أظهرت دراسة حديثة وجود علاقة وثيقة بين توقيت النوم وجودة المزاج، حيث أكدت أن التوقيت الذي يختاره الأفراد للنوم يمكن أن يؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية. الدراسة التي أجريت على عدد كبير من المشاركين، جمعت بين التحليل العلمي لبيانات النوم والمزاج، مما يوفر فهمًا أعمق لأهمية نمط النوم على الصحة العقلية.
أشارت النتائج إلى أن الأشخاص الذين ينامون في وقت مبكر ويميلون إلى الاستيقاظ مع شروق الشمس يتمتعون بحالة مزاجية أفضل مقارنة بمن ينامون في وقت متأخر ويستيقظون في ساعات متأخرة من الصباح. هذا النمط، المعروف بـ "نمط النوم المتأخر"، قد يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، نتيجة لتداخل توقيت النوم مع الإيقاع الطبيعي للجسم، المعروف بالساعة البيولوجية.
الساعة البيولوجية هي النظام الداخلي الذي ينظم دورات النوم والاستيقاظ، ويتحكم أيضًا في مستويات الهرمونات المرتبطة بالمزاج، مثل السيروتونين والكورتيزول. عند النوم في أوقات تتماشى مع دورة الليل والنهار، تعمل الساعة البيولوجية بكفاءة، مما يعزز الشعور بالسعادة والراحة النفسية. على العكس، عندما يختل هذا التوازن بسبب النوم المتأخر أو غير المنتظم، يمكن أن يتسبب ذلك في شعور بالتوتر وعدم الاستقرار العاطفي.
الدراسة ليست الأولى من نوعها، ولكنها تسلط الضوء على الرابط القوي بين نمط النوم والصحة النفسية بشكل أكبر من الدراسات السابقة. وقد أوضحت أن التحول التدريجي نحو النوم المبكر يمكن أن يساعد في تحسين المزاج والحد من أعراض الاكتئاب. كما أن الالتزام بجدول نوم منتظم يساعد في تحسين نوعية النوم بشكل عام.
لتجنب الآثار السلبية لنمط النوم المتأخر، ينصح الخبراء بتحديد وقت نوم ثابت يوميًا، والابتعاد عن الشاشات والأجهزة الإلكترونية قبل النوم، إضافة إلى تخصيص وقت للاسترخاء والتأمل. كذلك، يُفضل التعرض لضوء الشمس صباحًا لتحفيز الساعة البيولوجية وضمان بداية يوم مليئة بالطاقة.
تكتسب هذه الدراسة أهمية خاصة في ظل تزايد المشاكل النفسية المرتبطة بنمط الحياة الحديث. من خلال تحسين عادات النوم، يمكن للأفراد تعزيز صحتهم النفسية وتقليل الضغط النفسي. كما تسهم النتائج في زيادة الوعي لدى المجتمع حول أهمية الالتزام بنمط نوم صحي لتحقيق توازن أفضل بين الصحة الجسدية والعقلية.
ختامًا، يمكن القول إن توقيت النوم ليس مجرد عادة يومية، بل عامل أساسي يؤثر على حياتنا النفسية والجسدية. إن تبني عادات نوم صحية قد يكون الخطوة الأولى نحو حياة أكثر سعادة واستقرارًا.
يتم قراءة الآن
-
ايجابيات وسلبيات التعميمين 158 و166 غبريل للديار : اتخذ مصرف لبنان قرار رفع سقف قيمةً السحوبات لان الحل الشامل للودائع متأخر
-
برّاك يطرح تسوية صعبة والحكومة على مفترق طرق تحويلات المغتربين تبقي الاقتصاد حيًّا رغم الأزمات انطلاق الامتحانات الرسمية وسط احتجاجات وتحديات تربوية
-
أين إيران في تغيير الشرق الأوسط؟
-
نداء الساحل السوري: أنقذوا ما تبقى منا
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
23:33
الحكومة السورية: - نرحب بأي مسار مع قسد من شأنه تعزيز وحدة وسلامة أراضي البلاد
-
23:33
الحكومة السورية: متمسكون بمبدأ سوريا الواحدة وجيش واحد وحكومة واحدة
-
23:33
بيتكوين تسجل مستوى قياسيا مرتفعا جديدا عند 111051 دولارا بارتفاع 2.2%
-
23:32
قصف مدفعي وفوسفوري على أطراف الوزاني
-
22:55
الرياضي يفوز على الحكمة بنتيجة 83 - 75 ويتقدم 3-1 في السلسلة النهائية من "ديكاتلون" بطولة لبنان لكرة السلة
-
22:05
- القاضية دورا الخازن ادعت على جاد غاريوس مدير شركة betarabia بالتهرب الضريبي وإثراء غير مشروع وتبييض الأموال
