اذا كان 84 نائباً قد استيقظوا بعصا السحرة أو بعصا القناصل، واختاروا نوف سلام رئيساً للحكومة، لماذا لم يتصلوا بالرئيس نبيه بري، وهو المايسترو البارع في كل الاستحقاقات الكبرى، ليكون الى جانبهم في الخيار، الا اذا كان صاحب العصا يريد ابعاد الثنائي، بل وابعاد الطائفة، عن الخطوات التي ستتخذ في المرحلة المقبلة؟ وكلنا نعلم الى أين تتجه هذه الخطوات، بعدما قصرت المسافة كثيراً بين حواضر العرب وأورشليم. الغريب أنه كلما ذهب "الاسرائيليون" الى أقصى حالات البربرية زاد عشق العرب لهم...
الثنائي بين القوى المتشابكة والأسلاك الشائكة. مثلما يوضع السيناريو الخاص بتدجين غزة وأهلها، ليذهب كل ذلك الدم هباء، ثمة سيناريو لتدجين المقاومة وأهلها في لبنان. هنا اللعبة الخطرة. لا اعمار، ولا عودة الى مدنكم وقراكم، الا بعد أن ترفعوا الرايات البيضاء على سطوح منازلكم، لكي يرقص سكان الجليل فوق ظهوركم.
ما لاحظناه كلبنانيين بعيدين كلياً عن مفهوم السيادة، وعن مفهوم الدولة التي بين براثن الآخرين، أننا أرتضينا سوقنا كما الماعز، دون أن ندري الى السكين أم الى الكلأ. لا هونغ كونغ ولا هانوي. دولة على شكل الفضيحة، وبحجم الفضيحة. الحجة أن الشيعة، بتبعيتهم لآيات الله، هم المسؤولون عن كل المصائب التي حلت باللبنانيين منذ عام 2000 . الآن انقلب المشهد رأساً على عقب ليس في لبنان فقط، وانما في كل الشرق الأوسط.
في هذه الحال، لا بد من معاقبة الجناة ليس فقط بالمنفى الداخلي، بل اذا اقتضى الأمر بالنفي الخارجي، لتقفل يوميات البكاء، ويغدو لبنان بيفرلي هيلز المنطقة، ولترقص جنيفر لوبيز على أكتافنا، بساقي شهرزاد التي فتحت أبواب الأزمنة وأتت الينا . هل بقي سراً أن أحد سفراء "اللجنة الخماسية" عرض ليس فقط تمويل أي عملية لاقتلاع الشيعة من السلطة، وانما لاقتلاعهم من الدولة، لتتكرس وحدة المصير بين دمشق وبيروت، ولكن في الطريق الآخر الذي هو طريق الجنة لا طريق جهنم؟
التغطية الدولية غب الطلب. لا مشكلة على الاطلاق . لبنان بات بحاجة الى عملية جراحية كبرى من أجل بناء مستقبل بعيد عن لعبة الخنادق ولعبة القبور.
لا غبار البتة على نواف سلام. البعض يرى أنه يمكن أن يشكل مع الرئيس جوزف عون ثنائياً مماثلاً لثنائية فؤاد شهاب ورشيد كرامي. لكن أكلة الجبنة الذين اشتكى منهم شهاب آنذاك وعلى الطريقة الديغولية، هم الآن أكلة لحوم البشر. الى ذلك ان الظروف الداخلية والاقليمية والدولية، باتت أكثر تعقيدا. أين هو العالم الآن، واين هو الشرق الأوسط؟
لا توازنات على مستوى الاقليم، ولا توازنات على مستوى العالم. تصوروا أن يكون هناك رئيس للولايات المتحدة، ويهدد حركة حماس بالجحيم. هل ثمة من جحيم أشد هولاً من الجحيم الحالي؟ حقاً، ماذا ينتظر المنطقة، بل ماذا يبدأ هذا الرجل بالطرق على الأبواب ؟ الى الملاجئ أم الى الكهوف؟
في متابعتنا للتعليقات وللمقالات التي تنشر في صحف اليمين في "اسرائيل"، نتوقف عند قولهم " العرب أكثر حماساً منا لدفن القضية الفلسطينية". ترامب الذي نقل السفارة الأميركية الى القدس، وعد "اللوبي اليهودي" بما هو أخطر بكثير، تفريغ الضفة والقطاع من أهلها، وتوزيع السكان على البلدان العربية، ولو اقتضى الأمر ازالة دولة أو أكثر من الخريطة. انتظروا أمراً أميركياً بتوطين اللاجئين الفلسطينيين. البحث في وقت لاحق، عن مكان تهجير عرب الجليل.
