اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


فيتامين ك2 هو أحد العناصر الغذائية الأساسية التي تؤدي دورًا محوريًا في الحفاظ على صحة الجسم، ويتميّز بتأثيره الفريد مقارنةً بفيتامين ك1. يُعرف هذا الفيتامين بقدرته على تنظيم استخدام الكالسيوم في الجسم، وهو أمر ضروري لصحة العظام والقلب. ورغم قلة الحديث عنه مقارنة ببقية الفيتامينات، إلا أن دوره الأساسي يجعل من الضروري التعرف على أهميته ومصادره وكيفية تجنب نقصه.

تتركز أهمية فيتامين ك2 في تحسين صحة العظام من خلال تنشيط بروتين يُسمى أوستيوكالسين، الذي يساعد على ترسيب الكالسيوم داخل العظام وزيادة كثافتها. هذا الأمر يجعل فيتامين ك2 ضروريًا للوقاية من هشاشة العظام، خاصةً عند كبار السن. بالإضافة إلى ذلك، يُساهم فيتامين ك2 في الحفاظ على صحة القلب من خلال منعه لترسب الكالسيوم في جدران الأوعية الدموية والشرايين، مما يقلل من خطر الإصابة بتصلب الشرايين وأمراض القلب.

الدور الحيوي لفيتامين ك2 لا يقتصر فقط على صحة العظام والقلب، بل يمتد تأثيره ليشمل تعزيز الجهاز المناعي بآليات متعددة، حيث يساعد في تنظيم نشاط الخلايا المناعية وتحسين قدرتها على محاربة العدوى. وقد أظهرت الدراسات الحديثة أن نقص هذا الفيتامين قد يضعف الجهاز المناعي، مما يجعل الجسم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض والالتهابات المزمنة. بالإضافة إلى ذلك، يُظهر فيتامين ك2 دورًا واعدًا في الوقاية من الأمراض المزمنة مثل السكري وأمراض السرطان. فهو يساهم في تحسين حساسية الجسم للإنسولين، مما يقلل من خطر الإصابة بالسكري من النوع الثاني. كما أشارت الأبحاث إلى أن فيتامين ك2 قد يُقلل من تكاثر الخلايا السرطانية ويحد من تطور بعض أنواع الأورام، مما يجعله عنصرًا وقائيًا مهمًا في النظام الغذائي.

من ناحية أخرى، يُعتبر تنظيم الالتهابات إحدى الوظائف الأساسية لفيتامين ك2. فهو يعمل على كبح نشاط المركبات الالتهابية في الجسم، مثل السيتوكينات والبروتينات المحفزة للالتهاب، مما يُحسّن من الاستجابة المناعية ويقلل من الأضرار الناتجة عن الالتهابات المزمنة التي ترتبط بعدد من الأمراض، بما في ذلك أمراض القلب والأوعية الدموية.

أما بالنسبة للفئات الأكثر عرضة لنقص فيتامين ك2، فتشمل كبار السن الذين يعانون من تراجع قدرة الجهاز الهضمي على امتصاص العناصر الغذائية مع التقدم في العمر، مما يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض العظام والقلب. كما أن الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في الجهاز الهضمي، مثل متلازمة الأمعاء القصيرة، التهاب الأمعاء المزمن، أو القولون التقرحي، قد يجدون صعوبة في امتصاص الفيتامين بشكل كافٍ. بالإضافة إلى ذلك، يُعتبر النباتيون عرضة للنقص بشكل خاص بسبب قلة وجود فيتامين ك2 في الأغذية النباتية، ما يجعلهم بحاجة إلى البحث عن مصادر بديلة مثل المكملات الغذائية أو الأطعمة المخمرة.

تُظهر هذه النقاط أن أهمية فيتامين ك2 لا تقتصر على دوره في وظائف محددة، بل تشمل تأثيرات واسعة النطاق على الصحة العامة. وبالتالي، فإن الاهتمام بتوفير هذا الفيتامين في النظام الغذائي يمكن أن يكون خطوة أساسية في الوقاية من الأمراض وتعزيز جودة الحياة.

ختامًا، فيتامين ك2 هو عنصر غذائي أساسي لدعم الصحة العامة، خاصة صحة العظام والقلب. لذلك، يُنصح بالحرص على تضمينه في النظام الغذائي بشكل منتظم، أو استشارة الطبيب لتحديد الحاجة إلى مكملات غذائية تضمن حصول الجسم على الجرعات المناسبة.

 

الأكثر قراءة

ماكرون يُـنسق مع بن سلمان لمنع «تفخيخ» انطلاقة العهد لقاء بري ــ سلام : «الابواب غير مقفلة» امام التفاهمات ادعاءات جديدة في تفجير المرفأ والقرار الظني في نيسان؟