ظاهرة في مدينة طرابلس، يقتضي التوقف عندها ومعالجة خفاياها، حيث باتت المدينة غير آمنة في وضح النهار، فكيف تحت جنح الظلام؟
ثلاث عمليات نشل في وضح النهار، حصلت في مدينة طرابلس وخلال اسبوع واحد، بل يكاد الامر يصل الى تسجيل اكثر من حادثة يومية للنشل والسلب بقوة السلاح، وأخطر ما في تلك العمليات استعمال الدراجات النارية للنشل، والفرار السريع والتواري عن الانظار...
تستهدف غالبية عمليات النشل السيدات والفتيات، وبعض الرجال المتقدمين بالسن.
مَن يتجول في مدينة طرابلس، اول ما يلاحظه ذلك الكم الهائل من الدراجات النارية، المنتشرة والمتجولة ذهابا وايابا في شوارع المدينة وبين السيارات، التي لطالما تسببوا بحوادث، فان اول تساؤل يطرحه : ما هي اسباب هذا الانتشار المثير للدراجات النارية في طرابلس بخاصة... والشمال بعامة؟ وهل باتت طرابلس اشبه بشوارع الدول الفقيرة جدا ؟
لكن حين تسجل عمليات نشل واسعة الانتشار، وقد تفاقمت في الآونة الاخيرة، فان المرء يدرك لاي اهداف تستعمل هذه الدراجات في الشوارع والازقة والاحياء الطرابلسية.
فعلى الكورنيش البحري لمدينة الميناء، كانت سيدة تلاعب اطفالها ففوجئت بدراجة نارية على متنها رجل مسلح، انتزع منها حقيبتها، وكاد ان يتسبب لها بكسور واسرع بالمغادرة، وحين حاول احد المواطنين ملاحقته شهر بوجهه السلاح مهددا واختفى عن الانظار.
عملية نشل اخرى وقعت نهار امس، عندما ركنت سيدة سيارتها امام رصيف حديقة الملك فهد مقابل المعرض الدولي، وهمت بالتوجه الى مكان تقصده، ففوجئت بمسلحين احدهما ملثم، على دراجة نارية وانتزع منها حقيبتها، واقدم على ضربها فاصيبت بكدمات في جبينها وانفها، وحاول احد المارة التصدي لهما فشهرا الاسلحة بوجهه، وفر النشالان مختفيين بسرعة بواسطة دراجتهما النارية.
وامس ايضا، عند خروج احد المسؤولين في ادارة عامة من عمله متوجها الى سيارته، وبيده محفظة تحوي اوراقا رسمية وشخصية، وبطاقات ومفاتيح ومبلغا من المال، فوجىء بمسلح على دراجة نارية ينتزع منه المحفظة ويختفي بدراجته، مسرعا بين السيارات ومتواريا عن الانظار.
عمليات كثيرة تتكرر في طرابلس، لكنها في الآونة الاخيرة باتت ظاهرة تنذر بعواقب وخيمة، تؤذي وجه طرابلس المعروف، وتجعلها مدينة تفتقد الامن والامان، وهي مشاهد وحوادث غير مسبوقة، لم تحصل في اصعب الظروف التي مرت بها طرابلس.
التساؤلات المطروحة: هل لهذه الظاهرة علاقة بارتفاع مستوى الفقر والجوع في المدينة؟ ... ام ان لهذه الحوادث اسبابا اخرى، منها جعل طرابلس مدينة غير آمنة، لـ "التعليم" على الاجهزة الامنية؟
والاهم، لماذا لم تتخذ اجراءات حاسمة وحازمة وملاحقة الدراجات النارية والحد من انتشارها، ووضع قوانين صارمة لها ومنعها من التجول خاصة بين السيارات، عدا الحركات البهلوانية عليها من قبل الفتيان او تلك التي تنقل عائلة مؤلفة من زوج وزوجة واربعة اطفال على دراجة واحدة، واحيانا يصل عدد الاطفال الى ستة؟؟؟...
شرطة بلدية الميناء، نفذت حملة واسعة على الكورنيش البحري، بمساندة دوريات الجيش اللبناني، اسفرت عن ضبط عشرات الدراجات النارية المخالفة، وضبط اسلحة بيضاء وفردية، وكميات من المخدرات وتوقيف شبان...
لكن المطلوب هو رفع التدابير والاجراءات الامنية، وتسيير دوريات امنية للجيش والقوى الامنية في كافة شوارع طرابلس، ومكافحة ظاهرة الدراجات النارية، وملاحقة عصابات النشل، ولا سيما ان الكاميرات المنصوبة في الشوارع كفيلة بكشف هذه العصابات وملاذهم وحركتهم اليومية في المدينة.
باتت طرابلس بحاجة الى خطة امنية جدية لحمايتها من العصابات، التي فلت زمامها مؤخرا والتي تهدد أمن المواطنين وسلامتهم.
يتم قراءة الآن
-
معركة زحلة حسمت الجمعة... تعليمة جوية وصلت الضاهر: STOP
-
اورتاغوس تصعّد من الدوحة ولبنان يصر على «الحوار» بيروت تستعد لصيف بلا عتمة... وصندوق النقد غير راضٍ
-
خرق الجمل «يهز» مُناصفة بيروت...ورسائل سياسيّة من البقاع «الثنائي» «والقوات» أكبر الرابحين... والمجتمع المدني أول الخاسرين القاهرة القلقة من التطوّرات الإقليميّة تدعم «حكمة» الرئيس عون
-
الأفضل لسورية... التطبيع أم التقطيع؟
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
14:26
وزارة الصحة: سقوط شهيد وإصابة شخص بجروح نتيجة الغارة الاسرائيلي على بلدة ياطر
-
14:05
"رويترز": أميركا تعين سفيرها لدى تركيا مبعوثا خاصا إلى سوريا
-
13:58
الرئيسان عون وعباس يعقدان اجتماعاً ثنائياً في صالون السفراء قبل انعقاد الاجتماع الموسع بين الوفدين اللبناني والفلسطيني
-
13:50
وصول الرئيس الفلسطيني محمود عباس الى قصر بعبدا للقاء الرئيس عون
-
13:47
مجلس الشورى الإيراني في بيان رداً على تصريحات لمسؤولين في الكونغرس الأميركي: إيران لم تسع أبداً لامتلاك أسلحة نووية وملتزمة بمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية
-
13:46
مجلس الشورى الإيراني: لا يمكن تحديد مستوى تخصيب اليورانيوم في إيران بأقل من 20% بل أن نسبة التخصيب ستعتمد على احتياجات الشعب الإيراني السلمية
