اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب


يعتبر مرض الصرع واحدًا من أكثر الاضطرابات العصبية شيوعًا، حيث يعاني منه ملايين الأشخاص حول العالم. يتميز الصرع بنوبات متكررة نتيجة نشاط كهربائي غير طبيعي في الدماغ. هذه النوبات يمكن أن تتراوح بين حركات وتشنجات بسيطة إلى فقدان الوعي الكامل، مما يجعل المرض معقدًا ومتعدد الأشكال. لفهم الصرع بشكل أعمق، من المهم التعرف الى أسبابه، أعراضه، وكيفية التعامل معه للحد من تأثيره في حياة المريض.

الصرع هو اضطراب عصبي مزمن يصيب الدماغ، يتميز بوجود نشاط غير طبيعي في الخلايا العصبية. يحدث ذلك نتيجة عوامل متعددة، منها الوراثة، إصابات الدماغ، السكتات الدماغية، أو التهابات الجهاز العصبي. غالبًا ما يُشخص الصرع عند حدوث نوبتين أو أكثر دون سبب واضح مثل الحمى أو انخفاض مستويات السكر في الدم. يمكن أن تظهر النوبات بشكل مختلف بين المرضى، حيث يعاني البعض من تشنجات كاملة، بينما قد يختبر آخرون نوبات صامتة تشمل توقفًا مؤقتًا عن التفاعل مع المحيط.

قد يكون الصرع وراثيًا في بعض الحالات، حيث تزيد العوامل الجينية من احتمالية الإصابة. إلا أن هناك أسبابًا أخرى تشمل إصابات الدماغ الناتجة من الحوادث، الأورام الدماغية، السكتات الدماغية، التهابات الجهاز العصبي مثل التهاب السحايا، ونقص الأوكسجين أثناء الولادة. كذلك، قد تساهم بعض الحالات الصحية مثل أمراض القلب وأمراض الكلى في زيادة خطر الإصابة.

تختلف أعراض نوبات الصرع حسب نوع النوبة وشدتها. تشمل الأعراض العامة التشنجات العضلية، فقدان الوعي، حركات لا إرادية مثل الارتعاش، والتحديق دون استجابة. قد يشعر المرضى أيضًا بتغيرات في الحواس مثل الشعور بروائح أو أصوات غريبة قبل حدوث النوبة. بعد انتهاء النوبة، يعاني العديد من المرضى من تعب شديد، صداع، أو ارتباك.

رغم أن الصرع قد لا يكون قابلًا للشفاء الكامل، إلا أن إدارة المرض وتجنب النوبات ممكن من خلال اتباع خطة علاجية متكاملة. أول خطوة في الوقاية هي الالتزام بالعلاج الموصوف من قبل الطبيب، والذي يتضمن غالبًا الأدوية المضادة للصرع. هذه الأدوية تعمل على تقليل النشاط الكهربائي غير الطبيعي في الدماغ ومنع تكرار النوبات.

إلى جانب الأدوية، يعتبر الالتزام بنمط حياة صحي أمرًا ضروريًا. يجب على المرضى النوم لساعات كافية يوميًا، حيث أن قلة النوم تزيد من خطر النوبات. كما ينبغي تجنب الكحول والتدخين، حيث تؤثر هذه العوامل سلبًا في فعالية العلاج وتزيد من تكرار النوبات. التغذية السليمة تلعب أيضًا دورًا مهمًا، إذ يُفضل تناول وجبات غنية بالخضروات والفواكه والحبوب الكاملة وتجنب الأطعمة الدهنية والمصنعة.

يتعين على المرضى تحديد المحفزات التي قد تسبب النوبات وتجنبها. تشمل المحفزات الشائعة التوتر والقلق، الإضاءة الساطعة أو الوميض، استخدام الأجهزة الإلكترونية لفترات طويلة، وعدم تناول الدواء بانتظام. توثيق النوبات وتحديد الأنماط يساعد المرضى وأطبائهم في تعديل الخطة العلاجية وتجنب المسببات.

 

في حال حدوث نوبة، من المهم توفير بيئة آمنة للمريض لتجنب الإصابات. يجب وضع المريض على جانبه لضمان مجرى هوائي مفتوح، وتجنب وضع أي شيء في فمه. يُفضل أيضًا تجنب محاولة تقييد حركاته. بعد انتهاء النوبة، يجب التأكد من أن المريض واعٍ تمامًا، وإذا استمرت النوبة لأكثر من خمس دقائق أو لم يستعد المريض وعيه، يجب الاتصال بالطوارئ فورًا.

عدم السيطرة على الصرع يمكن أن يؤدي إلى مضاعفات خطرة تشمل زيادة خطر الإصابات الناتجة من السقوط أو الحوادث أثناء النوبات، ضعف الذاكرة والتركيز، وتأثيرات نفسية مثل الاكتئاب والعزلة الاجتماعية. في بعض الحالات النادرة، قد يتسبب الصرع  بوفاة مفاجئة غير مبررة تُعرف بـ "SUDEP"، وهو ما يجعل الالتزام بالعلاج أمرًا ضروريًا.

الأكثر قراءة

دعم دولي لولادة حكومية قيصرية بثقة متواضعة الدوحة تعود الى بيروت من جديد... دعم للمؤسسات ونفط وغاز واشنطن لنتنياهو: لاستبعاد خيار تجدد المعارك في لبنان