بسلئيل سموتريتش قال أول أمس "اننا نعيش وقتاً حاسماً ومصيرياً ، بالنسبة الى أمن ومستقبل ووجود دولة "اسرائيل". كلام غريب. من هي الجهة التي يقصدها وزير المالية "الاسرائيلية"؟ العرب ما زالوا في غيبوبتهم الكبرى، ودون أن يكون هناك أي مجال لتوازن الحد الأدنى بين قوى المقاومة والأرمادا العسكرية "الاسرائيلية"، مع وجود المظلة السياسية والعسكرية الأميركية. هل هو التصدع الداخلي، أم أن الرجل يخشى من الذوبان في الحالة الأميركية، كما حذر ناحوم غولدمان في آخر ايامه، داعياً الى تحول "اسرائيل"، وهو أحد آبائها، الى "فاتيكان يهودي".
ثمة في لينان أكتر من مثال دونكيشوتي، ويعتبر تفسه منتصراً إن بانتخاب العماد جوزف عون أو باختيار الرئيس نواف سلام. اذاً، فليحكم ويدع المنهزم خارج السلطة. وهذا أفضل قرار (قرار تاريخي) يتخذه الثنائي بعد سنوات من الضرب على الظهر وعلى الصدر وعلى الخاصرة. الفريق الآخر قال عن مسرحية الاثنين انها أتت في اطار اللعبة الديموقراطية. اذاً، لتأخذ الديموقراطية مجراها، وطبعاً على الطريقة اللبنانية، حيث يتداخل على نحو مروع العامل السياسي مع العامل الطائفي. ولتكن العودة بالقباقيب الشامية، الى سراويل وعباءات القناصل.
كسر الثقة، وكانت الثقة وتبقى الأساس، في العيش المشترك، وفي التفاعل الخلاق بين الثقافات، يعني كسر لبنان، لنرى في نموذج البيت الصيني نموذج الدولة اللبنانية. حين يسقط عمود من هذا البيت، يسقط البيت بأكمله ...
يتم قراءة الآن
-
إنذار سعودي أخير وخطير للبنان
-
المخاطر تتزاحم: «إسرائيل»... أمن المخيمات... والخطر السوري؟ واشنطن تصرّ على تهميش باريس... ولا تفعيل للجنة وقف النار تفاهم «ثلاثي» على تعيينات قضائية ومالية في الحكومة اليوم
-
لبنان بين الوصاية السوريّة والوصاية "الإسرائيليّة"
-
هل سيستقبل لبنان الشيباني بعد تهديدات الشرع؟ موسم الاصطياف ينعش لبنان رغم شائعات الحرب قانون الانتخابات محور الصراعات الكبرى والجنوب محاصر بالمسيّرات
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
11:20
الخارجية الفلسطينية تطالب بإجراءات دولية ضد اعتداءات المستوطنين في سنجل شمال رام الله
-
11:15
اردوغان: - المجازر الإرهابية الهمجية في غزة ناجمة عن عدم تحالف الأتراك والأكراد والعرب.
-
11:14
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان: شعب غزة المظلوم يتعرض للإبادة وسنقف إلى جانبهم.
-
10:54
السفير السعودي وليد البخاري وصل إلى المقر البطريركي في البلمند، للقاء البطريرك يوحنا العاشر
-
10:51
تايوان تنشر صواريخ هيمارس الأميركية في تدريبات سنوية
-
10:33
شبكة ABC: حصيلة قتلى فيضانات ولاية تكساس ترتفع إلى 129 و166 في عداد المفقودين
