اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب

ترغب فرنسا بتأدية دور أكبر في مستقبل لبنان، انمائياً واقتصادياً وفرنكوفونياً، إذا ما استطاعت إزالة لغم تطبيق اتفاق وقف النار بين اسرائيل ولبنان، ومع حزب الله تحديداً.

ولهذا السبب يستغل الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون زيارته الى لبنان لوضع اتفاق وقف إطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله موضع التنفيذ! فهذا الاتفاق كان قد أعلن عنه ماكرون شخصياً مع الرئيس الاميركي جو بايدن في 26 تشرين الثاني المقبل.

وإذا كانت اسرائيل قد بدأت بتنفيذ الاتفاق بالانسحاب من عدد من المواقع، إلا أن ممارساتها في القصف وتفجير المنازل وتجريف الأراضي تترك مجالاً للشك في التزاماتها!

خاصةً مع معلومات عن إرادتها في عدم الانسحاب من بعض النقاط والتلال، أو لجهة تردد معلومات عن نيتها بإطالة فترة الستين يوماً الى شهر إضافي.

ويبقى أيضاً التزام حزب الله بالتنفيذ الكامل من جهته.

فهل ينجح الرئيس ماكرون في إقناع اسرائيل بتنفيذ كامل للاتفاق. ومن جهة أخرى، هل سيوضح ماكرون لحزب الله مضمون الاتفاق، خاصة في شمال الليطاني؟

التزام ماكرون بتنفيذ الاتفاق سيكون عملياً أيضاً عبر دور فرنسا في اليونيفيل، وكذلك في لجنة الرقابة على تنفيذ الاتفاق، التي يؤدي الفرنسيون دوراً أساسياً فيها الى جانب الأميركيين.

أدّى ماكرون دوراً إيجابياً أيضاً في انتخاب الرئيس جوزاف عون. وفي حث المسؤولين اللبنانيين على انتخاب رئيس للجمهورية في السنتين الماضيتين.

فكان موفده جان إيف لودريان حركة لا تهدأ بين باريس وبيروت. وهو تحدث وشاور وضغط... حتى نجح بالتعاون مع الأميركيين والسعوديين والخماسية في إقناع الكثير من اللبنانيين بانتخاب رئيس، وبانتخاب قائد الجيش جوزف عون رئيساً للجمهورية.

فرنسا كانت حاولت الوصول مع الولايات المتحدة الى اتفاق لوقف إطلاق النار بين اسرائيل وحزب الله عشية اغتيال السيد حسن نصرالله، وكانت أطلقت مبادرة ال 21 يوماً لوقف النار من أروقة الأمم المتحدة بواسطة وزير خارجيتها جان نويل بارو.

وفي حين يعزز الأميركيون دورهم في اتفاق جديد لوقف إطلاق النار؛ هذه المرة بين اسرائيل وحماس، على اساس صفقة تبادل الأسرى، فإن فرنسا تكتفي بدورها في لبنان في المنطقة، بانتظار تعريز دورها في سورية عبر الاتحاد الأوروبي.

«التأكيد على الالتزام المطلق لفرنسا بدعم لبنان ودعم وحدته وسيادته».

بهذا الكلمات أوجز الرئيس الفرنسي هدف زيارته الى لبنان نهار الجمعة في السابع عشر من كانون الثاني الجاري.

هدف الزيارة بحسب بيان قصر الإليزيه، هو الإجابة على تطلعات الشعب اللبناني، التي وقفت فرنسا الى جانبه في كل الظروف بحسب البيان.

يبقى أن قسماً كبيراً من اللبنانيين يحمل عتباً كبيراً على الرئيس ماكرون، بعدما تخلى باسم المجتمع الدولي عن ثورة 17 تشرين، التي كانت تحمل مطالب اللبنانيين وتطلعاتهم.

ماكرون فضّل يومذاك التعاون مع الطبقة الحاكمة، خلال زيارته للبنان إبان ثورة 17 تشرين، لأن هذه الطبقة السياسية بحسب قوله منتخبة ديموقراطياً! في حين أنه لم يواكب يومذاك شرعية تصويت الثورة في الشارع!

اليوم، صفحة جديدة تُفتح في لبنان مع الرئيسين عون وسلام. فهل يحمل ماكرون ضمانة ما لتطبيق جدي لوقف إطلاق النار من كل الأطراف؟! وهل ينجح بالتالي في فك صاعق اللغم الأمني القادر على إعادة الحرب؟! هذا ما يأمله اللبنانيون، على الأقل، للذهاب الى إعادة إعمار جدي للبنان!

* كاتب ومحلل سياسي

الأكثر قراءة

دعم دولي وعربي غير مسبوق وماكرون: مؤتمر دولي للتمويل والإعمار موقف الثنائي بعد الاطلاع على التشكيل والأجواء ايجابية بري لإعلاميين: الأجواء جيدة والأمور نحو الحل