديد بإزالة التشنج في العلاقة، وقد استكملت بالأمس بالزيارة الخاصة للسيدة ناديا عون الى قصر بعبدا للقاء السيدة الاولى.

وتؤكد مصادر سياسية ان تسمية التيار لنواف سلام لا يعني بالضرورة موقفا سلبيا من الثنائي، الذي يتطلع التيار الى الشراكة معه في المستقبل. فخيار الرئيس المكلف نواف سلام يعتبر ضربة موفقة في رصيد التيار، لأن اعتماد رئيس حكومة لا يحوذ ثقة الشارع المسيحي، يعتبر نهاية سياسية للتيار. لانه سيضعه في مرتبة المخربين لانطلاقة العهد الجديد، أضف الى ذلك فان ما فعله باسيل يعتبر " ردا" مباشرا على تصويت الثنائي لجوزاف عون في جلسة ٩ كانون الاول، وذلك يعكس الشرخ الذي أصاب العلاقة مع حزب الله، وكان بدأ مع حرب الإسناد ولم يتوقف حتى اليوم.

بالمقابل، فان المنحى الإيجابي الذي يسلكه التيار سينعكس على وضعيته السياسية والشعبية المسيحية، مما يضمن له المشاركة في الحكومة بحقائب ووزارات، إضافة الى تسوية وضعه الدولي، والبدء بمسار رفع العقوبات والعودة الى الحصن الدولي. ومن جهة التيار تقول مصادر مقربة منه ان التيار قرر فتح صفحة جديدة في العلاقة مع العماد جوزاف عون، وعدم عرقلة مسيرة العهد الجديد، وان الانفتاح على الرئيس المنتخب أتى انسجاما مع ما ورد في خطاب القسم. وضرورة إعطاء فرصة للعهد لإطلاق المسيرة الإصلاحية.

وكشفت مصادر التيار انه خلال توجه نواب التيار للقاء رئيس الجمهورية يوم الاثنين في الاستشارات الملزمة، اتصل الثنائي الشيعي بالنواب ، واستشاروهم بامكان تأجيل الاستشارات، لكنهم لم يوافقوا. كما كشفت المصادر انه حصلت اتصالات دولية واقليمية ، للتأكد من ان التيار ورئيسه جبران باسيل ليس ضد أحد في تسمية رئيس الحكومة.

واكدت المصادر ان الخلاف السابق مع رئيس الجمهورية وضع جانبا للانطلاق الى المستقبل، ونفت المصادر حصول مداخلات خارجية في هذا السياق، اذ لم يكن واردا تأييد الرئيس ميقاتي، على الرغم من تدخل عشرة وسطاء تحدثوا مع التيار في هذا الشأن .

الأكثر قراءة

لبنان امام استحقاق وقف النار وواشنطن: لإنهاء الإنسحاب بمهلة 60 يوماً سلام عرض على عون خارطة طريق لحكومة تحظى بثقة شعبية وعربية ودولية انطلاقة الجمهورية الثالثة بعد الانتخابات النيابية...وبن فرحان: السعودية لن تترك الشعب اللبناني