اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


أظهرت دراسة حديثة وجود علاقة وثيقة بين توقيت النوم وجودة المزاج، حيث أكدت أن التوقيت الذي يختاره الأفراد للنوم يمكن أن يؤثر بشكل كبير على صحتهم النفسية. الدراسة التي أجريت على عدد كبير من المشاركين، جمعت بين التحليل العلمي لبيانات النوم والمزاج، مما يوفر فهمًا أعمق لأهمية نمط النوم على الصحة العقلية.

أشارت النتائج إلى أن الأشخاص الذين ينامون في وقت مبكر ويميلون إلى الاستيقاظ مع شروق الشمس يتمتعون بحالة مزاجية أفضل مقارنة بمن ينامون في وقت متأخر ويستيقظون في ساعات متأخرة من الصباح. هذا النمط، المعروف بـ "نمط النوم المتأخر"، قد يزيد من خطر الإصابة بالاكتئاب والقلق، نتيجة لتداخل توقيت النوم مع الإيقاع الطبيعي للجسم، المعروف بالساعة البيولوجية.

الساعة البيولوجية هي النظام الداخلي الذي ينظم دورات النوم والاستيقاظ، ويتحكم أيضًا في مستويات الهرمونات المرتبطة بالمزاج، مثل السيروتونين والكورتيزول. عند النوم في أوقات تتماشى مع دورة الليل والنهار، تعمل الساعة البيولوجية بكفاءة، مما يعزز الشعور بالسعادة والراحة النفسية. على العكس، عندما يختل هذا التوازن بسبب النوم المتأخر أو غير المنتظم، يمكن أن يتسبب ذلك في شعور بالتوتر وعدم الاستقرار العاطفي.

الدراسة ليست الأولى من نوعها، ولكنها تسلط الضوء على الرابط القوي بين نمط النوم والصحة النفسية بشكل أكبر من الدراسات السابقة. وقد أوضحت أن التحول التدريجي نحو النوم المبكر يمكن أن يساعد في تحسين المزاج والحد من أعراض الاكتئاب. كما أن الالتزام بجدول نوم منتظم يساعد في تحسين نوعية النوم بشكل عام.

لتجنب الآثار السلبية لنمط النوم المتأخر، ينصح الخبراء بتحديد وقت نوم ثابت يوميًا، والابتعاد عن الشاشات والأجهزة الإلكترونية قبل النوم، إضافة إلى تخصيص وقت للاسترخاء والتأمل. كذلك، يُفضل التعرض لضوء الشمس صباحًا لتحفيز الساعة البيولوجية وضمان بداية يوم مليئة بالطاقة.

تكتسب هذه الدراسة أهمية خاصة في ظل تزايد المشاكل النفسية المرتبطة بنمط الحياة الحديث. من خلال تحسين عادات النوم، يمكن للأفراد تعزيز صحتهم النفسية وتقليل الضغط النفسي. كما تسهم النتائج في زيادة الوعي لدى المجتمع حول أهمية الالتزام بنمط نوم صحي لتحقيق توازن أفضل بين الصحة الجسدية والعقلية.

ختامًا، يمكن القول إن توقيت النوم ليس مجرد عادة يومية، بل عامل أساسي يؤثر على حياتنا النفسية والجسدية. إن تبني عادات نوم صحية قد يكون الخطوة الأولى نحو حياة أكثر سعادة واستقرارًا.

الأكثر قراءة

دعم دولي لولادة حكومية قيصرية بثقة متواضعة الدوحة تعود الى بيروت من جديد... دعم للمؤسسات ونفط وغاز واشنطن لنتنياهو: لاستبعاد خيار تجدد المعارك في لبنان