اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

 

لم يكن تغير المزاج السني مرتبطاً فقط بتبدل وجهة التصويت النيابي السني منذ ايام من "جيب" رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، الى "جيب" القاضي نواف سلام، والذي اضحى اليوم الرئيس المكلف لتشكيل الحكومة، بل يعود الى ما قبل ذلك، وهو مرتبط بالتطورات الحاصلة في لبنان وسورية والمنطقة.

وتكشف اوساط بيروتية مطلعة على الاجواء السنية، ان "الفتور" السني كان منذ بداية طوفان الاقصى، وفي ظل وجود مزاج عربي عام وخليجي خصوصاً غير متحمس لحركة حماس، وكذلك لحرب الإسناد التي خاضها حزب الله بدعم ايراني، وبمشاركة الحشد الشعبي العراقي، وصولاً الى الحوثيين ومشاركتهم الفاعلة والعابرة لآلاف الكيلومترات.

وتشير الاوساط الى ان الفتور السني زاد بعد انتهاء حرب لبنان، وما خلفتها من خسائر في بنية حزب الله القيادية والعسكرية، والهجمة العدوانية والهمجية الصهيونية على لبنان والمقاومة وبيئتها، ووسط وجود لا مبالاة عربية او خليجية وحتى اقليمية ودولية، بما يجري في لبنان، وصولاً الى اتفاق لوقف إطلاق النار، هدف داعموه الدوليين، ولا سيما الاميركيين، الى إطلاق يد المجرم نتانياهو في لبنان، رغم وجود اتفاق لوقف اطلاق النار لم يلتزم به العدو ويمارس اجرامه وعدوانه بشكل يومي على اكثر من 60 قرية جنوبية.

وتلفت الاوساط الى ان سُنة لبنان ايضاً تلقوا "صدمة" سقوط النظام السوري بشكل ايجابي واعطاهم زخماً، لا سيما القوى السنية التي كانت تعادي نظام الاسد في سورية، ولا سيما البيئة الاصولية الاسلامية و "الجماعة الاسلامية" و "السلفيين" في طرابلس والشمال وبيروت وصيدا و "تيار المستقبل".

وترجم السنة هذه الصدمة الايجابية بحساباتهم، كردة فعل "وانتصار" على هذا النظام وحلفائه وداعميه، وخصوصاً ايران وحزب الله. واعتبروا سقوط الاسد تراجعاً لهذا المحور وضعف "سطوته"، بعد انتهاء العدوان في لبنان واعتبارها انتكاسة للحزب وداعميه.

وتلفت الاوساط الى ان الانحياز الكامل لمحور السعودية- اميركا والتصويت لنواف سلام، والتخلي عن التعهد بالتصويت لنجيب ميقاتي في الاستشارات، كانت "القشة التي قصمت ظهر البعير"، خصوصاً من النواب السنة الذين كانوا يعدون قريبين او متحالفين او متفاهمين مع حزب الله، وتُعتبر العلاقة بينهم "دافئة"، وهناك تفاهم بين هؤلاء النواب و "الثنائي الشيعي" على التنسيق في الملفات الحساسة كالرئاسة الاولى ورئاسة الحكومة وغيرها من القضايا المصيرية.

وتشير الاوساط الى ان ما يجري على الساحة السنية الآن سيكون له تداعيات، خصوصاً انه يتردد وجود توجه لتحالفات نيابية جديدة وتكتلات سنية، قد تتشكل تحت عناوين عديدة منها "حماية الطائفة السنية"، و"حماية صلاحيات رئاسة الحكومة"، وكلها قد تكون مغطاة وبطلب من السعودية وقد تكون بغطاء ديني وسياسي.

في المقابل، تؤكد اوساط مطلعة على اجواء حزب الله، انه منشغل حالياً بموضوع الجنوب وتشكيل الحكومة، ولكن هذا لا يعني ان ليس له موقف مما يجري او لديه قراءاته الخاصة لما جرى، وسيكون له تقويم للمرحلة الماضية والحالية والمستقبلية بما يتلاءم مع توجهاته السياسية والحزبية، وبما فيه مصلحة الحزب والمصلحة الوطنية.

وتكشف الاوساط ان الحزب وقيادته في مرحلة "صمت وترقب"، ووسط تعميم داخلي بالاكتفاء بالتصريحات التي يدلي بها نواب معنيون وفي مناسبات محددة، كالتصريح المقتصب للنائب الحاج محمد رعد في بعبدا منذ ايام، وبعض النواب في تصريحات "مدروسة" بعناية وفي مناسبات محددة.

الأكثر قراءة

ماكرون يُـنسق مع بن سلمان لمنع «تفخيخ» انطلاقة العهد لقاء بري ــ سلام : «الابواب غير مقفلة» امام التفاهمات ادعاءات جديدة في تفجير المرفأ والقرار الظني في نيسان؟