غادر توم براك بيروت، بعد زيارته الثالثة الحافلة بالتناقضات، الا ان طيفه بقي حاضرا، من خلال محاولات الداخل كما بعض السفارات المعنية، "فكفكة" الغاز الزيارة والمواقف التي اطلقها، علنا وسرا، وسط التساؤلات الكبيرة عن سبب تقديمه لموعد زيارته الى بيروت، والتي وفقا للمعلومات، جاء بهدف تلبية "عزيمة عالعشا"، مع الاشارة الى ان زيارته لم تمر على خير، اذ تسببت اجراءات المواكبة المرافقة له بحادث سير ادى الى مقتل شخص، على ما تم تداوله.
فالديبلوماسي "المحترف" ومهندس العلاقات السورية – الخليجية، وتحديدا السعودية، مارس "تقيته" باتقان في بيروت، ساعده في تحقيقها براعة المسؤولين اللبنانيين، حيث جاء كلام الغرف المغلقة مخالفا لا بل مناقضا، لبسمات الرضى والايجابية المصطنعة، التي اراد من خلالها، وفقا لاحد الديبلوماسيين المرافقين له، ترك باب الامل مفتوحا امام اللبنانيين، رغم "قساوته اللبقة" تجاه اسياد المقرات واصحاب الحل والربط.
عند هذا الحد تتوقف شخصية مواكبة للزيارة عن قرب، ومطلعة على تفاصيل السياسة الاميركية، وخطط واشنطن اللبنانية، شاركت في عشاء اقامه احد رجال المال والاعمال اللبنانيين، الذين يعملون في قطاع النفط واستيراد الغاز، على شرف الموفد توم براك، بعيدا عن الاعلام، عند مجموعة من الامور اللافتة التي تناولها الاخير في اكثر من "جلسة خاصة" عقدها، خلاصتها :
- اصراره على ان "مواجهة حزب الله تحد لا يمكن معالجته الا من قبل الحكومة اللبنانية".
- اوضح كلامه مؤكدا ان "لا تمييز اميركي بين جناحين سياسي وعسكري".
- دعا "القيادتين السياسية والعسكرية، الى اظهار العزم والارادة للبنان خال من حزب الله"، حيث لفت تحميله المسؤولية مناصفة للقيادتين العسكرية والسياسية، وهو ما قرا بين سطوره الحاضرون تحريضا للجيش.
- تاكيده ان "الولايات المتحدة ستقف جنبا الى جنب مع الشعب اللبناني في مساره"، وهي لغة اعادت للحاضرين اللهجة التي تعامل بها العالم مع حكومة الرئيس حسان دياب، بعد انفجار مرفا بيروت، وتمييزه يومذاك بين الشعب والسلطة السياسية.
- اشارته الواضحة الى ان لبنان بات قاب قوسين او ادنى من ان يفقد موقعه في سلم الاولويات، في ظل الملف السوري الذي يتقدم بشكل سريع سايسيا وامنيا واقتصاديا.
- ابداءه تفهما للموقف اللبناني، وتحديدا للطرح الذي ناقشه في عين التينة في جولتي محادثات والذي للاسف لم يحظ بالقبول الاسرائيلي، كاشفا ان قرار الادارة في واشنطن واضح لجهة عدم ممارسة اي ضغوط على اسرائيل في ما خص الوضع اللبناني.
واشارت الشخصية الى ان المعلومات التي تحدث عنها براك، والتي يجري تداولها على مستوى دوائر القرار، تقاطعت عند رواية تفيد بانه عقب الخلوة التي جمعت براك بعون في بعبدا، في اليوم الثاني لزيارته، بعدما تناول طعام العشاء في احد مطاعم "النعص- بكفيا" مع فريق عمله، وسط اجراءات امنية مشددة، حصل تواصل بين الرئاستين الاولى والثانية، انتهى الى زيارة عاجلة لممثل الرئيس بري في لجنة "صياغة الرد" الى القصر الجمهوري حيث التقى عون وفريقه، قبل ان يعود الى عين التينة، لينكب على صياغة "نقاط محددة" لعرضها على براك في اليوم التالي، وهو ما حصل فعلا، حيث غادر براك مقر الرئاسة الثانية الى عوكر، مجريا سلسلة اتصالات مع واشنطن، قبل ان يقطع عشاءه في منزل النائب مخزومي ويعود الى عين التينة حاملا بعض الاسئلة.
وتتابع الشخصية بان براك غادر بيروت الى قبرص ومنها الى اسرائيل، حاملا معه "طرح بري الواضح" وخلاصته "العودة الى اتفاق وقف النار والخارطة الجغرافية المصحوبة به"، مرافقا بمبادرة حسن نية تقضي بانسحاب تل ابيب من نقطتين من اصل سبع تحتلها، حيث امضى بضع ساعات غادر على اثرها الى باريس، حيث لاقاه وزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر حاملا معه رفض تل ابيب، ما دفع ببراك الى ابلاغ بيروت بالغاء عودته اليها الاحد.
وعليه خلصت الشخصية الى ان اجواء الساعات الماضية رجحت كفة التشاؤم، معتبرة ان اياما قليلة تفصلنا عن دخول عين العاصفة التي قد لا تكون عسكرية – امنية فحسب، بل على الارجح اقتصادية – مالية، وان الخطر الاتي اكبر مما قد يتصوره البعض.
يتم قراءة الآن
-
رسالة أمنية حازمة شمالا... وغياب للمرجعية السنية! الورقة الأميركية مذكرة استسلام ولا مهل زمنية جورج عبدالله يعود اليوم يعد 41 عاماً...
-
ما خفي من كلام براك... فضحته "عشاواته"
-
إستدعاء الوزراء شهوداً أمام القاضي بو نصار... كرة فضيحة «BetArabia» تتدحرج
-
جعجع يخرج من "سور معراب" الى كليمنصو "لغسل القلوب" مع جنبلاط
الأكثر قراءة
عاجل 24/7
-
13:02
الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان: الحكومة عازمة على توطيد العلاقات مع دول الجوار.
-
12:33
رئيس الحكومة نواف سلام: بغياب زياد الرحباني يفقد لبنان فنانا مبدعا استثنائيا وصوتا حرا ظل وفيا لقيم العدالة والكرامة
-
12:19
استهداف سيّارة على طريق صريفا الطويري في جنوب لبنان
-
11:59
استهداف سيّارة على طريق صريفا الطويري في جنوب لبنان
-
11:13
وفاة الفنان اللبناني الكبير زياد الرحباني
-
10:57
بزشكيان: علينا أن نستعد دومًا للدفاع عن بلدنا لكن تبقى الدبلوماسية أداة أهم من أي وسيلة أخرى
